أسباب محبة الله للعبد
المحبة في الله
المحبة بين المؤمنين من نِعم الله العظمى، وهي تزيد الصلة والمودّة بينهم، فعندما يُحبّ أحدنا شخصاً وجب عليه إخباره بذلك، لما له من تأثير بالغ في النفوس، والمتحابّون في الله على منابر من نور يوم القيامة يَغبطهم على تلك المنزلة الأنبياء والشهداء، وهم من السبعة الذين يُظلّهم الله عزّ وجل في ظلّه يوم القيامة.
محبة الله
هنيئاً لِمن أحبه الله عز وجل، وعجباً لِمن استشعر هذه المحبة وفَرّط بها، ولم ينتصر على ضعف نفسه في نهيها عن اتباع الهوى والشهوات، وعن كل ما يُغضب محبوبه، فالله عز وجل إذا أحبّ فلاناً أمر جبريل – عليه السلام – وأهل السماء بِمحبته فيحبونه، ويضع له القبول في الأرض فيحبه أهل الأرض، ولكن كيف يَستشعر العبد أنّ الله يُحبه، وما هي الأسباب التي توّجته بهذه المحبة؟
أسباب محبة الله للعبد
- الإخلاص لله تعالى في كلّ أعماله وأحواله، وأقواله ونياته، ويريد بذلك وجه الله تعالى، لا سُمعةً فيها ولا رِياء.
- الصدق في الأقوال والأفعال مع الله أولاً، ثمّ مع النّاس.
- الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، في اللسان، والقلب، وفي جميع الأوقات، والطاعات.
- الحرص على أداء الفرائض في أوقاتها، فضلاً عن ذلك القيام بالنّوافل من الطاعات والعبادات.
- الإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبّره وتطبيقه، وتخصيصُ أعز الأوقات لِذلك، لا في فضول الوقت وزيادته.
- الإقرار بِنعمِ الله سبحانه، وأنّها منه وبفضله وكرمه، وحَمْدَهُ عليها دائماً وأبداً، وإخبار النّاس بها اعترافاً بمنّهِ وكرمِه.
- معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى، ودراسة شرحها؛ فبذلك يتعرّف على قدرة الله عز وجل، ورحمته، وعظمته، والتفكر في أفعاله وتصريفه لهذا الكون العظيم، فتسمو نفسه بذلك، ويزداد تَوحيده له ومحبته.
- قراءة الأحاديث النبوية الشريفة، وآيات القرآن الكريم، فيتعرّف العبد بها لما أعده الله لِعباده إنْ هم أطاعوه من نعيمٍ في الدنيا، وجنةِ النّعيم في الآخرة والتي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، وزيادة على ذلك رؤية وجهه الكريم الذي لا يُضاهيه نعيم.
- إيثار ما يُحبّه الله عزّ وجل على ما تهواه النّفس وتشتهيه، وكذلك إيثار طاعته على طاعة كائنٍ من كان من الخلق إن كان في معصية، فلا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق.
- الانكسار لله تعالى والتذلّل له.
- مصاحبةُ أولياء الله وعباده المتقين ومحبتهم، والبراءة من أعداء الله وشرّ الخلق وبغضهم.
قيل: المحب عبدٌ ذاهبٌ عن نفسه، مُتصلٌ بِذكر ربه، قائمٌ بأداءِ حقوقه، ناظرٌ إليه بقلبه، أحرقت قلبه أنوار هَيبته، فإنْ تكلمَ فَبالله، وإنْ نطق فعنْ الله، وإن تحركَ فبأمر الله، وإنْ سكت فمع الله.