ماذا تأكل القطط

القطط

ممَّا لا شكَّ فيه بأنَّ جميع المَخلُوقَات عَلى هَذه الأَرض تَحتاج لِغذاءٍ مُلائِمٍ لَهَا كَي تَستَطيع الحَياة، وَلتقوَى عَلَى أَداءِ أَعمَالِهَا بِطَاقَةٍ وَصِحَّةٍ وَنَشاطٍ، وَبِالطَبعِ هَذا يَشمَل الإِنسان وَالحَيوَان عَلى حدٍّ سَواء، وَلا يُوجَد أيّ كائِن حَيّ قَادِر عَلى الاستِمرَار دُون أَن يَتَناوَل يَوميَّاً حِصَصَاً لِبَعضِ أَصنَاف الطَّعام.

تُعتَبر القِطط إِحدَى المَخلوقَات الأليفَة المُحبَّبة لأغَلَب النَّاس، وَيَختَلِفُ شَكلها وَدَرَجَة جَمَالها حَسَب سُلالَتها، ويُعدُّ القط الأمريكي قصير الشّعر، والقطّ الفارسيّ، والشيرازيّ، والسِياميّ مِن أَشهَرِ أَنواعِ القِطَط.[١]

نَظَراً لِطبيعَتها اللّطيفَة وَشَكلها الجَميل فهي مِن أَقرَبِ الحَيوانَات إِلى الإِنسَان، حَيث يَتَسابَق العَديد مِن النَّاسِ حَولَ العَالَم إِلى تَربيَة القِطط فِي مَنازِلِهم، وَيحرِصون عَلى العِنايةِ بِها بِشكلٍ لافتٍ؛ فَيُعدُّونَ لَها الطَّعام المُناسِب، وَيعتنون بِنظافَتِها اليوميَّة دُونَ كَلَل، فَوجود القِطط بِجانِبِهم يُشعِرهم بِالسَّعادَةِ وَالأُنسِ، وَلكن بَعض النَّاس يَجهلون طَبيعَة الغِذاء المُناسِب لِلقِطط عَلى اختِلافِ أَنواعها، فَيقدّمون لَها غِذاءً لا يُلائِمها ممَّا يَتسبَّب بِمَشاكلٍ صِحيَّةٍ لَها.

أشكال أغذية القطط المُتوافرة في الأسواق

الغذاء الجاف

يَحتَوي الغِذاء الجاف (بالإنجليزية: Dry Food) عَلى الكَثير مِنَ المُكوِّنَات الطبيعيَّة المُفيدَة لأَجسَامِ القِطَط مِن حُبوب وَمُشتقاتها، وَلحوم، وَمُنتَجات الأَلبان وَالأَليَاف، وَتَترَاوَح نِسبَة الرُّطوبَة فِي هَذا النَّوع مِنَ الطَّعام بَين 6-10%،[٢] وَقَد ثَبَتت فَعاليَّة الغذاء الجاف فِي الحِفَاظ عَلى صِحَّةِ الأَسنان وَالعِظَام، وَقد يَكون مَرغوبَاً لَدَى العَديد مِنَ الأَشخَاصِ نَظَراً لِكُلفَتِهِ القَليلَة، وَقِلَّة احتمالِيَّة فَسَاده مُقارَنَة بِالأَغذيَة الأُخرَى. مِن جِهَةٍ أُخرَى فَإِنَّ القِطط بِالأَساسِ آكِلَة لُحوم، لِذَا فَالجهاز الهضمِيّ غَير مُجهَّز لاستِقبَالِ كميَّاتٍ كَبيرَةٍ مِنَ الأَليَاف وَالنَشويَّات المَوجودَة فِي مِثلِ هَذا النَّوع مِن الأَطعِمَة، فَمِنَ المُمكن أَن تُسبّب لَه الإِسهال وَالجفاف.[٣]

