أوتا بينغا في قفص القرود
أوتا بينغا
أوتا بينغا هو إنسان قزمي من دولة الكونغو، ولد عام 1883م، ومعنى اسمه الصديق، وقد عُرض بعد أن اعتقل عام 1904م في المعرض الأنثروبولوجي الذي أقيم في سانت لويس بوصفه أقرب حلقة انتقالية للإنسان، ثمّ عُرض عام 1906م في معرض الإنسان المثير للجدل الذي أقيم في حديقة الحيوان الواقعة في برونكس.
نبذة عن حياة أوتا بينغا
حياة أوتا بينغا قبل الاعتقال
عاش أوتا بينغا حياة الأدغال في قرية صغيرة تقع في الكونغو تحديداً على ضفاف نهر كاساي، وكانت منطقته مستعمرة تابعة إلى بلجيكا في ذلك الوقت، وقد كان شاباً مليئاً بالحيوية والنشاط والإقبال على الحياة، كما أنّه كان زوجاً وأباً لطفلين.
في عام 1904م عندما كان عمره 21 عاماً هجمت قوات الإستعمار البلجيكي على قريته، وبدأ القتل العشوائي في سكان القرية، فأُبيدوا بشكل كامل ولم يبقى فيها أي شيء، لكن قلة أشخاص نجو من الموت من بينهم أوتا بينغا بسبب خروجه في البحث عن الطعام وقت الهجوم، وعندما عاد هو ومن رافقه كانت الصدمة، فقد شاهد زوجته وطفليه أمواتاً.
حياة أوتا بينغا بعد الاعتقال
اعتقل أوتا بينغا هو من كان معه وساروا نحو العبودية، وكان حظه سيء جداً بالنسبة إلى أصدقائه؛ حيث اشتراه التاجر والمبشر الأمريكي صامويل فيليبس فيرنر الذي كان ذاهب إلى أفريقيا من أجل جمع أقزام أفارقيين يشبهون في شكلهم القرود، ليتم عرضهم في المعارض على الناس لإثبات صحة نظرية داروين التي تقول إنّ الإنسان أصله قرد.
رأى الأمريكي صامويل ضالته المنشودة في أوتا بينغا إذ كان قصير القامة لا يبلغ طوله متراً ونصف، وكانت أسنانه مبرودة، وقد أجبر على مغادرة وطنه بضرب السوط حتى وصل إلى مدينة سانت لويس الواقعة في الولايات المتحدة الأمريكية.
أوتا بينغا في قفص القرود
قيد أوتا بينغا بالسلاسل ثمّ وضع في قفص حيوانات، وبعد وصوله إلى أمريكا عرض في معرض سانت لويس العالمي بجانب العديد من أنواع القردة، وقدموه بوصف أنّه أقرب حلقة انتقالية للإنسان، وبعد عامين من هذا العرض انتقل للعيش في حديقة حيوان برونكس الواقعة في مدينة نيويورك وعرضوه مع الغوريلات وعدة أفراد من قردة الشمبانزي تحت عنوان السلف القديم للإنسان.
تحت وصاية القس جيمس غوردونفي في أواخر عام 1906م أطلق سراح أوتا بينغا، وتم وضعه في ميتم هاورد للجوء السياسي للأيتام، وفي عام 1910م رتب القس طريقة نقله من الميتم إلى مدينة ايبسوم التي تقع بالقرب من مدينة لندن في بريطانيا، وهناك عاش مع أسرة ماكاري.
رتب القس أمور تسوية أسنانه، وألبسه ملابس الإنكليز، وبذلك أصبح أوتا بينغا جزءاً من مجتمع بريطانيا المحلي، ثمّ حسن لغته الإنجليزية، وذهب إلى المدرسة الابتدائية الواقعة في ايبسوم، وبعدها عمل في مصنع لتصنيع السجائر، وبعد مضي هذا الوقت بدأ يخطط من أجل العودة إلى وطنه.
انتحار أوتا بينغا
في عام 1914م اندلعت الحرب العالمية الأولى، وأصبحت آمال أوتا بينغا بالعودة الى الكونغو مستحيلة، وعلى إثر ذلك اكتأب وفي يوم 20 من شهر آذار عام 1916م أطلق أوتا بينغا النار على نفسه من مسدس مسروق، وكان عمره 32 عاماً، وقد دفن في مقبرة المدينة في قبر غير معروف.