خصائص البرمائيات
البرمائيات
البرمائيّات أو الحيوانات البرمائيّة هي إحدى المجموعات الخمس الأساسيّة للفقاريات، وتتميّز عن باقي الحيوانات بأنها تستطيع العيش في البيئة المائيّة وعلى اليابسة، وبأن جلدها يخلو من الحراشف، وقد تتكاثر في الماء أو على اليابسة الرَّطبة، من أهم فئات البرمائيات الضفادع، والعلاجيم، والسمادل، والسمادر، والسيسليان (البرمائيّات عديمة الأرجل)،[١] ويبلغ تعدادُها مجتمعةً ما يقارب 7,400 نوع مُختلف تعيش في مُختلف مناطق العالم، فهي تسكنُ كل القارات ما عدا القارة القطبيّة الجنوبيّة، ومعظم أنواع البرمائيّات تنتمي إلى مجموعة الضفادع والعلاجيم، ويُعتبر نوعاً من كل ثلاثة من جميع أنواع البرمائيّات في العالم مُهدَّداً بالانقراض حاليّاً.[٢]
تسكنُ البرمائيات مُختلف أنواع البيئات الرطبة في العالم، فهي تُفضّل دائماً الوجود بالقُرب من مسطح للماء العذب، وعادةً ما يكثرُ وجودها حول المستنقعات والبحيرات والجداول والأنهار، وفي بعض الأقاليم الاستوائيّة تستطيعُ البرمائيات مثل ضفدع الشجر العيش في الغابة، حيث تلتزمُ الأشجار ولا تُغدرها أبداً، وتستفيد من الأرض الرطبة أو تجمّعات قطرات الأمطار لتضع فيها بيوضها وترعاها، وتمرّ البرمائيات خلال دورة حياتها بالعديد من التحوّلات الشكلية، حيث إنَّ هيئتها تتغيرُ على عدَّة مراحل مُنذ تفقيسها وحتى وصولها مرحلة البلوغ.[١]
خصائص البرمائيات
الخصائص الجسدية
غالباً ما تكون لدى الكائن البرمائي أربعة أرجلٍ يستفيدُ منها للسير على اليابسة أو دفع جسمه في الماء، وبعضها -مثل السمندل- لها ذيل أيضاً. وللبرمائيات جلدٌ رطب يساعدها على امتصاص الأكسجين الذائب في الماء للتنفس أثناء سباحتها أو غوصها في البرك والأنهار، ويُساعدها جلدها أيضاً على الاحتفاظ بالماء عند الخروج منه، وتحتاجُ هذه الحيوانات إلى إبقاء جلدها رطباً طوال الوقت، ولهذا فإنها تبقى في أماكن قريبة من الماء قدر الإمكان، حتى بعد نضجها واكتمال نموّها، وكثيراً ما يكون جلد البرمائيات سامّاً، حيث تكون فيه غدد قادرة على إنتاج مواد كيميائيّة كريهة الرائحة أو ذات تأثير سميّ، وقد يكون لها ألوان زاهية تُعتبر علامة تحذيرية لأعدائها.[٣]
وعلى نحوٍ عام تعتبر البرمائيات أصغر حجماً من كافة الفقاريات الأخرى، مثل الطيور والأسماك وغيرها. ففي مُعظم الأحوال لا يتعدى طُول الحيوان البرمائي خمسة عشر سنتيمتراً، ولا يزيد وزنه عن ستين غراماً، وأصغر الضفادع في العالم حجمه لا يزيدُ عن حجم عقلة الإصبع لدى الإنسان البالغ، ومع ذلك تُوجد بعض البرمائيات الكبيرة في الحجم، ومنها السمندر الياباني العملاق، وهو كائن يسكنُ أنهار المياه العذبة في اليابان، وقد يصل طوله بعد اكتمال نموّه إلى ما يزيد عن مترٍ ونصف.[١]
الخصائص الأحيائية والسلوكية
تتميّز البرمائيات بأنها من ذوات الدم البارد، وهذا يعني أن درجة حرارة أجسامها تتغيَّر بالاستجابة لدرجة حرارة البيئة المحيطة بها، حيث تُحاكي درجات حرارة جسمها الوسط حولها على الدوام، وهذا نابعٌ من افتقار البرمائيات للقُدرة على تدفئة أو تبريد أجسامها داخلياً، ولذلك فإنَّها عندما تبرد تضطرُّ للبحث عن أشعة الشمس لتدفئة نفسها، فتصبح نشطة، وأما لو ارتفعت حرارتها أكثر من اللازم، فيكونُ عليها البحث عن ملجأ ظليلٍ أو جُحر تحت الأرض للاختباء فيه.[٤]
