ماذا يأكل الخروف

الخروف

الخَروف هُو نَوعٌ مِن أَنوَاع المَواشِي، وَيُطلَق علَيها بِالجَمعِ أَغنام، أَمَّا الذَّكَر مِنهَا فَيُسمَّى الكَبش، وَالأَغنام هِي مِن أَنوَاع الثَدييات المُدجَّنَة وَالنَّباتِيَّة وَتَنتَنمِي لِعَائِلَة المَاعِز(بالإنجليزية: Caprinae). تَترَاوَح أَطوالها بَين 120-180سم.[١] تَتعدّد أنواع الخراف فِي العَالم وَتَختَلِف حَسَب شَكل قُرونها، وَفَروها، وَلَونها، وَشَكل جِسمِهَا.[٢]

عُرِفَت الأَغنَام مُنذ القِدَم، حَيث كَانَت مِهنَة أَغلَب الأَنبياء هِي رَعي الأَغنام، وَكانَ فِي ذَلِك حِكمَة مِنَ الله عَزَّ وَجلّ؛ حِيث إنَّ اصطِحَابها إِلى المَراعِي، وَجَمعهَا بَعد تَفرّقها، وَالعِنايَة والاهتمام بِهَا يدلّ عَلى الصبر وَالحُلم.[٣]

ماذا يأكل الخروف

تُربَّى الغَنم إِمَّا فِي مَراعِي حَيثُ تَنتَشِر وتتَجمّع عَلى شَكل قُطعان، تَحصُل عَلى طَعامها مِن حَشائِش الأَرض فِي الصَّباح الباكر، أَو فِي وَقتِ الغُروب وَهو الوَقت المُفضَّل لَديها، وَتَرغَب الغَنَم عُمومَاً بِالحَشائِش الأَرضيَّة صَغيرَة الحَجم، كَمَا تُفَضِّل أَنوَاعاً مُعيَّنَةً مِن النَّباتَات التي تُميّزها عَن بَاقي النّباتات، وَتَعزِف عَن تَناول الحَشائِش السَّامة فِي السُّهول وَالوُديَان الجَافّة، وَقَد تَكتَفِي بِأَكلِ القَليلِ، أَمَّا الحملان فَتحتَاج مَا يُعادِل 25 كغ مِنَ الغِذَاء فِي اليَوم الوَاحِد مِن وِلادتها حتَّى الفطام، وَيتمُّ إِرضاعها عَلى فَتَراتٍ مُختَلِفَة لِمُدَّة 2-3 شهور عَلى مَراحِل مُتفرِّقَة، وَمَع تَقدّم عُمرها يَقلّ عَدد رضَعاتها وَيَتم إِدخَال الحَشائِش لَهَا.[٤]

إنّ الغَنم الذي يُربَى فِي المَزارِع ضِمن سَاحَاتٍ وَاسِعَة يتَغذّى عَن طَريقِ بَعض الحُبوب وَالأَعلاف، وَمِنهَا مَا يَتم تسمينها بِهَدَف زِيادَة وَزنها وَتَحقيق مَردودٍ مَادِيٍّ أَكبَر مِنهَا؛ حَيث يُساهِم ذَلك فِي زِيادَة وَزنه، وَيتم ذَلك بِتَقديم أَنواعٍ مُعيَّنةٍ مِنَ الأَعلافِ عَن طَريق مُتخصّصٍ زِرَاعِيّ، حَيثُ إنَّ بَعض طرق التسمين الخَاطِئَة تَزيد مِن كَميَّة الدُّهون وَالشُّحوم المُختَزَنة، وَتُقلّل مِن كَميَّة اللَّحم.

تتمّ عَمليَّة التَّسمين بِاستِخدَام عَدد مِن الحُبوب المَجروشَة مِثل الذُّرَة الصَّفرَاء، وَالذُّرَة البَيضَاء، وَالقَمح، وَالشَّعير، وَمِن ثَمَّ خَلطها بِحبوب غَير مَجروشَة، وَفيتامينات، وَملح الطَّعام بِنِسَبٍ مًختَلِفَةٍ، ثُمَّ يَتم تَقديمها لِلغَنَم وَفق نِظامٍ غِذَائيٍّ جَدوليّ مَدروسٍ تُحسَب بِه زِيادَة كَميَّة اللّحم وَالتَّقليل مِن نِسبَة الدُّهون.[٥]