الغذاء شبه الرّطب

في الغذاء شبه الرّطب (بالإنجليزية: Semi-Moist Food) تُعتَبَر اللّحوم وَمشتقاتها هِي المُكوِّن الأَساسيّ لِمِثلِ هَذا الغِذاء، وَتكون نِسبَة الرُّطوبَة فِيه 35% تَقريبَاً، كَما أَنَّه مُتَوسط التَّكلُفَة، وَمِنَ المُمكِن أَن يَحتَوي عَلى كَميَّاتٍ مِن السُّكر أَو المَلح بِكميَّاتٍ أَكبَر مِن الغِذاء الجاف، كما أَنَّه يَحتَوي عَلى مَواد كِيميائيَّة لِحفظِ الطَّعام وألوان مُضافَة.[٢]

الغذاء المُعلَّب

في الغذاء المُعلّب (بالإنجليزية: Canned Food) تَكون نِسبَة الرُّطوبَة فِيه 75%،[٢] وَهو النَّوع المُفضَّل بَين القطط، وَالأَعلى كُلفَة مَن بَين الأَنواع الأُخرى، وَيَتميَّز هَذا النَّوع بتَنوعه وإِمكانيَّة احتواءه عَلى عدَّة أَصنَاف، كَمَا يتميَّز الغِذَاء المُعلَّب بِحفظِه للطّعام لِفَتَرَاتٍ أَكبر مِن الأَنواعِ الأُخرَى. وَمِنَ المُمكِن أَن يُسبّب هَذا الشَّكل مِن الأَغذِيَة بَعض أَمرَاض اللّثة لَدى القِطَط.[٤]

الأغذية المُناسبة للقطط

تَتعدد أَنوَاع الأَغذِيَة المُناسِبَة لِلقِطَط، والتي يَسهُل إِعدادها وتقديمها لها في المنزل، منها ما يأتي:[٥][٦]

