تربية الدجاج البياض

تربية الدجاج

تُعتبر الثّروة الحيوانيّة من أهم عناصر القوّة في اقتصاد الدّول، ويستخدم الأفراد تربية الحيوانات لتحقيق إكتفاء ذاتيّ من هذا الصّنف أو حتى تَحقيق أرباح منه. من هذه الثروة الدّجاج وإنتاج البيض، وهو من المواد الغذائيّة المُهمّة التي تحتوي على البروتينات الحيوانيّة بنسبة (12%)، والكربوهيدرات، والكوليسترول، والكالسيوم، والفسفور، وفيتامين (أ) و(ب)، والحديد،[١] فهو عبارة عن كتلة بروتين يحتاجها الجسم لبناء العضلات، والكالسيوم لبناء العظام، إذ يعتمد الناس على بيض الدّجاج للحصول على هذه العناصر المهمة. هناك ثلاثة أنواع من الدّجاج الذي ينتج البيض: الدّجاج الأبيض الذي يُنتج البيض الأبيض، والدّجاج البنيّ الذي يُنتج بيضاً ذا لون بنيّ شاحب، والدّجاج الأسود وهو الذي يُنتج بيضاً ذا لون بنيّ داكن، ويتميّز هذا النّوع من الدّجاج بقدرته على تحملّ الظّروف الصّعبة من الحرارة وقّلة الطّعام.

لمحة تاريخية

بدأ استئناس الدّجاج تقريباً سنة 1400 ق.م في الصّين من النوع الأحمر، ويُعتَقَد أنّ الدّجاج الأحمر انحدرت من الأنواع الأخرى المعروفة حالياً. لكن لم تكن تربية الدّجاج مِهنة إلا في بداية القرن العشرين، حيث تأسّست في أميركا رابطة الدّواجن العالميّة لنشر الوعي والمعلومات عن الدّواجن، وبدأت هذه الصّناعة تتطوّر في جميع بلدان العالم بشكل سريع بسبب دخول التّقنيات والأجهزة التي تُسهّل هذه المِهنة.[١]

مراحل تربية الدجاج

يبدأ برنامج تربية الدّجاج البيَّاض من عمر يوم وحتّى 18 شهر، وتُقسم لثلاثة أقسام:

  • فترة حضانة الصّيصان: تبدأ من أول يوم تفقيس حتى 8 أسابيع.[٢]
  • فترة رعاية الفراخ: وتبدأ من 9 أسابيع حتّى فترة ما قبل وضع البيض (18 – 20 أسبوع).[٢]
  • فترة إنتاج البيض: وتبدأ من الأسبوع 21 من عمرها حتّى فترة نهاية الإنتاج والذي يستمرّ حتى الأسبوع 80.

المسكن

عند تربية الدّجاج البيّاض نحتاج إلى مكان لتربية، وهذا المكان يُسمى العنبر، وعنبر الدّجاج هو مكان كبير جداً يحتوي على آلاف الدّجاجات، ويضمّ المعالف الذي يُوضع فيه العلف لتأكل منه الدّجاجة، والمساقي وهو المكان الذي يوضع فيه الماء لتشرب منه. وأهم ما يجب الاهتمام به هو الحرص على نظافة العنبر، لذلك يجب أن يُنظّف باستمرار، ويُفضّل أن تكون أرضيته سهلة التّنظيف، ويتم تنظيف العنبر أسبوعيّاً بسبب فضلات الدّجاج الكثيرة، ويتمّ غسله بالماء والصّابون، ثمّ تُرَشّ المُبيدات الحشريّة لتطهير جميع زواياه؛ حيث إنّ الدّجاج يحتوي بين ريشه على كائنات حشريّة طُفيليّة.

قبل استقبال الصّيصان يجب تجهيز مسكن مناسب لهم، حيث تكون الأرضيّة من الخرسانة بسُمك 10 سم؛ وذلك لمنع الرّطوبة، وتسهيل عملية تنظيف المكان، ويجب أن يكون السّقف متين ضدّ تسرُّب مياه الأمطار. يتم تطهير المكان بالفنيك أو اليزول، ثم يُترك للّتهوية حتى زوال رائحة المُطهّر. ويجب أن يكون المسكن مُجهّزاً بالتّدفئة المُناسبة، والإضاءة، ومراوح التّهوية، وأن تكون التّوصيلات الكهربائيّة آمنة وبعيدة عن الأرضية. كما توضع المشارب والمعالف بعددٍ مُناسب لكميّة الدّجاج وبمكان سهل للاستخدام، ويجب تطهير العنبر قبل أسبوع من وضع الغذاء والشراب فيها. كما يُمكن تغطية أرضيّة المسكن بنشارة الخشب النّاعمة والخشنة، أو التّبن، أو القشّ بسُمك (5-8) سم في الشّتاء، و(3-5) سم في الصّيف.[٢]

