كيف أعتني بالنباتات المنزلية

النباتات المنزلية

النباتات المنزلية هي أحد أروع الجماليات التي تملأ منازلنا، والتي تجعل البيت أنيقاً رائعاً، وتجعل حياة ساكنيه أكثر إشراقاً وتفاؤلاً وسعادة، حيث إنّ منظر النباتات المنزلية يبعث في النفس الراحة والسعادة والسرور، فرؤية النباتات المنزلية، تطرح عن النفس الاكتئاب، والضجر، والملل، فهي لا تحسن النفسية فحسب، بل هي نافعة أيضاً من الناحية الصحية؛ لأنّ وجود النباتات المنزلية في المنزل، يسمح بتجديد الهواء داخل المنزل، فالنباتات بطبيعتها، تستهلك ثاني أكسيد الكربون المتواجد بداخل المنزل، وتنتج في المقابل غاز الأكسجين، وهو الغاز الذي يتطلبه ساكني المنزل، من أجل عملية التنفس.

وجود النباتات في منزلك، يشعرك بأنّ شيئاً من الطبيعة الخضراء الجميلة، أصبح موجوداً في داخل المنزل، ووجود تلك النباتات في منزلك ورؤيتك إيّاها بين الفينة والأخرى، يجعلك تشعر بارتياح كبير، ويجعلك تشعر بهدوء منقطع النظير، فرؤية النباتات المنزلية تحسن الحالة النفسية، وتنقّي المزاج، وتمتع العينين بالنظر إلى لوحات فنية خضراء، أبدع في خلقها رب العالمين، أيضاً وجود النباتات في منزلك، يعد جزءاً هاماً من ديكورات المنزل، إذ من شأنها أن تجعل منزلك في أعين زائريه، منزلاً أنيقاً، جديراً بالإعجاب والتقدير.

كيف أعتني بالنباتات المنزلية

بطبيعة الحال فإنّ زرعك للنباتات في منزلك، يتطلّب بعض المتطلبات الخاصة لنمو النبات، وتتفاوت أنواع النباتات من نوع إلى آخر، من حيث حاجتها لتلك المتطلبات، أي أن هناك أنواع من النبات، لا تحتاج كثيراً من الشروط والمتطلبات كي تنمو، بينما هناك أنواع أخرى من النبات، تبدو نباتات حساسة، ويتطلب نجاح بقائها في المنزل، قدراً كبيراً من الشروط والمتطلبات، أي أن أنواع النباتات المنزلية تختلف وتتفاوت، من حيث قدرتها على البقاء والتكيف مع عوامل وظروف البيئة المحيطة، لكن إجمالاً دعونا نتحدث عن المتطلبات الأساسية، التي يحتاجها النبات، من أجل النمو والبقاء في المنزل.

الضوء

هو يشكل مصدر الطاقة التي يحتاج إليها النبات، وتصنف النباتات من حيث حاجتها إلى الضوء، إلى أربعة أقسام: نباتات تحتاج إلى ضوء منخفض، ونباتات تحتاج إلى ضوء متوسط، ونباتات تحتاج إلى ضوء قوي، ونباتات تحتاج إلى ضوء قوي جداً، ولهذا يتوجب وضع النباتات التي تحتاج كميات كبيرة من الضوء بجوار النوافذ أو في الشرفات، أمّا النباتات التي تحتاج كميات أقل من الضوء، فتوضع في أماكن أكثر إعتاماً، أي بداخل الغرف أو الصالون، لكن الأمر المهم هنا، هو أن تكون على معرفة بمقدار حاجة كل نبات في بيتك إلى الضوء، كي يمكنك التعامل معه بناءً على هذا الأساس.

درجة الحرارة

معظم أنواع النباتات المنزلية، تعيش في درجة حرارة الغرفة، وهناك أنواع من النبات، لا تعيش في درجات الحرارة المنخفضة، أي لا تعيش في الوسط البارد، وهناك أنواع من النبات لا تعيش في درجات الحرارة العالية، أو الوسط الحار، فالحرارة العالية تصيبها بالذبول والجفاف، إياك وان تسقي نباتاتك المنزلية بالماء الساخن كما يفعل البعض، فالماء الساخن يضر النبات ولا ينفعه.

ماء الري

الماء هو أحد أهم العوامل، التي تجعل النبات ينمو ويزهر ويستمر في الحياة، عندما تروي نباتاتك المنزلية، عليك ألّا تقع في مشكلتي الإفراط والتفريط، أي لا تفرط في ري النبات، فترويه بكمية أكبر من حاجته، ولا تفرط في ري النبات، فترويه بكمية قليلة لا تكفيه ولا تروي ظمأه، فالإكثار في ري النبات، والشح والتقتير في ريه، هما أكثر عاملان يصيبان النبات بالأمراض.

التربة

جميع أنواع التربة تبدو صالحة لعملية الزراعة، لكن يجب أن تتوافر في تلك التربة عدة معايير هامة وضرورية، وهي أن تكون التربة مختلطة جيداً، وعناصرها متجانسة مع بعضها البعض، وأن تكون التربة جيدة التهوية، ويفضل عند جلب التربة من أي حديقة أو أي أرض زراعية، أن يتم تعقيمها لقتل أي مسببات للأمراض أو الحشرات التي قد تتواجد فيها، وأفضل طريقة للتعقيم، هي أن يجري ترطيب التراب، ثم وضعه لبعض الوقت في فرن، حرارته حوالي 180 فهرنهايت، ومن ثم يتم ترطيبه، ليصبح تراباً معقماً وآمناً لعملية الزراعة.

