من أول داعية إسلامي

بداية الدَّعوة إلى الله

كان من عادة النَّبي صلى الله عليه وسلم في المواسم والحجّ واجتماع العرب في أسواقهم كسوق عُكاظ، ومجنة، وذي المجاز أن يحضر هذه التَجمّعات ويعرض نفسه على القبائل والأفراد، داعيًا إياهم إلى عبادة المنَّان وترك عبادة الأوثان؛ فكان من أسرع وأوّل المؤمنين به وبدعوته من غير أهل مكّة خمسة رجالٍ غالبيتهم من يثرب وهم: سويد بن الصَّامت، وإياس بن معاذ، وأسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث، ورافع بن مالك، وقطبة بن عامر، وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله، وكان ذلك في السَّنة الحادية عشرة للنُبوّة.

في السَّنة التَّالية وفي موسم الحج وفد على النَّبي صلى الله عليه وسلم من يثرب عشرة رجالٍ من الخزرج واثنين من الأوس؛ فاجتمع بهم النّبي صلى الله عليه وسلم وعلَّمهم الإسلام، وبايعوه وسُميّت تلك البيعة ببيعة العقبة الأولى.

أوّل داعيةٍ في الإسلام

بعدما بايع الرِّجال النّبي صلى الله عليه وسلم طلبوا إليه أنْ يبعث معهم من يعلّمهم أمور دينهم ويفقههم فيه، ويقرأ عليهم القرآن الكريم؛ فبعث معهم مُصعب بن عمير رضي الله عنه فكان أوّل داعيةٍ للإسلام.

عندما وصل مُصعب بن عُمير يثرب نزل على أبي أمامة أسعد بن زرارة رضي الله عنه؛ فعملا معًا على نشر الإسلام الذي انتشر بسرعةٍ بين أهل يثرب خاصةً مع إعلان زعمائها لإسلامهم وعلى رأسهم رئيس الأوس سعد بن معاذ وابن عمه أسيد بن حضير رضي الله عنهما، وبإسلامهما أسلم جميع الرِّجال والنِّساء ما عدا رجلًا اسمه الأصيرم فقد تأخر في إسلامه إلى يوم أُحُد.

عاد مصعب بن عُمير إلى مكّة يحمل البشائر بنجاح مهمّته في الدَّعوة إلى دِين الله تعالى قبل حُلول موسم الحج.

أهميّة الدَّعوة إلى الله

الدَّعوة إلى دِين الإسلام لها شأنٌ عظيمٌ في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ، ومكانةٌ كبيرةٌ، ومن ذلك:

  • هي مهمّة الرُّسل عليهم السَّلام وأتباعهم؛ فلا تقوم الحياة ولا تستقيم إلا بدِين الله حتّى عدَّها بعض العلماء أحد أركان الإسلام.
  • هي سببٌ في حِفظ الأمّة من الهلاك والعقاب؛ فلا تزول الدُّنيا وتقوم السَّاعة إلا بزوال الدُّعاة المُصلحين الذي يدعون للدِّين القويم؛ فيشيع الجهل والفاحشة والكُفر، قال صلى الله عليه وسلم:” لا تقوم السَّاعة إلا على شِرار الخلق”.

مراتب الدَّعوة إلى الله

الدَّعوة إلى الله تعالى تكون على مراتب حسب المدعوّ:

  • إذا كان ذكيًّا مستجيبًا للحقّ ليّنًا يُدعى بطريقة الحكمة والهدوء والنِّقاش.
  • إذا كان لديه نوعٌ من الغفلة والتَّردد فيُدعى بالموعظة الحسنة وهي الأمر والنَّهي المقرونيّن بالتَّرغيب تارةً والتَّرهيب تارةً أُخرى.
  • إذا كان جاحدًا عنيدًا رافضًا للحقّ فيُجادل بالتي هي أحسن.