المشاكل التي تُعاني منها الخراف

على الرُّغم مِن أَهميَّة الغِذاء لِلغَنَم وَالمَواشِي بِشَكلٍ عَامٍ، إِلّا أَنَّها قَد تُواجِه بَعض المَشاكِل كَالإِصابَة بِالأَمراض، أَو بَعض أَنواع الطُّفيليَّات الدَّاخِليَّة، أَو التِهاب الدِّمَاغ؛ لِذا يَجِب مُتَابَعَة قطعان الغَنَم وَرِعَايَتها مِن قِبَل طَبيبٍ بَيطريّ مُختَص، وَذَلك بِتَقديم المُسَاعَدة لِلمَواشِي حتَّى تَبقَى بِصحّةٍ جَيِّدةٍ، للمحافظة عَلى ثَروَةٍ حَيوانِيَّةٍ مِعطَاءَة، وَمِن أَهم الأَمرَاض التي تُعانِي مِنهَا الخِرَاف:[٦]

  • الجمرة الخبيثة (بالإنجليزية: Anthrax): تتسبّب بِهَذا المَرَض بكتيريا تُسمَّى (Bcillus Anthrax)، وَهو مِنَ الأَمرَاض الخَطيرَة التي قَد تُسبّب المَوت السَّريع لِلخَروف فِي غُضون 2-6 سَاعَات، وَيُمكِن عِلاج هَذا المَرَض عَن طَريق إِعطاء المَاشية جُرعَات كَبيرَة مِن البنسيلين لِمُدَّة خَمسَة أَيَّام.
  • الإجهاض المعدي (بالإنجليزية: Brucellosis)، وَيُسَمَّى بِالحُمَّى المَالطيَّة، وَيَنتُج مِن بكتيريا البروسيلا (بالإنجليزية: Brucella)، إِلا أَنَّه لا يَوجد عِلاج لِهَذا المَرض، وَينبَغي التَّخلص مِن الَماشِيَة المُصَابَة بِه حَتَّى لا تَعدي غَيرها مِنَ القَطيع.
  • السل الكاذب (بالإنجليزية: Caseous lymphadenitis)، وَهو مِنَ الأَمرَاض التي تُسَبب تَوَرُّمَاً فِي الغُدَد الليمفاويَة، وَيُسبّبه بِكتيريا تُسمَّى كورا ين (بالإنجليزية: Corynebacterium).
  • السالمونيلا (بالإنجليزية: salmonellosis)، وَتتم الوِقَايَة مِن هَذه البكتيريا عَن طَريق إِطعَام المَاشِيَة مِن مَصادِر طَازَجَة، وَإِعطَائها لقاحَات السالمونيلا.
  • مَرض السّعار (بالإنجليزية: rabies)، وَيُعرَف أَيضَاً بِمَرَض الكَلَب، وَلا يُوجد عِلاج فَعَّال لِهَذا المَرَض، إِلا أَنَّه يُمكِن الوِقايَة مِنه عَن طَريق اللقاحَات.

الفائدة الاقتصاديّة للخروف

تُعدّ الأغنام مِن المَصادِر المهمَّة للحِفاظِ عَلى الاقتِصَاد الوَطني فِي العَديد مِنَ الدُّوَل؛ فَهي تُمَثِّل مَورِدَاً مهمَّاً مِن المَوارِد الغِذائِيَّة، ونَظَراً للزيادة السكانية فَإِنَّ الطَّلَب عَلى المَاشِيَة قَد ازداد، ما أدّى إلى انخفاض إنتَاج لحوم الأغنام مِن 11 بليون باوند في عام 1965 إلى 18 بليون باوند في عام 2011، وَتُعتبر الصين مِن أَكبَر الدُّول إِنتَاجاً للحوم الأغنام؛ حَيث تنتج ما يبلغ 4.4 بليون بَاوند، ثُمَّ يَليها الاتحاد الأوروبي؛ 1.9 بليون باوند، ثمّ تتبعها أستراليا بإنتاج مَا يقارب 1.4 بليون باوند.[٧] وَيُمثِّل الجَدول التالي إِنتَاج العَالَم مِن لُحوم وَحليب المَاشِيَة فِي قارَّة أُوروبا، وَآسيا وإفريقيا فِي عام 1985:[٨]