السماد

هو ضروري جداً من أجل تغذية النبات، لكن عليك أيضاً ألا تبالغ في تسميد النبات، فزيادة مقدار التسميد، تضر النبات ولا تنفعه، والطبقة البيضاء التي تظهر على سطح التربة بعد عملية الري، هي إشارة من النبات بأنّه استكفى وأخذ كفايته من السماد، لذلك توقف فوراً عن تسميد النبات، إذا ما رأيت تلك الطبقة البيضاء تعلو التربة، واحرص قبل أن تستخدم السماد وتضعه على نباتك، أن تتعرف على مستوى الأملاح الموجودة في هذا السماد، فنسبة الأملاح العالية في السماد تهلك النبات وتنهك قواه، وهي ليست مفيدة للتربة والنبات، كما قد يظن البعض، واحرص على أن تكثف جرعات السماد، في الأوقات التي يكثر فيها إشراق الشمس، أي في فصلي الصيف والربيع. أمّا في فصلي الخريف والشتاء، فيتوجب عليك تخفيف جرعات السماد التي تضعها على التربية، وذلك لأن النبات يحتاج إلى السماد أكثر شيء، في مواعيد نموه، حيث الضوء والشمس، أي في فصل الصيف تحديداً، أما في فصل الشتاء، حيث الشمس غائبة وأشعتها متذبذبة معظم الوقت، فلا حاجة لكثير من السماد، لأن النبات لا ينمو في ذلك الوقت.

الأوعية

بإمكانك استخدام أي نوع من الأوعية، لزراعة النباتات داخل المنزل، ولكن يفضل أن تتم الزراعة دائماً، في الأوعية ذات الثقوب السفلية، وذلك كي يجري التخلص من الماء الزائد عن حاجة النبتة، الأوعية الزجاجية والمعدنية والبلاستيكية، تمنع تبخر الماء، وبالتالي لا يلزم سقاية النبتة باستمرار، لكن يفضل معظم مربي النبات الأوعية الفخارية، لأنها ترشح الماء الزائد عن الحاجة، يفضلونها رغم كونها سهلة الكسر، وثقيلة الوزن، يتوجب عليك دائماً، أن تضع عازل بين الوعاء وبين الأرضية أو السجاد، كي لا تتسلل الرطوبة والبلل، فيصلان إلى السجاد والفراش، ويحدث التلف والضرر. 

هناك الكثير من المشاكل أو الأمراض التي تصيب النباتات المنزلية، ومن بين أكثر هذه الأمراض شيوعاً، نجد مرض التفاف واصفرار الأوراق، وتساقط أوراق النبات، وذبول الزهرة المركزية للنبات، وتقلص حجم الأوراق وتضاؤلها، وظهور بقع قطنية أسفل الأوراق، وظهور بقع بنية اللون على الأوراق، وظهور حروق على الأوراق. هذه هي معظم الأمراض الشائعة التي تصيب النباتات المنزلية، وهي مألوفة ومعروفة جيداً، للمهتمين بالنباتات المنزلية.

هناك العديد من الأسباب، التي تؤدي إلى ظهور تلك الأمراض في النباتات المنزلية، وعلى رأس هذه الأسباب نذكر: (وجود الدخان والغازات الضارة داخل المنزل أو في محيطه المباشر، وجود الجفاف، زيادة الماء المروي عن حاجة النبات، قلة كمية الماء المروي عن حاجة النبات، انخفاض درجات الحرارة، زيادة درجات الحرارة، قلة الإضاءة، نقص الأسمدة، زيادة الأسمدة، إصابة حشرية تلحق بالنبات، مرض فطري يصيب النبات، التعرض لأشعة الشمس المباشرة، الحر الشديد، نقص التهوية).

نصائح

من أجل علاج تلك الأمراض التي تصيب النباتات المنزلية، أو من أجل تحاشي تلك الأمراض وتلافيها قبل وقوعها أو حدوثها، يتوجب على كل مربي للنباتات المنزلية، أن يأخذ بالنصائح والإرشادات التالية:

  • توفير جو نقي للنباتات، وإبعادها عن مصادر التلوث، كالمواد الكيميائية ورذاذ البويات والدهان ومواد البناء.
  • يتوجب عليك بين الحين والآخر، أن تقوم بتقليم النبات.
  • ضرورة سقاية النبات أو ريه بانتظام.
  • ضرورة تفقد التربة كل فترة من الزمن، مع ضرورة تقليب سطح التربة، من أجل تهوية التربة، وإفساح المجال لتهوية التربة التي تحت السطح.
  • ضرورة وضع النبات في المكان الذي يتوفر فيه مستوى الإضاءة الملائم له.
  • ضرورة تسميد التربة بشكل منتظم، مع ضرورة مراعاة الأوقات التي يقل فيها التسميد (فصل الشتاء).
  • مسح الأوراق المصابة أو المشتبه بإصابتها، بقطعة قماش مبللة بالكحول.
  • بعض الأمراض التي تصيب النباتات المنزلية تحتاج إلى الرش بالمبيد الحشري، لذلك لا تتوانى عن استشارة من هو صاحب الاختصاص في ذلك.
  • ضرورة تأمين درجة الحرارة المناسبة والتهوية للنبات.
  • ضرورة اختيار الوعاء الآمن، بحيث يكون سليماً من التسريب، سليماً من الكسور.
  • ضرورة أن يكون الري بماء نظيف (ماء الصنبور العادي)، وألّا تختلط به أية مواد ذات خواص كيماوية أو سمية.