لماذا يوضع القطن للميت
مقدمة
الحمْد لله تعالى الذي خَلقَنا وأنعَم علينا بنِعَم لاتُعد ولا تُحصى ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم الذي جاءنا بالحق وهدانا إلى الطريق السليم وطريق الهداية.
الموت حق على عباد الله جميعاً ليس منه مفّر ولا مَهرَب ، وإن تعددت أسباب الوفاة وتنوعت، في النهاية الموت واحد ؛ وهو خروج الروح من الجسد وتوقُف عمليات الجسم الحيوية والعصبية، فهنيئاً لمن كانت خاتمته حسنة و غفر الله تعالى وهوّن على من كانت له الخاتمة السيئة .
للموت في الشريعة الإسلامية حُرمة خاصة ، ويتم التعامل مع الميت بطريقة كريمة ، ودفن الميت يتم وفق آداب و أحكام.
الأمور التي يجب فعلها عند وفاة أحدهم
عند حدوث الوفاة هناك بعض الأمور التي يجب أن يقوم بها من حوله وهي :
- يجب إغماض عينين الميت ، لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم ((إن الروح إذا قبض تبعه البصر )).رواه مسلم وأحمد.
- على الموجودين عند الميت محاولة تليين مفاصل اليدين والرجلين ، حتى لا تتصلّب ويصعُب إعادتها إلى مكانها بعد أن يبرد الجسد.
- تغطية بدن الميت بسترة أو نحوها، عن عائشة رضي الله عنها (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفيّ سجيّ ببُرد حَبره ) . رواه أحمد وبخاري ومسلم.
- الإسراع في تغسيل الميت وتكفينه ودفنه ، لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ((أسرعوا بالجنازة؛ فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك ، فشر تضعونه عن رقابكم.))رواه البخاري ومسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم: إذا مات أحدكم فلا تحبسوه، وأسرعوا به إلى قبره ، وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب ، وعند رجليه بخاتمة سورة البقرة في قبره ) رواه الطبراني في الكبير ، وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي ، وهو ضعيف.
خطوات غسل الميت
- تبديل الثياب التي توفي فيها الشخص ، من أجل إلباسه ثياب جديدة نظيفة ، لقول الصحابة حين مات الرسول صلى الله عليه وسلم 🙁 هل نجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نجرد موتانا ). رواه أحمد وأبو داوود وابن حبان والحاكم وصححه الألباني في أحكام الجنائز.
- ستر عورة الميّت ورفعه على خشبة ،ورفع رأسه وعصر بطنه وصب الماء بعدها .
- يجب أن لا يَدخُل الماء الى فم الميّت وأنفه ، وإنما يُدخِل المغسِّل اصبعيه المبلولتين بالماء أويستخدم قطنة مبلولة بالماء؛ لتنظيف أسنانه وفمة ومنخريه.
- يبدأ المُغسِّل بغسل الميت ؛ يبدأ بالجانب الأيمن ثلاث مرات أو خمساً أو سبعاً ، ثم الجانب الأيسركذلك ثلاث مرات أو خمس مرات أو سبع مرات ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((اغسلنها ثلاثاً او خمساً أو سبعاً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك) رواه البخاري ومسلم.
أدلة على استحباب وضع القطن من مكان خروج أي مادة من الميت
إن خرج شيء من الميت بعد غسله ، يُستحب وضع القطن في مكان خروج المادة ، مثلاً في الدبر والقُبل و الأنف والأذنين حتى لا يخرج شيء منهما مرة أخرى ، ويبقى الميت نظيفاً ، ونورد بعض الأدلة على ذلك :
- حدّثنا عبد الله بن مبارك ، عن ابن جريح ، عن عطاء قال : قلت احشو الكرسف؟ قال : نعم ، قلت لأن لا يتفجّر منه شيء ، قال نعم.
- حدثنا ابن مهديّ ، عن همام ، عن مطر ، عن الحسن ، قال : يحشى دبره ومسامعه وأنفه .