كيفية تكاثر الطيور
الطّيور
الطّيور هي حيواناتٌ تنتمي إلى الفقاريّات، تسكنُ البيئات الطبيعيّة والمناطق الجغرافيّة جميعها على سطح الأرض، وأجسامها مكسُوَّة بالرّيش، ولها بنيةٌ تُهيِِّئها لتكون قادرةً على التحليق في السّماء. يعيش في أنحاء العالم ما يزيد عن عشرة آلاف نوعٍ من الطّيور؛ تتوزَّعُ في تسع وعشرين مجموعةً تقريباً، وتُسمّى الواحدة منها رُتبةً، ولكلٍّ منها سماتٌ معيّنة تختصُّ بها، تشمل شكل الجسم، أو الخصائص التشريحيّة والتطوريّة، وكُبرى هذه الرّتب هي رتبة الجواثم، التي تضمّ وحدها أكثر من نصف أنواع الطّيور في العالم كلّه.[١]
أهمّ ما يميّز أنواع الطّيور على اختلافها عن بقيّة الحيوانات هو أنّ أجسامها مُغطَّاة بالرّيش؛ الذي يُبقي أجسامها دافئةً، ويحمي جلدَها، ويمنحها القدرة على الطّيران، وتوجيه أجسامها في الهواء. تشترك الطّيور في طريقة التّكاثر؛ حيث تتكاثر جميعها بوضع بيوضٍ ذات قشرةٍ صلبةٍ، لتحضنها بعد وضعها، وتهتمّ العديدُ منها برعاية فراخها حتّى تكبر وتُصبح قادرةً على الاعتماد على نفسها.[٢]
كيفيّة تكاثر الطّيور
التّزاوج
عندما يبلغ عُمر الطّيور عاماً واحداً، فإنّها تصل مرحلة النّضج الجنسيّ، وتُصبح جاهزةً للتّزاوج والتّكاثر، وقادرةً على البحث عن شريكٍ ورعاية الفراخ. تبدأ الطّيور بالبحث عن شريكٍ للتّزاوج مع بداية فصل الرّبيع؛ حيث يكون الجوّ دافئاً والغذاء وفيراً، ويختار كلّ ذكرٍ منطقةً يُدافع عنها من الذّكور الآخرين، ويحاول جذب أنثىً إليها، وكثيراً ما يستعينُ بحركاتٍ استعراضيّةٍ وتودُّديّةٍ ليُغريَ الأنثى بقبوله، وتختلفُ أشكال هذه العروض وطبيعتها عند كلّ نوعٍ من الطّيور؛ فطائرا الطّاووس والفردوس ينشران ذيلَيْهما ذوَي الألوان الزّاهية المُبهِرة، وقد تؤدّي بعض الطّيور رقصاتٍ أو حركاتٍ معقّدةً جدّاً، وعادةً ما يرتبطُ الذّكر والأنثى موسماً واحداً فقط، ولكن في بعض أنواع الطّيور قد تدوم الرّابطة سنواتٍ أو مدى الحياة، مثل حال البطريق، والغراب، والخرشنة، واللّقلق.[٣]
بناء العشّ
تميلُ معظم الطّيور إلى بناء الأعشاش بعد التّزاوج؛ استعداداً للاهتمام بالبيوض والفراخ، ولكن لا تفعلُ جميعها ذلك؛ فطيور الباز تُلقي بيوضها في العراء، وتميلُ بعض أنواعها إلى البحث عن الأعشاش المهجورة لغيرها لتستغلّها، وأمّا الزّرزور فقد يطردُ الطّيور الأخرى من أعشاشها، ويستولي عليها لنفسه، ويتسلَّل الوقواق الأوروبيّ إلى أعشاش غيره، ويضعُ بيوضه فيها مُتعمِّداً؛ كي يحضنَها غيرُه، ويُسمَّى هذا النوع من الطّيور طُفَيليَّ الحضانة، ومع ذلك فإنّ غالبيّة الطّيور تبني أعشاشاً بنفسها، وقد تبنيها بطرقٍ مُعقّدة جداً.[٣]
عادةً ما يتّخذ العشّ شكل القمْع أو الطّبق، ويكون مبنيّاً من أغصان الأشجار، والفروع الجافّة، والحشائش، والأوراق، وقد يُقَام على جذع شجرةٍ، أو فوق صخرةٍ، أو على جُرْفٍ، أمّا نقّارات الخشب وطيور الرَّفراف فتحفر حُفَراً داخل جذوع الأشجار الميتة؛ لتُعشِّش فيها، بينما تصنعُ طيور الحبَّاك أعشاشاً مُعلَّقة من أطرافها بغُصْن الشّجرة فحسب.[٣]
