كيف أجعل طيور الحب تتزاوج

طيور الحبّ

يكثر اقتناء طيور الحبّ للزّينة؛ وذلك لأنّها تجذب الأنظار؛ لما تتمتّع به من ألوانٍ زاهيةٍ، وهي من أكثر الطيور التي يُفضّل الناس اقتناءها وتربيتها في البيوت كحيواناتٍ أليفةٍ، وقد سُمِّيت بطيور الحبّ كنايةً عن العلاقة المتينة التي تجمع أزواجَها؛ فأيّ طائرَين من هذا النّوع يجتمعان معاً، سيتمسّكان ببعضهما جيّداً؛ بحيث ينعزلان عن مُحيطهما، ولا يختلطان بأيّة طيورٍ أو كائناتٍ أخرى، وبالمُقابل فإنّ هذه الطيور مستعدّة -في حال تُرِكَت وحيدةً ومُنعزلةً- لتكوين رابطةٍ وثيقةٍ وقويّةٍ جداً بمالكها.[١]

أنواع طيور الحبّ

طيور الحبّ هو اسمٌ دارجٌ يُطلِقه الناس على تسعة أنواع من الببغاء، تعيشُ في الأصل في الأقاليم الشماليّة من قارّة أفريقيا وما حولها من جُزُر، ولكنّها استُوردت بأعدادٍ كبيرةٍ جداً إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة وغيرها من البُلدان في نهاية القرن العشرين، ومُنذ ذلك الحين اكتسبت شعبيّةً كبيرةً؛ بوصفها حيواناتٍ أليفةً جيّدةً. وتُعدّ طيور الحبّ ثاني أصغر أنواع الببغاوات، وتأتي في فئاتٍ متنوّعةٍ جداً، لكلٍّ منها لونها الخاصّ، الذي يتدرّج بين الأخضر، والكريميّ، ولون القرفة، وغير ذلك. وتتميّز طيور الحبّ بأنّها شديدة النّشاط، وتميل إلى اللّعب والحركة، فهي تُلاعب مالِكَها وتُداعبه؛ وذلك ما يجعلها شائعةً في محلّات الحيوانات الأليفة.[١]

حسب التّصنيف العلميّ، تنتمي طيور الحبّ إلى مجموعةٍ واحدةٍ تُسمّى (Agapornis)، وتضمّ هذه المجموعة تسعة أنواعٍ، لكلّ نوعٍ منها اسم يُعبّر عن لون ريشه، مثل: طائر الحبّ برتقاليّ الوجه، وتندرجُ تحت كلّ نوعٍ من هذه الأنواع سُلالاتٌ؛ لكلٍّ منها مظهرها المختلف عن السُّلالات الأخرى، فعلى سبيل المثال تندرجُ تحت طائر الحبّ مُشميّ الوجه السُّلالاتُ الآتية: طائر الحبّ الأرقط (بالإنجليزيّة: Pied Lovebird)، والبنفسجيّ (بالإنجليزيّة: Violet Lovebird)، والأزرق الهولنديّ (بالإنجليزيّة: Dutch Blue Lovebird)، ومشمشيّ الوجه الشّائع (بالإنجليزيّة: Normal Peachface Lovebird)، وبرتقاليّ الوجه (بالإنجليزيّة: Orangeface Lovebird)، وهذه السلّالات جميعها تنتمي إلى النّوع نفسه. ولا يُستحسَن عند تربية طيور الحبّ السّماحُ لها بالتّزاوج مع أنواعٍ أخرى؛ حيث يجبُ الإبقاء على كلّ نوعٍ وحدَه، فلو تكاثرت طيورٌ من أنواعٍ مُختلفةٍ معاً، فقد تُنجِب فراخاً عقيمةً، أو ذات جيناتٍ غير سليمةٍ مُقارنةً بالفراخ التي تأتي من تزاوج طيورٍ من النّوع نفسه.[٢]

كيفيّة تزويج طيور الحبّ

تمييز الجنسَين

يجبُ اتّخاذ بعض الاستعدادات قبل تزويج طيور الحبّ، ومن أهمّها الحرصُ على أن يكون قفصها نظيفاً وخالياً من القاذورات، وإطعامها غذاءً غنياً، وليس بذوراً فقط؛ فهي تحتاج غذاءً متنوّعاً وصحّيّاً يُقدِّم لها الكثير من العناصر الغذائيّة، مثل: مخاليط البذور المُدعَّمة المتوفّرة في الأسواق، بعد ذلك يجب اختيار ذكرٍ وأنثى من طيور الحبّ، يتنميان إلى النّوع نفسه، وقد يكون التّمييزُ بين ذكور هذه الحيوانات وإناثها صعباً قليلاً، لذا من الضّروريّ تحليلُ دمها لدى خبيرٍ للتأكّد، وتعرِضُ الكثير من محالّ بيع طيور الزّينة القيام بهذه المهمّة، ومن الفروقات القليلة بين الذّكور والإناث: أنّ أنثى طيور الحبّ أكبرُ حجماً بقليلٍ من الذّكر، ولها عظام حوضٍ أعرض.[٣]

