ما مزايا وعيوب الزراعة المائية
الزراعة المائيّة
يعبّر مفهوم الزراعة المائيّة والمعروفة أيضاً باسم زراعة الأسماك أو تربية المحار عن تربية وحصاد النباتات والحيوانات في جميع أنواع البيئات المائيّة ومنها الأحواض، والأنهار، والبحيرات، والمحيطات وغيرها، وحديثاً يعمل الباحثون ومطورو هذه التقنيّة على الزراعة في جميع أنواع المياه العذبة، وتربية الكائنات البحريّة كالأسماك، والمحار، والنباتات، ويُعتبر كل من غذاء الأسماك، وأسماك الطعم، وأسماك الزينة، والقشريات، والرخويات، والطحالب، والخضروات البحريّة، وبيض السمك من نواتج الزراعة المائيّة.[١]
مزايا الزراعة المائيّة
ما يلي مزايا الزراعة المائيّة:[٢]
مصدر غذائيّ للنّاس والكائنات البحريّة
يعتقد القائمون على تطوير عمليّة الزراعة المائيّة بأنّها حلّاً فعّالاً لتلبية الطلب المتزايد على الأنواع المختلفة من الأسماك البحريّة، فمن خلال تربية الكائنات البحريّة سيتم ضمان الكميّة التي يحتاجها المستهلكون بالإضافة للكميّات التي تحتاجها المؤسسات الغذائيّة والمطاعم القائمة على المأكولات البحريّة: كالجمبري، والمحار، والسلمون والأنواع الأخرى، كما يتم تربية بعض أنواع الأسماك بهدف تغذيّة الأنواع السمكية آكلة اللحوم.[٢]
مصدر للدخل
يعتقد مناصرو الزراعة المائيّة أنّ ممارسة هذه العمليّة تساعد على توفير عمل للصيادين وفتح فرص عمل للأشخاص الآخرين، وغالباً ما يستخدم منتجو الأسماك الخزّانات والأقفاص الموضوعة داخل المحيطات لتهذيب الأسماك، بالإضافة لقيام بعض منتجي الأسماك بتهيئة الأوضاع لتكاثر الأسماك في الأحواض والأقفاص، وبما أنّ هذه العمليّة تحتاج لقوّة الرجال فإنّها تزيد فرص العمل، كما أنّها توفّر دخلاً للمنتجين نظراً للطلب المتزايد على المأكولات البحريّة داخل البلاد وخارجها.[٢]
المرونة
يعتقد مؤيدو الزراعة المائيّة بأنّ المزارع يمكن أن تُبنى بأي مكان تتوافر فيه المياه، كما يمكن بناء الخزانات الخاصّة بالملاحة البحريّة على الأراضي البحريّة أو وضعها في صفوف في المياه العذبة، بالإضافة لإمكانيّة بناء الخزانات والأقفاص في البحيرات، والأنهار، والبرك الاصطناعيّة.[٢]
المساهمة في حل مشاكل المخلّفات
يعتقد مناصرو الزراعة المائيّة بأنّها تقدّم مساعدة كبيرة في تقليل، وإعادة استخدام، وإعادة تدوير مخلّفات المواد التي تعتبر مفيدة لتربية الأسماك والبيئة.[٢]
عيوب الزراعة المائيّة
ما يلي عيوب الزراعة المائيّة:[٢]
انتشار الأنواع العدائيّة
يعتقد منتقدو عمليّة الزراعة المائيّة بأنّه على الرغم من الإيجابيات الكثيرة التي تقدّمها في زراعة الأسماك للاستهلاك البشري ورفع عدد الأسماك إلّا أنّها تساهم أيضاً في زيادة عدد الأنواع العدائيّة والتي تلحق الضرر بالأنوع البحريّة الأخرى عن طريق إزالة الإمدادت الغذائيّة للأسماك في البريّة، والتي يعتبر سمك الناطور إحداها حيث إنّه يهدد أنواع الأسماك التي تعيش بالمياه العذبة بسبب تكاثره السريع، وتنافسه مع الأسماك الأخرى على الغذاء.[٢]