الإضاءة

تُعتبر أول ثلاثة أيام من حياة الصّوص مُهمّة جداً، وتحتاج لعناية خاصة، لذلك يجب توفير إضاءة تصل لـ23 ساعة يوميّاً للصيصان لتتعرّف على طبيعة المكان وتعتاد على الظُّلمة تدريجيّاً؛ حتى لا تتفاجأ بالظّلمة وتتكدّس في منطقة واحدة ممّا يُسبّب اختناقها. أما بفترة رعاية الفِراخ فتحتاج لإضاءة أقل، تتراوح بين (8-9) ساعات فقط.[٢]

التّهوية

تربية الدّجاج في المنازل يعتمد على التّهوية الطبيعيّة، حيث يكون أعداد الدّجاج صغيرة. أما الأعداد الكبيرة فيجب أن يكون ارتفاع السّقف 4 متر مع وجود فَتحات واسعة بعرض 60 سم مع غطاء مُناسب لعدم دخول الأمطار وأشعة الشّمس. يجب تهوية العنبر جيّداً وذلك مَنعاً للرّطوبة، حتى لا يُصبح المكان الذي ينام عليه الدّجاج مُبتلّاً ممّا يؤدّي إلى العفونة وتكوُّن الحشرات الضّارة، كما يجب الحرص على تبديل المياه في السقّايات يوميّاً للمحافظة على نظافة المياه.[٢]

التّغذية

يُنصح بتغذية الصّيصان على العلف الجاهز النّاعم القادم من مصانع أعلاف طيّبة السُّمعة. ولكل مرحلة لها نوع خاصّ من الأعلاف، لذلك يجب التنّبه لنوع الغذاء المُقدّم لصنف الدّجاج. كما يُمكن وضع مُخلّفات الغذاء الطبيعيّ أو الخضراوات للدّجاج مثل: الخيار، والخس، والبقدونس، والكزبرة، والفجل، والكوسا، والسّبانخ، والبطاطا، والباذنجان، والبامية، والفاصوليا، والأرز. كما يُمكن إطعامها بواقي الأحشاء الداخليّة للسمك، أو الدّجاج، والعصافير، ودهن اللّحوم.[٢]

المطاعيم

يجب التنبّه لوجود جدول تحصينات للوقاية من الأمراض. يُؤخذ هذا الجدول من طبيب بيطريّ مُعتمد لدى وزارة الزّراعة، ومن الأمراض التي يُمكن أن تُصيب الدّجاج: داء نيوكاسل، إلتهاب شعبيّ، جدريّ، ودفتيريا الطّيور.[٢]

التبييض

ما يُهمّ في عملية تربية الدّجاج هو القدرة الإنتاجية من البيض، أي كم بيضة تبيض الدّجاجة في السّنة، حيث يترواح إنتاج الدّجاج للبيض بمقدار 300 بيضة في السّنة تقريباً. إنتاج البيض عند الدّجاج يبدأ عندما يكون عمر الدّجاجة ستة أشهر أو أكثر، وتستطيع الدّجاجة عند تناول الغذاء الصحيّ بشكل يوميّ أن تُنتج البيض يوميّاً، أو تنتجه يوماً بعد يوم بمُعدّل بيضة أو بيضتان، وقد تصل أحياناً إلى ثلاث بيضات. ما يُميّز الدّجاج عن غيره من الطّيوؤ أنه يبيض دون مساعدة من الذّكر، أي لا تحتاج يوميّاً لتلقيح من الدّيك، وتكتفي بتلقيحها مرّةً واحدةً، وبعد ذلك تضع الدّجاجة البيض بشكل يوميّ اعتماداً على غذائها. في العنابر يهتمّ المُربّي بإنتاجية البيض، فيحرص على تغذيتها يوميّاً، ويجمع البيض من تحت الدّجاج حتى لا يفقس، ويُذكَر أنّ الدّجاج الذي لا يُعطي بيضاً يكون دجاجاً مريضاً يتم استبعاده من العنبر. تتميّز تربية الدّجاج في المنزل بأعداد قليلة من الدّجاج وتكون لسدّ الحاجة اليوميّة، ويم اعتماد العنابر لتجارة البيض.[١]

فيديو عن تربية الدجاج

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن تربية الدجاج :

المراجع

  1. ^ أ ب ت إسماعيل خليل إبراهيم (2009)، صناعة الدواجن (الطبعة الأولى)، عمّان: دار المجدلاوي للنشر والتوزيع، صفحة 9-200. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ ناجي السعيد أحمد عسكر، تربية الدجاج البياض في المنازل (الطبعة الأولى)، الكويت: إدارة العلاقات العامة والإعلام الزراعي، صفحة 4-9. بتصرّف.