صفات المسلمين
المسلمون
تعد رسالة الإسلام من الرسالات السماوية المهمّة، بل تتصدرها جميعاً، حيث إنّها خاتمتها وجامعةٌ لها جميعاً، وقد انتهت النبوّة، والمسلم اليوم
يقع على عاتقه تبليغ هذه الرسالة العظيمة، ونشرها، وفي خضم حمل المسلم لرسالة الإسلام العظيمة، فثمة صفات لازمة لا بد من توفرها،
وإلا فسيفقد المسلم أثر التأثير، وستنعدم دافعية وقابلية الاستجابة عند المدعو، ومن المؤكد أنّ المسلمين يختلفون عن بعضهم في درجة تحقق هذه الصفات لديهم، فهناك فروق فردية، وفروق في درجة الإيمان، ومقدار وطبيعة العمل، وفي المجمل هناك صفات للمسلمين الحقيقيين، لا بد من توفرها بالمجمل.
من صفات المسلمين
- القدوة الحسنة، فالمسلم ينبغي أن يكون قدوة لغيره، فيما يدعو إليه، أو ينهى عنه، من صفاتٍ وأفعالٍ؛ لما للقدوة الحسنة من أثرٍ طيب في سرعة الاستجابة، وقابليتها أصلاً.
- الصدق، وذلك بأن يتسم المسلم بالصدق، في أقواله وأفعاله، ويعدّ الصدق من احد أسباب انتشار الإسلام في فترة ٍ من الفترات.
- الأمانة، واتصاف المسلم بخلق الأمانة، في القول، والعمل، لها أثرٌ طيبٌ في تأثير المسلم الإيجابي على غيره، ونشره لمعتقده.
- التواضع وخفض الجناح، وهي صفة ٌ إيجابية ٌ مؤثرة ٌ أيضاً.
- الإيثار، وذلك بأن يقدم ويفضل غيره على نفسه فيما يحتاج إليه هو، وهذه لها آثارها الطيبة أيضاً
- التعاون، وهي صفة اجتماعية، تعكس مدى تغلغل العلاقات الاجتماعية بين المسلمين، ومدى تماسك المجتمع وترابطه.
- المحبة، وذلك بأن يحب المسلم أخاه المسلم للرسالة ذاتها التي تجمعهما، لا لمصلحة دنيوية زائلة، وإنما لقيمٍ ومبادئ راسخةٍ رسوخ الجبال.
- التضحية، وذلك بأن يبذل المسلم، ويضحي بنفسه أو ماله من أجل الفكرة التي يحمل، وللتضحية أشكالها المتعددة، فتكون بالنفس في حالاتٍ
محددة، وتكون بالمال، وبالوقت، وبالجهد، ويتفاوت بكل تأكيدٍ المسلمون في درجة ذلك.
- الكرم والسخاء، وهي صفةٌ إيجابيّةٌ أيضاً، وفيها نوع تضحيةٍ ماديةٍ، ولها آثارها الإيجابية الطيبة.
أثر توفر هذه الصفات
ولتوفر هذه الصفات أثرٌ عظيمٌ في الدعوة والتبليغ، ونشر رسالة الإسلام العظيمة، فالمسلم بتمسكه بها إنما هو داعيةٌ إلى الإسلام بلسان الحال
قبل المقال، وذلك أبلغ أثراً، وأشد نفعاً، وأكثر قبولاً، وواجب كل مسلم ٍ أن يسلك هذا المسلك، لتتحقق بذلك معاني العبودية الحقيقية، ولينطلق المسلم بما معه من خيرٍ صوب العالم داعيةً مؤثراً، فيحقق في ذاته الجنديّة الحقيقية لهذا الدين.
أثر انعدام هذه الصفات
ولانعدام هذه الصفات أثرٌ سلبيٌّ على صاحبه، وعلى الرسالة التي يحمل، فيعطي صورةً سلبيةً عن الإسلام، ويكون حجر عثرةٍ في انتشاره،
وبالتالي نفور الناس منه، ولربما يصل الأمر إلى مناصبته العداء، والوقوف منه موقفاً سلبياً، فكم من حملةٍ للإسلام أساؤوا في حملهم له،
وكم من دعاةٍ للإسلام كانوا منفرين عنه، وقد أدى سوء حملهم له إلى تسميم العلاقات الاجتماعية، وتقطيع الروابط والأواصر بين الناس.
أخيراً، على المسلم واجب التبليغ لدعوته، ومن مقتضيات التبليغ للرسالة اتصاف المسلم بالصفات الحسنة والأخلاق اللازمة في ذلك، وبالتزامه بها، ويكون قد سلك طريق الدعاة الحقيقيين، وطريق الرسل والأنبياء، وبعدم التزامه بها يكون قد قدم صورةً سلبيةً عن نفسه أولاً، وعن رسالته ثانياً، -بصرنا الله بأمور ديننا، وجعلنا دعاة للحق، هداةً مهديين-.