مراحل تطور الضفدع

الضَّفادع

الضِّفدع حيوان برمائيّ، عديم الذّيل، جاحظ العينين، له جلد رطب أملس، يتميَّز برجليه الخلفيّتَين القويّتين الطَّويلتَين، اللَّتين تُمكِّناه من القفز لمسافات طويلة، ويتكوَّن جسم الضِّفدع من رأسٍ وجسمٍ مُفلطَحَين دون رقبة. أسنانُ الضِّفدع صغيرةٌ مخروطيَّة الشَّكل منتشرة في الفكِّ العُلويّ، ولا توجد له أسنان في الفكّ السُّفليّ، وله لسانٌ طويلٌ سريعُ الحركة، ولاصقٌ يُمكِّنه من التقاط الفرائس الصَّغيرة بسرعة كبيرة، وتتغذَّى الضَّفادع على المِفصليَّات، والحلزونيَّات، والدّيدان الحلقيَّة.

للضَّفادع أنواعٌ متعددَّةٌ قد تصل إلى آلاف الأنواع، وتعيش الضَّفادع في المناطق شبه المائيَّة، ويوجد أكبر عدد من الضَّفادع في المناطق الاستوائيَّة، وينعدم وجودها في القطب الجنوبيّ، ومُعظم الضَّفادع خضراء أو بنيَّة اللَّون، وبعضها مُرقَّطة. أكبر الضَّفادع في العالم هو الضِّفدع العملاق الذي يصل طوله إلى حوالي ثلاثين سنتيمتراً، ويعيش هذا الضِّفدع في وسط وغربيِّ أفريقيا، وأصغر الأنواع لا يزيد طوله عن السَّنتيمتر الواحد.

تُمكِّن العينان الجاحظتان الضّفدعَ من الرؤية في جميع الاتِّجاهات، ويحتوي لسان الضّفدع وفمه على حَلَماتٍ عديدة للتَّذوّق، لذلك فإنَّ الضفدع يبصق الطَّعام سيّئ الطَّعم، كما أنَّ له قُرصاً جِلديَّاً خلف العينين يسمَّى طبلة الأذن يستطيع السَّمع من خلاله.

مراحل تطور حياة الضفادع

تَشمل دورة حياة الضّفادع أربعَ مَراحل أساسيَّة، وهي: بيضة، شرغوف أو أبو ذنيبة، مرحلة انتقاليّة، وأخيراً ضفدعٌ بالغ، والضّفدع كغيره من البرمائيَّات الَّتي تبدأ حياتها في الماء، ثمَّ تنتقل بعدها للعَيش على اليابسة.

مرحلة البيض

تبدأ دورة حياة الضفدع بوضع الإناث للبيض المغطَّى بطبقة جيلاتينيَّة تُشكِّل غطاءً واقياً للبيض بأعداد كبيرةٍ قد تصل إلى الآلاف أو المئات في المياه العذبة في البحيرات والبرك والجداول، إلّا أنَّ كثيراً من هذا البيض يُقضى عليه عن طريق الأحياء المائيَّة الأُخرى التي تتغذَّى على هذا البيض. بعض الأنواع من الضَّفادع يحمل فيها أحد الأبوين البيض حتى يفقس، وفي بعض المناطق الاستوائيّة تضع الأنثى البيض تحت قطع الأشجار والأوراق الميتة، ولا يمرُّ الضِّفدع فيها بمرحلة الشرغوف؛ إذ تفقس البيوض عن ضفادع صغيرة مباشرة.

مرحلة الشَّرغوف أو أبي ذنيبة

يُخصِّب الضفدع الذَّكر البيضَ بالحيوانات المنويَّة، ثم تفقس البيضة بعد ذلك، لتخرج اليرقات الصَّغيرة المسمَّاة بأبي ذنيبة أو الشرغوف، وهي تُشبه الأسماكَ أكثر ممَّا تشبه الضَّفادع؛ فهي تعيش في الماء، وتتنفَّس بواسطة الخياشيم، ولها ذيلٌ طويلٌ يُساعدها على السِّباحة، وفي مُعظم الأنواع يتحوّل أبو ذنيبة إلى ضفدعٍ بالغٍ في غضون أشهر قليلة.

مرحلة الضِّفدع البالغ

ينمو أبو ذنيبة أو الشرغوف بعد ذلك، وتبدأ الأرجل الخلفيّة بالظُّهور أوَّلاً ثمّ تليها الأرجل الأماميَّة، وتختفي الخياشيم، ويبدأ الذَّيل بالانكماش حتَّى يختفي، وتظهر الرِّئتان لديه، وتبدآن بالعمل بدلاً من الخياشيم. تتنفَّس الضَّفادع البالغة أيضاً بواسطة جلدها الذي يُذيب الأكسجين ويسمح له بالنَّفاذ إلى أغشية رطبةٍ، ومنها إلى الدَّم، وبعدها تنتقل الضَّفادع للعيش على اليابسة، بالإضافة إلى ذلك تطرأ تغيّرات على الجهاز الهضميّ، ليُصبح طعامها مُقتصراً على الكائنات الحيَّة، فيتحول الضِّفدع بذلك من الغذاء على النَّباتات إلى الغذاء على الكائنات الحيَّة.