ما آثار كفالة الايتام على المجتمع
الأيتام هم من فقدوا آباءهم وهم صغار، وبفقدانهم لأبائهم ربما سيتفرقون ويكونون عرضة للذئاب البشرية، أو لتدمير المجتمع لهم، كما أنهم سيفقدون موردهم المالي بلا أدنى شك، ومن هنا فرعاية الأيتام معنوياً قبل مادياً هو من أهم الأمور التي يتوجب على الدولة وعلى كل الخيرين في المجتمع أن يقوموا به، فاليتيم بحاجة إلى الرعاية أكثر من غيره. وربما يكون هناك نوع من الأيتام يفقدون آباءهم وهم صغار على الرغم من بقاء أبدانهم حية، فهؤلاء أيضاً يكونون بحاجة إلى رعاية كبيرة وهامة، لأن الصغير لا يحتاج إلى المال فقط، بل يحتاج إلى الحضن الدافئ والعائلة والحب والعطف والحنان وكل هذه الأمور غير متوفرة في والديه.
لنتخيل ضياع الصنفين الماضيين بين الذئاب البشرية، وخاصة إن كنَّ إناثاً فماذا ستكون ردة فعل الناس عندما يرتكب هؤلاء الأيتام الجرائم عندما سيكبروا، قطعاً ستكون ردة الفعل اعتيادية سيتهمونهم بالقتل وبأنهم خطرون على المجتمع ومن ثم سيطالبون بإعدامهم. هذه هي ردة الفعل الاعتيادية على مثل هذه الأمور.
فالناس وخاصة في مجتعاتنا لم يصلوا إلى مرحلة يستطيعوا فيها إدراك حقيقة أنهم هم من يخلقون المجرمين وهم من يصنعونهم بجهلهم وقلة وعيهم وابتعادهم عن الحقائق وعن التفكير المنطقي الواقعي في تحليلهم وتعاطيهم مع المجرمين. وهذه اول فائدة لرعاية الأيتام، فرعاية الأيتام تقلل وبشكل كبير جداً من الجرائم في المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك فاليتيم هو طاقة كامنة بحد ذاته، فربما يكون نابغة من نوابغ زمانه، ولكن نجمه لم يظهر بسبب قلة العناية به ومن هنا فالعناية بالأيتام ورعايتهم تفيد في استغلال هذه الطاقة الكبيرة والكامنة وتسخيرها لخدمة المجتمع بدلاً من ضياعها وهدرها في الأمور التافهة التي لا جدوى منها أو فائدة.
ومن أهم الفوائد التي يمكن للمجتمع بأكمله أن يجنيها من رعايته للأيتام هي أنه سيقوم بتوفير الدعم النفسي لهم مما سيمنعهم عن أية انحرافات قد تصيبهم في المستقبل عندما يكبرون وليس المقصود بالانحرافات هنا الجرائم، بل قد يمنع اليتيم عن انحرافات نفسية قد تسبب له الأمراض النفسية في المستقبل القريب له ومن هنا فإن الإنسان هو أمانة مهما كان سواء يتيماً أم لقيطاً أم ابناً غير شرعي أم غير ذلك من التصنيفات، والقاعدة العامة تقول أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، لهذا يتوجب على المجتمع رعاية كافة الفئات في المجتمع التي تعاني من وجود خلل لديها أو التي جارت عليها الظروف والأيام.