كيف غرق فرعون

دعوة موسى عليه السلام

لقد بعث الله تعالى الأنبياء إلى الأمم ليرشدوهم إلى طريق الحق والصواب ويبعدوهم عن الشرك بالله إلى التوحيد والإيمان به، ولكن واجه كلّ نبيٍّ من الأنبياء من كفر به وتكبر عن عبادة الله تعالى خوفاً على ماله أو وضعه الاجتماعي بين الناس، وقد كان من أشهر هؤلاء المتكبرين فرعون الذي واجه موسى عليه السلام وتكبر عن عبادة الله تعالى، فعانى بنو إسرائيل الذين آمنوا مع موسى عليه السلام منه أشد العذاب، ولم يزده ما رأى من الآيات والعبر إلّا تكبراً وعناداً وتعذيباً لبني إسرائيل وموسى عليه السلام، ولكن الله تعالى لا يهمل ولا ينسى من كان تقيّاً صالحاً مؤمناً به ومتوكلاً عليه مهما طال الزمان.

خروج موسى وبني إسرائيل

فعندما أتى الوقت المناسب بعد العذاب الشديد الذي لقيه موسى وقومه من فرعون أن أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن يخرج بقومه ليلاً من مصر هرباً من فرعون، فعندما عرف فرعون بذلك جمع جنده وخرج في أثر فرعون وقومه والذين كانوا هاربين منه إلى البحر الأحمر، وعندها خاف قوم موسى، فالبحر من أمامهم فإن ذهبوا إليه غرقوا وفرعون من خلفهم سيدركهم إن توقفوا عن المسير، ولكن موسى يعرف أنّه تعالى معه سيهديه إلى الطريق الصحيح.

معجزة انفلاق البحر

عندما وصل موسى عليه السلام إلى البحر أمره الله تعالى أن يضرب البحر بعصاه فانشق البحر بقدرةٍ من الله تعالى وظهر في وسطه الطريق الذي على موسى وقومه أن يسيروا فيه، فكانت هذه إحدى معجزات موسى عليه السلام الأخرى، فعندما مرّ موسى عليه السلام ومن معه من البحر وخرجوا منه، وعندما دخل فرعون وجنده إلى البحر بالكامل أمرّ الله تعالى البحر فانطبق عليهم وعاد إلى حاله الأصلية، فبذلك نجى الله تعالى موسى عليه السلام وبني إسرائيل من فرعون وجنده وأغرقهم جميعاً.

غرق فرعون

عندما غرق فرعون قال:” لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل”، ولكن توبته هذه وإيمانه لم تنفعه في شيء، وقد فسّر العلماء عدم قبول توبة فرعون بعددٍ من الأسباب منها أنّه آمن بعد نزول العذاب وغرقه وهو وقت لا تقبل فيه التوبة، وسببٌ آخر هو أنّه قال ذلك ليدفع العذاب عن نفسه كما كان يفعل عندما يطلب من موسى عليه السلام ذلك لدفع البلاء، وقد ذكر الله تعالى قصة فرعون وغرقه في القرآن الكريم وكيف نجّا الله تعالى جسد فرعون ليكون آيةً لمن خلفه وعبرةً لهم فقال تعالى في قصة فرعون:”وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين، فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون”.