كيف الله خلق الانسان

سبحان الله إن في خلقه لتدبير ، خلق الإنسان و خلق الحيوان و خلق الكون و كل ما في الأرض ، يقول لشيء كن فيكون ، عالم الغيب غيره من سيكون ، الله رب السموات و الأرض و ما بينهما و رب العرش العظيم ، في خلقه حكمة عظيمة للإنسان ، خلق الإنسان من طين و ميزه بالعقل و اليقين ، جعله عبدا له و له يطيع ، و هل هناك غير الله يستحق الطاعة ، الإنسان هو كائن خلقه الله و ميزه عن باقي المخلوقات أعطاه التفكير و الحكمة ، جعله يعرف كيف يحمي نفسه و كيف يوفر غذائه و كيف يعرف الخطأ و الصحيح ، و جعل انقراضه من الأرض مستحيل ، و جعله يبني بيوتا له و يكسب رزقه من العمل ، جعله يخترع أشياء تساعده في حياته ، و كل الشكر لله سوف يكون ، فكيف الله خلق الإنسان و جعله في الأرض خليفة لأعمارها ؟ لقد خلق الله أول بشري و هو ادم و قد خلقه من تراب و سواه طينا و جعله بعد ذلك إنسانا ، و هذا ما يدل على القدرة العظيمة لله في الخلق ، ثم خلق حواء من ضلع اعوج لآدم ، و قد سميت حواء بهذا الاسم لان في ذقنها و شفتها سمار ، و يقال لأنها خلقت من حي و كذلك المرأة سميت كذلك لأنها خلقت من مرء ، و لأنها تحوي الرجل و تستحمله ، و لقد خلق الله حواء عندما كان آدم نائماً و عندما استيقظ أعجبته ، و في هذه الحكمة من نوم الرجل أن الرجل لا يحب من تعذبه كثيرا فذلك يبعده عنها ، و في هذا تفضيل للرجل حيث أنه هو الأصل و المرأة فرع منه ، و أنها خلقت من ضلعه الأعوج ، و نقص دينها و عقلها و قوتها ، و من المفسرين ما قالوا بأن حواء خلقت من جنس آدم و ليس منه ، و بعد ذلك سكنوا في الجنة و أمرهم الله بعدم أكل من شجرة فأغواهم الشيطان فأكلوا منها فكان مصيرهم النزول للأرض ، و في ذلك كان أمرا محتما فالله كان قد خلق الإنسان لعبادته و أمر نزوله للأرض كان محتما ” وإذ قال ربكم للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ” ، و بعد ذلك أنجبا آدم و حواء قابيل و هابيل ، و قام قابيل بقتل هابيل ، و ذلك لان قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه ، و قد أنجبا بعدها 120 ولدا و هكذا استمرت السلالة بتناسل إلى يومنا هذا ، و قد روى ادم قصته لأبنائه بنفسه بعد ذلك ، و قام بايضاح خطئه بندم كبير ، و سبحان الله الذي خلق الانسان من طين و جعله بعد ذلك يسمع و يتكلم و يفكر و يدرك ما حوله بالعقل  .