تهيئة القفص

يكفي جمع الذّكر والأنثى معاً وتركهما بشكلٍ طبيعيٍّ، ولكن توفير قفصٍ واسعٍ وكبيرٍ قَدْر الإمكان لهما، ومن الضروريّ بعد التّزاوج تجهيز صندوقٍ يستطيع الطّائران بناءَ عشّهما فيه؛ فبناء العشّ مهمّ جدّاً لرعاية صغارهما، ولأنّ الطّيور تحتاجُ مادّةً تبني أعشاشها منها، توفّر العديد من محالّ الحيوانات الأليفة موادَّ يُمكِن شراؤُها ووضعها في القفص، وستهتمّ الطيور بنفسها بجمعها وتشييد عشٍّ منها، ومن الأفضل الاستمرارُ بوضع مادّة بناء العشّ حتّى بعد وضع البيض؛ ليتمكَّن الأبوان من ترميم عشّهما وتوسعته.[٣]

التّزاوج ووضع البيض

من المُمكن معرفة وقت بدء تزاوج طيور الحبّ، وذلك عندما يشرَعُ الذكر بتقديم الطعام إلى الأنثى، وقد تأخذ طقوس التّزاوج وقتاً طويلاً، وتتكرَّرُ عدّة مرّاتٍ في اليوم الواحد، ومن المُحتمَل أن تضع الأنثى بيضتها الأولى بعد التّزاوج بفترةٍ تتراوح من ثلاثة أيّامٍ إلى عشرةٍ، وبعدها ستستمرّ بوضع بيضةٍ يوميّاً، حتّى تترك ما يتراوحُ بين أربع بيضاتٍ إلى ستٍّ.[٤] طوال فترة وضع البيض والحضانة، يجبُ تزويد طيور الحبّ بالكثير من الغذاء عالي الجودة، ومقدارٍ معقولٍ من ضوء الشّمس، سيتولّى الأبوان رعاية بيُوضهما، وفي ظروفٍ مُعيّنة قد لا تقفس البيوض، وقد يكون ذلك لعدّة أسبابٍ، من أهمّها: عدم توفير الغذاء الجيّد للأبوين، وقلّة الخصوبة، والأمراض.[٣]

يستمرّ الأبوان بحضانة بيُوضهما فترةً تتراوح من 22-25 يوماً بعد الوضع، ثمّ تنضجُ البيوض، وتفقسُ منها الفراخ الصّغيرة، وقد يحتاج الفرخ الواحد إلى أربعٍ وعشرين ساعةً كاملةً؛ ليتمكَّن من اختراق بيضته والخروج منها بالكامل، ومن المُفضَّل أن لا يُقدِم مالك الطّيور على أيّ تدخُّلٍ في هذه العمليّة، فهو غير ضروريٍّ، بل وقد يتسبَّبُ بخطرٍ حقيقيٍّ على الفراخ، بعد ذلك يستمرّ الأبوان بالعناية بالفراخ الصّغيرة حتّى تكبُر؛ حيث تُفطَم بعد شهرين من تفقسيها تقريباً، وتُصبِح بحاجةٍ للحصول على طعامٍ قاسٍ.[٤]

العناية بطيور الحبّ

طيور الحبّ حيوانات أليفة يسهلُ الاعتناء بها؛ وذلك لأنّها شبيهة جداً بالببّغاء، ولكنّ حجمها أصغرُ بكثيرٍ، ولهذا فإنّ مُتطلّباتها أقلّ. تميلُ طيور الحبّ للّعب فتراتٍ طويلةً، قد تصلُ إلى ساعاتٍ متواصلةٍ، ومن أشكال اللّعب التي تحبّها التعلُّق رأساً على عقبٍ بأجزاء القفص، وتدوير الأشياء، والتّراقصُ فوق كتف مالكها، والميل إلى شدّ الأشياء وانتزاعها، وتتّصف هذه الطّيور بالذّكاء؛ فهي قادرة دائماً على الإتيان بطُرقٍ للهرب من قفصها، ولذا يتوجّب إغلاقه جيّداً، كما تحاول الطّيران في المنزل، وتقليد بعض الأصوات بين الحين والآخر، وهي تحبّ رِفقةَ بعضها؛ لذلك يُنصَح بشراء اثنين منها عوضاً عن واحدٍ، في حال عدم إمكانيّة قضاء الكثير من الوقت معها.[٢]

وعند شراء أزواج طيور الحبّ، هناك عدّة ملاحظاتٍ يجب التّدقيق فيها؛ لانتقاء طيورٍ سليمةٍ وقويّة البُنية، من أهمّها: أن يكون شكل ريشها منظَّماً، وجسدها بحالةٍ صحيّةٍ جيّدةٍ مع ضمانٍ مكتوبٍ على ذلك، بالإضافة إلى تفحّص الطّير جيّداً؛ للتأكّد من أنّه يأكل ويُخرِج بطريقةٍ اعتياديّةٍ، ولا يُعاني من أيّ نوعٍ من الأمراض، ويُفضَّل انتقاؤه من مالك متجرٍ يهتمّ بطيوره؛ بحيث يقدّم لها طعاماً جيّداً، ويحتفظُ بها في أماكن نظيفةٍ وواسعةٍ بما فيه الكفاية، وأن يكون لديه طبيب بيطريّ مع ترخيص يختصّ بالعناية بحيواناته.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Anne Johnson, “Lovebirds – pet parrots and excotic birds”، Winged Wisdom Pet Bird Magazine, Retrieved 18-01-2017.
  2. ^ أ ب “Lovebirds”, RoughMagick Internet Marketing, Retrieved 18-01-2017.
  3. ^ أ ب ت “Breeding Lovebirds”, Parrot parrot, Retrieved 18-01-2017.
  4. ^ أ ب “Breeding Lovebirds”, Avian Web – Beauty of Birds, Retrieved 18-01-2017.