المنطقة عدد الأغنام (مليون) اللحوم (1000طن) الحليب (1000طن)
العالم 1122 6244 8621
قارة آسيا 311.2 1798 3698
قارة افريقيا 192 801 1213
أستراليا 149.7 475

الفائدة الصحيّة لأكل الخروف

اهتَمَّ الإِنسَان بِالغَنَم مُنذ القِدَم؛ حَيث كَانَت تُربَّى فَي المَناطِق الرَيفيَّة، وَالمَراعِي وَالجبَال، وَالوُديَان عَلى شَكل قُطعان، يَتم المُتاجَرة بِهَا وَالاستِفَادة مِن لَحمها، وَصُوفها، وَجِلدها، وَحَليبها، وَيُعتَبَر لَحم الغَنَم مِن أَنواع اللحوم الغَنيَّة بِالبروتينات التي تستطيع أمعاء الإنسان امتصاصها بِسهولَة، وقد تصل نسبة البروتين فيها إلى 25-26%.[٩]

يمكن الاستِفَادة مِن لَحم الغنم بتناول كبد الخروف الغَنيّ بِالبروتينات وَالحَديد؛ حَيث يُعتَبَر غِذاءً جَيِّدَاً للأَشخاص الذين يُعانُون مِن الضَّعف العام وَفقر الدَّم، وكليتيه؛ وَهي مِنَ الأَعضاء الغَنيَّة بِالبروتينات وَالمَعادِن، إلا أَنَّها تفتقر للدهون، وَصعبَة الهَضم نَظرَاً لاحتوائها عَلى أَنسِجَة ضَامَّة، والقلب الذي يَحتَوي عَلى نِسبَةٍ مُتوسِّطَة مِنَ الدُّهون وَالبروتينات، والأمعاء، والمخ الذي يتميَّز بِسهولَة هَضمه، واحتوائه عَلى كَميَّات كَبيرَة مِن الفسفور، وفيتامين د.[١٠]

إنّ ألية الشاه العربية (دهن الخروف) إذا تمّ تذويبها وشربها بقدر مُحدّد على عدّة أيام فيكون فيها الشفاء من عدّة أمراض كالانزلاق الغضروفي، وعرق النسا، كما ورد ذكر هذا الأمر في الطبّ النبويّ في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (شِفَاءُ عِرْقِ النَّسَا، أَلْيَةُ شَاةٍ أَعْرَابِيَّةٍ: تُذَابُ، ثُمَّ تُجَزَّأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، ثُمَّ يُشْرَبُ عَلَى الرِّيقِ، فِي كُلِّ يَوْمٍ جُزْءٌ).[١١]

المراجع

  1. Alina Bradford (2015-11-11), “Facts About Sheep”، Live Science, Retrieved 2016-11-18. Edited.
  2. Sheep101 Staff, “Basic information about sheep”، Sheep101, Retrieved 2016-11-18. Edited.
  3. هايل المذابي، “فلسفة رعي الغنم والنبوة ..”، جريدة اللواء الدولية، اطّلع عليه بتاريخ 2016-11-18. بتصرّف.
  4. “الأغذية التي تتناولها الأغنام”، الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثرة السمكية، اطّلع عليه بتاريخ 2016-11-18. بتصرّف.
  5. محمد الشافعى (2009-11-30)، “الأعلاف الملائمة لتسمين الاغنام والماعز”، معهد بحوث الإنتاج الحيواني، اطّلع عليه بتاريخ 2016-11-18. بتصرّف.
  6. هاني أمين، “إنتاج ورعاية الأغنام”، وزارة الزراعة استصلاح الأراضي، اطّلع عليه بتاريخ 2016-11-18. بتصرّف.
  7. Gary Brester (4-2012), “International Lamb Profile”، AGMRC, Retrieved 2016-11-18. Edited.
  8. Agriculture and Consumer Protection, “Sheep production research: The development of small ruminants in the developing countries”، FAO, Retrieved 2016-11-18. Edited.
  9. Atli Arnarson, “Lamb 101: Nutrition Facts and Health Effects”، Authority Nutrition, Retrieved 2016-11-18. Edited.
  10. دينا حمدي (2014-2-16)، “قبل ما تاكل اعرف:الفوائد الغذائية لأجزاء جسم الخروف”، جريدة الدستور، اطّلع عليه بتاريخ 2016-11-18. بتصرّف.
  11. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2805.