  • اللّحوم الحَمراء: تُحبِّذ القِطط فِي طَبيعَتِها تَناول اللّحوم الحَمرَاء، وَيَجب أَن يَتم تَقديمها لَها مَطهوَّة؛ إِمَّا مَشويَةً، أَو مَطبُوخَةً، أَو مَسلُوقَةً، بِمُفرَدها أَو مَع الصّلصَة (مرق اللّحم)، وَيجوز أَن يُضاف إليها القَليل مِن البَطاطَا المَهروسَة كَي تَزيد نِسبَة البوتاسيوم فِي جِسمها، وَلتقلّل رَوائِح البول الصَّادِرَة عَنها فِي المَنزِل، وَلا مَانِع أَن تُقدَّم اللّحوم وَعَليهَا أَجزَاء مِن الدّهن الأَبيض لأنّ القِطط تُحبُّه أَوَّلاً، وَلأَنَّ طَبيعَة بِنَاء جَسَدها يَحتَاج إِلى كَميَّةٍ مِن الدّهن لِيَكون فِي غِذَائِها اليَوميّ. لَكِن يجب تَجنُّب تَقديم اللّحم النَيء لِلقِطط؛ لأنَّ تَناوله يَزيد مِن شَراسَتِهَا، كما يجب الإشارة إلى أَنَّ هُناك أَنواع قَليلة مِن القِطط كالشيرازيَّة تَكره أَكل اللّحوم وَلا يُناسِبها تَناولها بتاتاً.
  • الكبدة: يَحرِصُ الكَثير مِنَ النَّاس عَلى تَقديمِ الكبد لِلقِططِ لأنَّهم يَعلمون مَدى حبِّ القِطط لَهَا؛ فَهي قَادِرَة عَلى تَناوُلِ كَميَّةٍ كَبيرَةٍ مِن الكبدة المَطهوَّة، إِضافَة إِلى ذلك فَهي مَصدَر أَساسيّ لِتَغذِيَة القط بِالفيتامينات وَالمَعادِن الأساسيَّة.
  • اللّحوم البيضاء: كَالدّجاج، وَالأَرانب، والسَّمَك. لَحم الدَّجاج هو الطَّعام المُفضَّل لَدى غالبية القِطط، فَإِذا قُدِّمَ لَها مَطهوَّاً أَو مشويَّاً أَو مُقطَّعاً فَإِنَّها تستَمتِع جِدَّاً بِتناولِه، كَذلك تُعدّ اللّحومُ البَيضَاء مَصدَرَ إِمدَادِ القِطَط بِالكالسيوم اللازم لِبِناء جَسَدها، كَذلك فَإِنَّ السَّمك يَمدّها بِعَناصِرَ غِذائيَةٍ كَثيرَة كَالفِسفور، وَالبروتينات، والفيتامينات.
  • مُشتقَّات الألبان: الجبن وَاللّبن مِن أَهمِّ الأَغذِيَة المُناسِبَة لِلقطط؛ حَيث إنَّ الجُبن يَمدُّهَا بِالكالسيوم وَالدُّهون وَالبروتينات، كَذلك فَإِنَّ اللّبَن يُعدّ طَعامَاً مُناسِبَاً للقطط فِي الشُّهورِ الأولى مِن عُمرها.
  • السّبانخ: فَهو مَصدَرلِلعديدِ مِن الفيتامينات مِثل فيتامين أ، ك، سي، وَغنيّ بِمعدنَي الحَديد والكالسيوم، كَما أنَّ السّبانخ يَعمَل عَلى حِمايَة بطانَة الجِهاز الهَضميّ مِن الأَضرارِ النَّاجِمة عَن الالتهابَات، أَمَّا فِي حَالِ كَان القط لَديه مَشاكِل فِي الجِهاز البولي، كَوجود حَصَواتٍ مُتكلِّسة فِي المثانَة، فَيَجب تَجنُّب إِطعامه إِيَّاهَا.
  • البيض: يُعتَبَر البَيض مَصدَراً جيِّداً للبروتين وفيتامين ب، كما يجب تقديمه للقِطَّة مطهوَّاً.
  • الشمّام: يَحتَوي الشمّام عَلى نِسبَة عَاليَة مِن المَوَّاد المُضادَّة للأَكسَدَة، كَمَا يَحتَوي عَلى مَادَّة البيتا كاروتين (بالإنجليزية: Beta-Carotene) التي تُساعِد فِي الحِفَاظ عَلى صِحَّةِ العَين وَالجلد.
  • الموز: يَحتوي المَوز عَلى نِسبَةٍ عَاليَةٍ مِنَ البُوتاسيوم وَالأَليافِ القَابِلَة لِلذَّوَبَان، مَا يَجعَلُه طَعامَاً صِحيَّاً خَفيفَاً للقِطَطِ.
  • الشّوفان: يُعتَبَر الشّوفان مَصدَرَاً مُهمَّاً للطَّاقَةِ وَفيتامين ب.
  • الخبز: يُعتَبَرُ الخبز مَصدَرَاً جَيِّدَاً للبروتينات وَالأَليَاف، وَلكن يَجب أَخذ الحيطة فِي الكميَّةِ المُعطَاة؛ إِذ يَجب أَن تَكون صَغيرَة حتَّى لا تتسبَّب بِالإِسهالِ.
  • التفّاح: يَحتوي التُّفاح عَلى نِسَبٍ عَاليَة مِنَ الأَليافِ وَفيتامين سي، مَا يَجعلُها غِذاءاً مُناسِبَاً، مَع الأَخذِ بِعينِ الاعتِبَار إِزالَة القِشرَة الخَارجيَّة.
  • التّوت: يُعتَبَر التّوت مَصدَرَاً جَيِّدَاً للفيتامينات أ، سي.
  • البازيلاء: يَحوي نَبات البَازيلاء عَلى فيتامين أ، سي، والألياف.

الأغذية المُضرَّة بالقطط

تَتواجَد الكَثير مِنَ الأَطعِمَة التي تُشكِّل خَطَرَاً عَلى صِحَّةِ القِطط، وَمِن هَذه الأَطعِمَة:[٧][٨][٩]

