الطيور الزاجلة

الطيور الزاجلة

تُعدّ الطيور الزاجلة أحد أشهر أنواع الطيور، وتميّزت بمزايا أهلتها لنقل الرسائل بين أماكن تفصلها مسافات بعيدة تصل أحياناً إلى ألف كيلومتر تقريباً،[١] بالإضافة إلى سرعة تقدّر بمائة وخمسة وأربعين كيلومتراً في الساعة[٢]، هذا بالإضافة إلى قدرتها على الطيران بشكلٍ متواصل لمدّة تصل إلى ثلاث ساعات.[١]

أمّا بالنسبة للصفات الجسدية التي تتحلّى بها هذه الطيور، فالحمام الزاجل ليس له لون محدّد؛ فقد تجد منه المكسو بالريش الأبيض، أو البني، أو الأزرق، إلّا أنّها جميعاً تشترك بخطوط سوداء مرسومة على أجنحتها، وأكتاف فاتحة اللون، إضافةً إلى المناقير التي تعلوها ثنايا بارزة، وتزن الحمامة الواحدة ستمائة وخمسين غراماً.[١]

نبذة تاريخية عن الطيور الزاجلة

يؤكد المؤرخون أنّ البشر استخدموا الحمام الزاجل في نقل الأخبار منذ قديم الزمان، حتّى قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام[١]، وقد عرفه العرب ونظموا آلية عمله فأقاموا في بغداد نظاماً بريدياً كاملاً، أساسه هذا النوع من الرسل[٢]، وبنوا له الأبراج في مصر والشام[١]، أمّا بالنسبة للمجتمع الأوروبي فقد استعان بالحمام الزاجل، ولم يستغني عن خدماته حتّى بعد ظهور التلغراف، وأبرز ما يدلل على ذلك هو ما حدث عام 1849م عندما انقطعت الخطوط التلغرافية بين مدينتي بروكسل وبرلين، فما كان منهما من خيار إلّا الطيور الزاجلة.[٢]

كيفية استدلال الطيور الزاجلة على وجهتها

وفقاً لدراسةٍ أجراها باحثون من جامعة أوكلاند بنيوزيلندا، فإنّ الطيور الزاجلة لها القدرة على الإحساس بالمجال المغناطيسي للكرة الأرضية من خلال مستشعرات خاصة موجودة في مناقيرها، الأمر الذي يمكّنها من الاهتداء على درب عودتها عند سفرها لمسافات طويلة، من الضرورة الإشارة إلى أنّ هذه المستشعرات تمّ اكتشافها سابقاً، تحديداً في السبعينيات من القرن العشرين.[٣]

شككت الدراسة أيضاً في الادّعاء القائل بأنّ حاسة الشم هي التي تمنح الطيور الزاجلة قدرتها في تحديد وجهتها، وقد دلّلت على صحة ما توصلت إليه وبرهنت شكوكها، وذلك بإيضاح عدم تأثر قدرة الحمام هذه بعد قطع العصب المسؤول عن إيصال الإشارات الشمّية إلى الدماغ، بينما انخفضت هذه القدرة بشكلٍ ملحوظ عندما خدّر الباحثون المنطقة المحتوية على المستشعرات المغناطيسية في المنقار.
[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج عبد الله محمد احمد (2012-11)، “الحمام الزاجل بين البريد والأدب “،صفحة 2 و5 و7، www.sustech.edu، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-7. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت “حمام الزاجل”، www.encyc.reefnet.gov.sy، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-15. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “عام / الحمام الزاجل / حاسة مغناطيسية”، www.spa.gov.sa، 2004-11-26، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-4. بتصرّف.