وتُعتبر البرمائيّات حيواناتٍ لاحمة، فهي تتغذى على الحشرات، وغيرها من اللافقاريات الصغيرة، ومن هذا المُنطلق تعتبر هذه الكائنات ذات أهمية شديدة في الحفاظ على توازن الأنظمة البيئية (بافتراس الكائنات الأصغر)، كما أنها تُعتبر ذات فائدةٍ عظيمة للإنسان، لأنها تتخلَّصُ من الكثير من الآفات الزراعيّة والكائنات الضارّة بالمحاصيل.[٢] وتستطيعُ بعض البرمائيات كبيرة الحجم، مثل ضفادع العجل الأمريكيّة افتراس حيواناتٍ كبيرة بعض الشيء، مثل الثعابين، والطيور، والقوارض من فئران، وجرذان، وقد تلتهم البرمائيات الأخرى من بني جنسها، أو من غيرها من الأنواع. وتستفيدُ معظم البرمائيات من لسانها الطويل والقوي للإمساك بفريستها وجذبها إليها، وبالمُقابل فإن للبرمائيات الكثير من الأعداء في الطبيعة، فالثعابين والطيور والعديدُ من الثدييات قادرةٌ على التهام البرمائيات، ومن هنا فإنها تعتمدُ على التمويه للاختباء منهم.[١]
البيئة التي تعيش فيها
تتفاوتُ البيئات التي تسكنُها البرمائيات بعض الشيء، فهي تُفضّل إجمالاً الأماكن الرطبة، ولذلك فإنها عادةً ما توجد حول المسطحات المائيّة، من البرك والبحيرات والأنهار، ولكن ليس دائماً إذ تستطيعُ بعض البرمائيات العيش في الغابات الاستوائيّة، حيث تعتمدُ على الرطوبة الآتية من الأمطار لتجد ملاجئ لها ولبيُوضها، وفضلاً عن ذلك فإن بعض البرمائيات توجدُ وسط بيئات قاحلة وجافّة، حيث تختبئ تحت الأرض طوال الشهور الحارة من العام، وعندما يحينُ موسم الأمطار وتتكوّن البرك والمستنقعات تتجمع حولها هذه البرمائيات بسُرعة شديدةٍ للتزاوج ووضع البيوض، وتنمو اليرقات بسُرعة قبل أن يجفَّ المُستنقع وتعود البيئة إلى حالتها السابقة.[١]
دورة الحياة
عادةً ما تعيش البرمائيات المراحل الأولى من حياتها تحت سطح الماء بالكامل، حيث تكون لديها خياشيمٌ تساعدها على استخلاص الأكسجين من جزيئات الماء، وعندما تكبر ويكتملُ نموّها فإن خياشيمها تُستبدل برئتين، ومن ثم تُصبح هذه الحيوانات ميَّالة لقضاء مُعظم وقتها على اليابسة بعد البلوغ، ومع ذلك فهي تعود إلى الماء مرة أخرى لتضع فيه بيوضها لاحقاً.[٣]
فالبرمائيات تتكاثرُ في مواسم الأمطار الرطبة، وهي تضع بيوضها في الماء غالباً، ولا تكون بيضة الحيوان البرمائي مُغلّفة بالقشور، بل تغطيها مادة هلامية تشبه الجيلاتين، ومن النادر أن يهتم الأبوان بحماية بيوضهما أو رعايتها بعد وضعها، بل يتركانها لمصيرها، وتفقس من البيضة يرقات تبقى داخل الماء وتعيشُ فيه، وتُسمّى يرقات الضفداع والعلاجيم أبا ذنيبة، وتتميَّزُ بأن لها ذيلاً مُفلطحاً وساقين أماميَّتين صغيرتين جداً.[١]
تتغذى اليرقات بادئ الأمر بالطحالب والمواد النباتية، وقد تكونُ لاحمة (في حالة السمندر) فتفترسُ حيوانات مائية صغيرة الحجم، وتحتاجُ هذه اليرقات بضعة أسابيع أو شهور حتى يكتمل نموّها، فهي تفقدُ خياشيمها بالتدريج، وتحلّ مكانهما رئتان، وتتطور لها أرجل خلفية، ومن ثم أمامية لمُساعدتها على المشي، وكذلك تتغير عيونها وجهازها الهضمي بالكامل لتجعلها قادرة على العيش على اليابسة بدلاً من المياه.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ هيئة من المؤلفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 363 – 366، جزء 4 (ب).
- ^ أ ب “What are Amphibians?”, Amphibian Ark, Retrieved 25-01-2017.
- ^ أ ب هيئة من المؤلفين (2004)، موسوعة الأجيال (الطبعة الأولى)، جدة، السعودية: دار الأجيال، صفحة 16 – 17، جزء الحيوانات.
- ↑ “What Makes an Amphibian?”, San Diego Zoo, Retrieved 25-01-2017.