  • البصل والثّوم: يُعتَبَر إِعطَاء القِطط أَطعِمَة تَحوي عَلى البَصَل وَالثوم أَمراً خَطيراً جدّاً؛ نَظَرَاً لاحتِوائِها عَلى مُرَكَبات الكبريت والذي قَد يُسبّب تَكسير كُرَيَات الدَّم الحَمراء، ممَّا يُؤدِّي إِلى الإِصابَة بِفَقر الدم.
  • البيض النّيء: يَجب الحِرص عَلى طَبخ البَيض قَبل تَقديمِه لأَيٍّ كَان؛ لِضَمَان خُلُوِّه مِن بكتيريا السّالمونيلا، كَمَا أَنَّ بَياض البَيض يَحوي مَادَّة الأفيدين التي تَعمَل عَلى وَقف امتصاص فيتامين ب.
  • المشروبات الكحوليّة: تُسبّب المَشروبات الكحوليَّة العَديد مِنَ المَشاكِل لِلقِطط، مِنهَا التَّسمم الكُحولي الذي قَد يُدمِّر حَياتها.
  • الكافيين: يَعمَل الكافيين عَلى زِيادَة كَميَّة البول، وَإثارَة الجِهاز العَصبيّ، وَتسريع نَبَضات القَلب، كَما تُعتَبَر الشوكولا مِنَ المَواد الضَّارة للقطط لاحتوائها عَلى الكافيين وَمادَّة الثيوبرومين التي قد تُسبّب مَوت القطّة.
  • الدّهون النّيئة: تُعدُّ دُهون اللّحوم والسَّمَك مِن أَكثَر الأَطعمة المُضرَّة للقطط بِسبب المَشاكِل التي قَد تُسبّبها مِن قيء وإِسهَال وَالتِهاب فِي البنكرياس، حَيث تَحتوي الدُّهون النَيئة عَلى عَددٍ لا حَصر لَها مِن بكتيريا السّالمونيلا، لِذا يَجب تَجنُّب تَقديمها لِلقطط وَخُصوصَاً الجلد.
  • العنب والزّبيب: يُعتَبر الزَّبيب وَاحد مِن الأَطعمَة المُضرَّة للقطط نَظَراً لاحتِماليَّة حُدوث فَشَل كلويّ مُفاجِئ لِلقطط، وَمن أَهم الأَعرَاض التي قَد تَظهر عَلى القط خِلال 24 سَاعَة مِن تَناولها للعنب والزبيب: الإِسهال، ونَقص الشهيَّة، والضَّعف، وقِلَّة التَّبول.
  • الحلوى: تُعد الحَلوى مِن المَواد المُضرَّة بالقطط نَظَراً لاحتوائِها عَلى مادة إكسيليتول (بالانجليزية: Xylitol) التي يُمكن أَن تَتسبّب في زِيادَة السُّكر فِي الدم، وَحدوث فَشل فِي وَظائِف الكبد، وَمِن الأَعرَاض التي قَد تَظهر عَلى القطط القَيء وَالخُمول.
  • الحليب المُحتوي عَلى اللاكتوز: نَظَراً لِعدَم قُدرَة القطّة عَلى تَكسير وَهضم اللاكتوز عِند بُلوغها، فَإِنَّ تَناوُلها للحليب المُحتوي عَلى اللّاكتوز قَد يُؤدِّي إِلى إصابتها بِالإِسهال، بِالتّالي إصَابتها بِالجفافِ.

المراجع

  1. Cat Time Staff, “5 Of The Most Popular Cat Breeds Around The World Read more at http://cattime.com/cat-facts/13903-5-of-the-most-popular-cat-breeds-around-the-world#661IqiB34kVCqa1t.99”، Cat Time, Retrieved 2016-11-8.
  2. ^ أ ب ت American Association of Feline Practitioners, Cornell Feline Health Center, Cornell University, “Feeding Your Cat”، Cornell Uneversity, Retrieved 2016-11-8. Edited.
  3. “Dry Food vs. Wet Food: Which Is Better For Your Cat?”, Litter Robot, Retrieved 2016-11-8. Edited.
  4. Robin Downing, “Dry, Canned, or Semi-Moist: Food Choices for Cats”، VCA Animal Hospitals, Retrieved 2016-11-8. Edited.
  5. Modern Cat Staff, “11 People Foods for Cats”، Modern Cat, Retrieved 2016-11-8. Edited.
  6. Jessica Remitz, “15 Human Foods That Are Safe for Cats”، Pet 360, Retrieved 2016-11-8. Edited.
  7. Amy Flowers (2016-2-1), “Foods Your Cat Should Never Eat”، Web MD, Retrieved 2016-11-9. Edited.
  8. “Human Foods that are Dangerous for Cats”, Pet MD, Retrieved 2016-11-9. Edited.
  9. Diana White (2014-2-23), “10 Most Dangerous People Foods for Cats”، Womanitely, Retrieved 2016-11-9. Edited.