الفرق بين الحصان والفرس

الحصان

الحصان هو حيوان ثديّ، ينتمي إلى فصيلة الخيليّات وحيدة الحافر، دجّنه الإنسان منذ آلاف السنين، ولعلّه من أول الحيوانات التي استأنست له؛ حيث أثبتت المخطوطات، والنقوش المرسومة على جدران المعابد، والقصور الأثرية المتواجدة في أنحاء شتى في العالم أهميّة الحصان بالنسبة للإنسان، واعتماده الكبير عليها في العديد من المجالات كالتنقّل، والجرّ، والزراعة، وشن الحروب.

يُعتقد أنّ أصل الخيول جاء من منطقة آسيا، حيث تقول بعض الروايات إنّ أول من دجّنها هم البدو القاطنين في مختلف المناطق الصحرواية العربية، ومنها نقلت إلى الصين، وآسيا الصغرى، ومنها إلى قارة إفريقيا، حيث اشتهرت قبائل الأمازيغ القاطنة في ليبيا بحبّها للخيل، واقتنائها لها، والفخر في سلالالتها، فالعربي يتغنّى بخيله، وينظم بها الشعر ويعتبرها رمزاً للفروسية، والقوّة، والجاه.

أماكن انتشار الحصان

يعيش الحصان في مختلف البيئات، لذا نجده ينتشر في مناطق شتى من العالم، تبعاً لنوع السلالة التي ينتمي لها،  متكيّفاً للعيش في البيئات ذات المناخ الحار، والمناخ البارد المعتدل، بينما يقلّ وجوده في المناطق الباردة جداً كمَنطقة القطبين الجنوبي، والشمالي. 

صفات الخيول العربية

يمتاز الحصان العربي الأصيل بعدد من الصفات التي تُميّزه عن بقية السلالات، لعل من أبرزها: 
  • الرأس: للحصان العربي رأس صغيرة متناسبة مع شكل جسمه، وله عينان واسعتان وصافيتان، وأذنان قصيرتان، وهي من أهم الصفات التي تدل على أنه من عرق أصيل، من ناحية الأب، والأم، والشخص المربّي للخيل يُدرك تماماً أنّ هذه الصفات تمنح الحصان القدرة على التحمل في السباقات ذات المسافات الطويلة، دون أن ينهك قواه، أو أن يشعر بالتعب.
  • العنق: يُعرف الحصان الأصيل بعنق طويلة، تتميّز بالليونة، وبسماكة العضلات فيه، وهذه الصفات تؤثر تأثيراً مباشراً في قيادته، فالعنق الطويلة تُسهّل ركوبه، وتجعله ينصاع لأوامر الفارس، وينقاد له دون حدوث أي مشاكل، بعكس الحصان ذي العنق القصيرة، والذي يشبه لحد كبير عنق الإبل، الذي يتّصف بقلة الهدوء، ومن النادر أن يُنفّذ أوامر فارسه بسهولة، وهو معروف بأنه شديد العصبية، وحاد الطبع، وصعب الترويض. يُعتبر عنق الحصان الأصيل أيضاً أحد أهم علامات أصالته، ومعايير جماله، وهي من الأساسيات المتفق عليها في مسابقات جمال الخيل العربي.
  • الجذع: يُعرف الحصان الأصيل من شكل جذعه، وهو الجزء الأهم بالنسبة للفارس، فعليه تتوقف سرعة الحصان، وقوته؛ حيث يجب أن تتوفّر فيه بعض المواصفات للتأكد من أنه ينحدر من سلالة أصيلة؛ كتناسق المنكبين، واستدارة البطن، ونعومة الجلد، وتقوس الظهر بشكل مُلفت، بالإضافة لقدرته على التحمل، والصبر.
    • يتألف جذع الحصان من عدة أجزاء هي: الصدر، والمنكبان، والغارب أو الكاهل أو الحارك، والمحزم، والظهر أو الصهوة أو المتن، والأضلاع، والبطن، والقطاة، والغرابان.
    • قوائم الحصان الأماميتان تتكون من عدة أجزاء هي: الكتف، والعضد، والمرفق، والساعد، والركبة، والوظيف، والحوشب، والرسغ، والحافر، أما القوائم الخلفية فهما تشكلان مع الردف مصدراً لحركة الحصان، وتتوقف عليها قوّة انطلاقه، وهي تتكون من: الحجبات، والأليتين، والمجر، والفرج، والوركين، والفخذين، والعرقوبين، والساقين أو الوظيفين، والحوشبين أو الرمانتين، والإكليلين، والرسغين، والحافرين.

الفرق بين الحصان والفرس

يُطلق العرب على أنثى الحصان اسم الفرس، وهو خطأ فادح؛ فكلمة فرس بمعناها العام تطلق على مجموعة الخيل ذكوراً، وإناثاً، دون تخصيص الأنثى على الذكر، إلا أن العرب راحت لتسمية أنثى الخيل بالفرس، وهذا غير أمر صائب أبداً، حيث يقال فرس واحد، أو ثلاثة أفراس، وهذه دلالة على عدد الخيل بشكل عام، أما الأنثى فعند لصق تاء التأنيث بأسمها تدعى (فرسة) إن صح أن يطلق عليها هذا الأسم.

أكّد كثير من اللغويين من أهل اللغة والأدب أنّ لفظ فرس جاء للتسوية بين التذكير والتأنيث، كما أكّد الجاحظ في كتابه الحيوان: (يقولون فرس للأنثى، والذكر )، وقول ابن الأنباري ( الفرس تقع على المذكر والمؤنث )، وبذلك يؤكدون ما جاء في تأكيد لفظ الفرس على الخيل بشكل عام.