ويُعدّ نوع العشّ وشكله واحداً من التكيُّفات التي يتعايشُ بها الطائر مع بيئته؛ حيث تختلفُ أعشاش الطّيور حسب البيئة التي تسكنها ونمط حياتها فيها؛ فثمَّة أنواع طيورٍ تكتفي بحفر مُنخفَضٍ صغيرٍ في التّراب، وتتَّخذُ منه عُشًّا لها، وقد تكونُ أعشاشُ بعضها في أماكن عاليةٍ يصعبُ الوصول إليها، وفي الأحوال كلّها؛ فإنَّ الوظيفة الأساسيّة للعشّ هي توفيرُ الحماية لفراخ الطّائر؛ حتى تُصبح قادرةً على الطّيران، والاعتماد على نفسها.[٤]
رعاية البيض
تضع الطّيور كلُّها البيوض، وقد يكون شكلُها بيضويّاً، أو كرويّاً، أو مثل حبّة الإجاص، وتكونُ البيضة مُحاطةً بقشرةٍ صلبةٍ؛ لحماية الجنين داخلها، وقشرة البيضة ليست عازلةً تماماً، فهي مملوءة بمسامٍ دقيقةٍ جداً، تسمح للهواء بالدّخول والخروج من البيضة؛ ليتنفّس الجنين الأكسجين من الخارج، ويتخلّص من ثاني أكسيد الكربون، في حين يتغذَّى على مادّةٍ تُسمّى المُحّ، وهي صفار البيضة، أمّا البياضُ فيستمدّ منه الرّطوبة والغذاء أيضاً.[١]
يبلغ وزن بيضة دجاجة المزرعة بضعَ عشراتٍ من الغرامات، بينما يصلُ وزن بيضة النّعامة إلى كيلوغرامٍ ونصف الكيلوغرام، ويحتاجُ البيض على اختلاف أنواعه رعايةً دائمةً مُنذ وضعه وحتى فقسِه؛ حيث يجبُ الحفاظ عليه دافئاً أثناء نموّ الجنين، وإلا فإنَّ حياته ستكونُ في خطرٍ، ولهذا تحضن الطّيور بيوضها فتراتٍ تتراوح من عشرة أيّامٍ إلى ثلاثة شهورٍ تقريباً.[١]
الاهتمام بالفِراخ
لدى فراخ الطّيور نتوءٌ صلبٌ خاصٌّ فوق منقارها يُسمّى سنّ الفَقْس، وعندما يصبح الفرخ مُكتمل النموّ ومستعداً للخروج من البيضة، يضربُ قشرتها بهذا السنّ الصّلب؛ ليُشقّقها ويكسرها، عندها يُصبح قادراً على مُغادرتها.[١] في مُعظم الحالات تفقسُ فراخ الطّيور الصغيرة وهي عمياء، وجسمها عارٍ عن الرّيش، ولها سيقان ضعيفة، وعاجزة تماماً عن الاهتمام بنفسها، أو الحصول على الطّعام، وتكون على هذا الحال: طيور البجع، ونقّار الخشب، والعصافير جميعها، والطّيور المُغرّدة.[٣]
معظم الطّيور التي تفقس عاجزةً وضعيفةً عادةً ما يهتمّ الأبوان معاً برعايتها، فيتناوبان بالخُروج للصّيد، وجلب الحشرات وغيرها من أنواع الغذاء الذي يحتوي الكثير من الماء، ومن ثمّ يُطعمانها للفراخ حتّى تكبُر، ومع الوقت ينمو زغب الفرخ، ومن ثمّ الرّيش، فيُصبح قادراً على الوقوف والمشي خارج العشّ، وبَسْط جناحيه، حينها يُعلِّمه الأبوان كيفيَّة الطّيران، وقد يحتاج شهوراً لإتقان الطّريقة المناسبة.[٣]
لا تفقس الطّيور كلّها على الحال السّابق؛ ففراخ البطّ تفقسُ وهي مُغطّاة بطبقةٍ من الزّغب الناعم، ولها أرجُل قادرة على حملها، وبهذا تستطيعُ المشي خارج العشّ مُباشرةً، وتبدأ البحث عن الطّعام بعد ساعاتٍ معدودةٍ من فقسها، وتحظى هذه الفراخ على رعايةِ أمّها فترةً من الزّمن، رغم قدرتها على المشي والتغذّي، وتكون هذه الحال لدى عدّة طيورٍ، من أهمّها: الدّجاج، والتدرج، والدّيك الروميّ، والإوزّ.[٣]
المرجع
- ^ أ ب ت ث جيني جونسون (2009)، موسوعة 1000 حقيقة عن الطّيور (الطبعة الأولى)، جدّة، السعودية: دار الأجيال، صفحة: 7-15.
- ↑ هيئة من المؤلّفين (2004)، موسوعة الأجيال (الطبعة الأولى)، جدّة، السعودية: دار الأجيال، صفحة: 24-28، جزء الحيوانات.
- ^ أ ب ت ث ج ح هيئة من المؤلفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة: 355-405، جزء 15 (ص – ض – ط – ظ).
- ↑ “Circle of Life”, The Education Workgroup of the Nebraska Bird Partnership, Retrieved 28-02-2017.