أخي متى خاصمت نفسك فاحتشد – الشاعر البحتري
أُخَيَّ مَتى خاصَمْتَ نَفَسكَ فاحْتَشِدْ
لَها،ومَتَى حَدَّثْتَ نَفْسَكَ فاصْدُقِ
أَرىعلَلَ الأَشياءِ شَتَّى، ولا أَرى
التَّجَمُّعَ إِلاَّ عِلَّةً للتَّفَرُّق
أَرى العَيْشَ ظِلاًّ تُوشِكُ الشَّمْسُ نَقْلَهُ
فَكِسْ في ابتِغاءِ العيْشِ كَيْسَكَ أَوْمُقِ
أَرى الدَّهْرَ غُولاً لِلنُّفُوسِ،وَإِنَّمَا
بَقِي اللهُ في بعضِ المَواطِنِ مَنْ يَقِي
فَلا َ تُتْبعِ الماضِي سُؤَالك لِمْ مَضَى
وعِّرجْ عَلَى الباقي فَسائلْهُ لِمْ بَقِي
ولَمْ أَرَ كالدُّنيا حَلِيلَةَ وَامِقٍ
مُحِبٍّ مَتَى تَحْسُنْ بِعَيْنَيْهِ تَطلُقِ
تَرَاها عِيَاناً وَهْي صَنْعَةُ وَاحِدٍ
فَتحْسبُهَا صُنْعَيْ لَطِيفٍ وأَخْرَقِ
ذَكرْتُ أَبَا عيسى فَكَفْكَفْت ُمُقْلَةً
سَفُوحاً مَتَى لا تَسْكُبِ الدَّمْعَ تأْرَقِ
فَتىً كَانَ هَمَّ النَّفْسِ أَو فَوْقَ هَمّهَا
إِذا مَا غَدَا في فَضْلٍ رَأْيٍ ومَصْدِقِ
ولَسْتُ بِمُستَوفٍ تَمَامَ سَعَادَةٍ
على مُشْتَرٍ لَمْ يسْتَقِيمْ ويُشِرِّقِ
لَعاً لَكُمُ مِنْ عاثِرينَ بِنكْبَةٍ،
بَنِي مَخْلَدِ صَوْبَ الغَمَامِ المُطَبٍّقِ
تُحِبُّكُمُ نَفْسي وإِنْ كَانَ حُبُّكُمْ
مُصِيبي بأَهواءِ الأَعادِي ومُوبِقِي
ومَا عَشِقَ النَّاسُ الأَحِبَّةَ عَشْقَهُمْ
لِكثْرٍ جَديدٍ مِنْ جَدَاكُمْ ومُخِلِقِ
فَمَنْ يَقْتَرِبْ بالغَدرِ عَهداً فلإِنَّنا
وَفَيْنا لِنجْرانيْ يَمَانٍ ومُعْرِقِ
حَبَوْناهُمَا الرّفِدَيْنَ حَتَّى تبَيَّنُوا
لنا الفَضْلَ من مالِ ابْنِ عَمِّي ومنْطِقي