التأثير على النظم الإيكولوجيّة للسواحل
يعتقد معارضو الزراعة المائيّة بأنّ هذه العمليّة تساهم في زيادة النفايات بدلاً من إعادة تدويرها، ومن الأمثلة على ذلك زراعة سمك السلمون الذي يعيش في المياه القريبة من الساحل والذي ينتج عنه تلوّث الأجسام الساحلية بسبب التخلّص من نفايات السلمون في البيئة المائيّة، بالإضافة للنفايات التي تغرق في قاع البحار والتي قد تلحق الأذى بمنازل الكائنات البحرية التي تعيش هناك.[٢]
تلوّث المياه وتهديد الصحّة
يعتقد منتقدو الزراعة المائيّة أنّ هذه العمليّة تؤدّي إلى زيادة التلوّث كما ينتج عنها الأسماك التي يأكلها الإنسان ملوّثة، حيث إنّ المَزارع السمكيّة يمكن أن تُبنى بأي جزء من الماء وبالتالي فإنّ فرص تلوّث المياه تكون أعلى؛ بسبب بقاء نفايات الأسماك في المياه والتي تستخدم أحياناً في الشرب من قِبل النّاس الذين يسكنون في المجتمعات الفقيرة، كما يمكن أن تدخل هذه النفايات في شبكات المياه مما يؤدّي إلى تلويث مياه الشرب الخاصّة بالمنازل، بالإضافة لإمكانيّة تلوّث الأغذية السمكية بسبب المبيدات والآفات والمواد الكيميائيّة الموجودة في الأعلاف، الأمر الذي قد يلحق الأذى أيضاً بالأشخاص الذين يشترون منتجات الأسماك الناتجة من هذه العمليّة.[٢]
تهديد الأسماك البريّة
من عيوب عمليّة الزراعة المائيّة هو الحاجة لتقديم بعض الأسماك البريّة كغذاء لأسماك الاستزراع كسمك السلمون، حيث يقول معارضو هذه العمليّة إنّ الأمر يتطلّب كميات أكبر من الكميّة الموجودة من الأسماك البريّة لإطعام سمك السلمون المخصص للاستهلاك التجاري، الأمر الذي يؤدّي إلى انخفاض أعداد الأسماك البريّة الذي يهدد إمكانيّة استمرارة الحياة البحريّة.[٢]
التأثير على البيئة
يشكك منتقدو الزراعة المائيّة في التغيّرات التي من الممكن أن تحدث على المواطن التي تُبنى الأقفاص والخزّانات للأسماك بها، حيث كان هناك مناطق معروفة في غابات قارّة آسيا كالصين، وفيتنام تمّ إزعاجها من أجل إفساح المجال للمزارع السمكيّة وأنواع أخرى من الصناعات، وبسبب تدمير أشجار هذه الغابات لن يكون هناك أي احتياطات للتأثيرات الحاصلة بسبب الكوارث الطبيعيّة، كتدمير الممتلكات وحدوث خسائر في الأروح نتيجةً للأعاصير.[٢]
تاريخ الزراعة المائيّة
على الرغم من وجود معلومات قليلة عن الأساليب الأوليّة المستخدمة في عمليّة زراعة الأسماك، إلّا أنّ المخطوطات القديمة والهيروغليفيّة أظهرت أدلّة على تربية الكائنات البحريّة قبل 4000 سنة تقريباً، حيث كتب رجل صيني يدعى فان لاي كتاباً بعنوان كلاسيك للثقافة السمكيّة لتعليم الآخرين كيفية تربية الأسماك في عام 475 قبل الميلاد، وأُدخلت عمليّة الزراعة المائيّة بشكلها الحديث لأوّل مرّة في دولة ألمانيا في عام 1733م، حيث قام العاملون على الزراعة السمكية بتسميد بيض السمك وجمع الأسماك التي تفقس من البيوض لتغذية الأسماك الأخرى بنجاح، ومنذ ذلك الوقت استمرت عمليّات الزراعة المائيّة بالتطوّر عن طريق إدخال تقنيات حديثة وممارسات بيئيّة جديدة.[٣]