فوائد ومضار ماء زمزم

ماء زمزم

استجاب سيدنا إبراهيم عليه السلام لأمر ربه عندما ترك السيدة هاجر وابنهما الرضيع في وسط وادِ سحيقٍ في الصحراء ولا يوجد حولها أي زرعٍ أو ماء أو ناس، وكانت السيدة هاجر تعلم أن الله لن يضيعها هي وابنها، ونفذ منها الماء وأخذ إسماعيل الرضيع بالصراخ طلباً للماء والغذاء فلم يكن لدى السيدة هاجر لبناً بسبب التعب وعدم توفر المياه لها فلم تستطع إرضاعه، فأخذت تصعد إلى جبل الصفا لعلها تجد من ينقذها أو تجد طعاماً وشراباً، فلا تجد، فتعود مسرعةً للاطمئنان على ابنها ثم تعود تصعد جبل المروة ثم تعود لتطمئن على ولدها.

استمرت كذلك سبعة أشواطٍ بين الصفا والمروة ، وتملكها التعب، فأرسل الله تعالى جبريل عليه السلام وضرب بجناحه الأرض التي تحت سيدنا إسماعيل فانبثقت منه ماءً فلما رأته فرحت كثيراً وحمدت الله تعالى الذي لم يضيعها، فأخذت تشرب منه وتُشرب صغيرها، وأخذت تقول لماء زمي زمي حتى توقفت عن التدفق بقوة لتسمى بعين زمزم، ولو لم تقل هاجر زمي زمي لاستمر تدفق ماء زمزم في الوادي وأغرق المنطقة.

فوائد وأضرار ماء زمزم

يعد ماء زمزم خير ماءٍ أخرج على سطح الأرض كما أخبرنا بذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم، فهو يحتوي على عناصر وخصائص لا يعلمها إلا الله تعالى، فهو يحتوي على نسبةٍ عالية من الأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم وبذلك فإنه يُشبع من يشربها ويبعث في جسده الحيوية والنشاط، ويحمي عظام الجسم والأسنان من الضعف نتيجة وجود عنصر الكالسيوم بكثرة، كما أنه يحتوي على مركبات الفلور التي تعمل على قتل الجراثيم والفيروسات التي قد تدخل إلى المياه وبذلك يحمي جسم الإنسان من الأمراض والإصابة بالأوبئة.

قال النبي صلى الله عليه وسلّم بأنَّ الإنسان الذي يشرب من مياه زمزم لعلاج مشاكل الكلى والحصى فإنها تشفيه، ومن يشربها للحصول على النضارة وشفائه من الأمراض الجلدية فإنه يحصل على ذلك، كما أنها قد تشفي العمى وعقد اللسان وسلس البول. ويحتوي ماء زمزم على نسبةٍ كبيرةٍ من البيكربونات وبذك فإنه يعد من المياه الهاضمة.

أشارت الدراسات إلى أن هذا الماء مفيد للمرأة الحامل ولصحة جنينها بالدرجة الأولى، فقد وجدت مواد وعناصر في ماء زمزم نفس الموجودة في السائل الأمينوسي الذي يحيط بالجنين. ويستحب التضلح عند شرب ماء زمزم أي الشرب منه بكمياتٍ كبيرة ليشعر الشخص بالشبع الكبير لأنه كلّه فائدة.

لم تذكر أية أضرارٍ لماء زمزم، ولكن بشكلٍ عامٍ ترتفع نسبة الملوحة فيه ولكنها لا تظهر بسبب خصائصه المميزة، حيث لا يتغير لونه ولا يتعفن ولا تتغير رائحته، ففي أنواع المياه الأخرى زيادة نسبة الملوحة فيها تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومن الصعب تحمّلها، فسبحان الله الذي جعل من هذا الماء معجزةً خالدةً.