خصائص السؤال الفلسفي

الفلسفة

تعني الفلسفة مَحبّة الحكمة، وُجدت منذ الوجود الأرسطيّ، والأفلاطونيّ، ومَنْ جاء بعدهم من الفلاسفة الذين أحدثوا فوضى في عالم الفلسفة، وذلك عندما أنكروا وجود الحقائق الثابتة، وقالوا إنّّها متعددة المفاهيم، ثم ظهر الفلاسفة المسلمون الذين صححوا الكثير من المفاهيم الفلسفيّة، وأدواتها وتوجيهاتها، فلم تعد الفلسفة حباً للحكمة فقط، إنّما اختلفت باختلاف الفيلسوف واختلاف المدرسة التي ينتمي إليها.[١]

كما نعلم فقد تعددت المدراس الفلسفيّة على مدى الحقبات التاريخيّة الماضية، إلاّ أن هناك تيارين فلسفيين رئيسيّن هما: تيار واتجاه يقوم على دراسة الآداب والعلوم والفنون لتكوين نظرة شاملة لأسلوب الحياة، وتيار علميّ يدرس الألسُنيات وطبيعة الفكر، وكلا التياران أو الفلسفة بحد ذاتها أساسهما السؤال الفلسفيّ الذي يجعل من الظواهر والأفكار أسئلة فلسفيّة، ولكن التيار الثاني يعتمد على التحليل أكثر من التيار الأول الذي يعتمد على فلسفة بحتة.[١]

السؤال الفلسفي

أول من استخدم السؤال الفلسفيّ هو أبو الفلسفة سُقراط، وهذا السؤال لم يتخذ شكلاً واحداً، إنما أشكال مختلفة باختلاف زمن الفلسفة، فهناك السؤال الفلسفيّ الإغريقيّ الذي هو عبارة عن تمحيص للأفكار، ويبدأ بسؤال عام عن المفهوم المدروس ثم يأتي بجواب والذي هو سؤال جديد، فالسؤال في نظر سقراط يولِّدُ الأفكار، وأنّه خطاب المستقبل الساعي للاكتمال والوصول للجواب الشافي.[٢]

والسؤال الفلسفيّ في العصر الحديث يعني مواكبة الحداثة وروح العصر، وكيفية انخراط الفرد مع العلم والتقنيّة، لأنّه لا يمكن للفرد أن يعيش بأفكار ومعاني عصر آخر، حتى لا تتولد لديه صدمة فكريّة وتمزقات ذهنيّة معرفيّة وسلوكيّة، تجعل منه مشتت الذات والفكر والنفس.[٢]

خصائص السؤال الفلسفيّ

السؤال الفلسفي له خصائص ومنها:[٣]

  • ذو طابع إشكالي، وهي قضية تنطوي تحت منظور المُفارقة عن طريق طرح مجموعة من الأسئلة التي لا يمكن الإجابة عنها كلها، حيثُ يبقى سؤالٌ لا يُجاب عليه، والطابع الإشكاليّ للسؤال الفلسفيّ يُشكلُ تساؤلاً، لا مجرد سؤال عادي وظاهر، فالسؤال المنفرد والعادي يكون الجواب عليه مبرراً لوجود هذه السؤال، مثلاً عند طرح سؤال “ما الكُره؟” فإن الجواب يكون ظاهراً، أمّا الفلسفيّ فمثلاً يكون: “هل يكون الكُره في الشيء أم في نظرتنا للشيء؟” فهو معالجة لهذه الإشكاليّة، الأمر الذي يجعل من السؤال نفسه أسئلة فلسفيّة مستمرة عبر الزمان، فكل جواب لأي سؤال فلسفيّ هو سبب في سؤال جديد يُطرح، وقد عرَّفه الفلاسفة بأنّه فن طرح السؤال وتأجيل الجواب للاستمرار الفلسفيّ.
  • ذو طابع جذري، حيثُ يرى بعض الفلاسفة أن تكرار السؤال الفلسفيّ واستعادته ما هو إلاّ وصول إلى المبدأ والجذر الأول للسؤال، بمعنى أن السؤال هو أداة اختراق ونفاذ لحجاب ظاهر الأشياء والمفاهيم، من أجل البلوغ إلى أُسس الأشياء ومبادئها، كما هو عند الفلاسفة الطبيعين في سؤالهم عن أصل الكون.

فيديو فتاوى أرسطو

بم كان أرسطو يفتي؟ وماذا يعني تطهير النفس بالفلسفة والرياضيات كما يقول أفلاطون؟ :

المراجع

  1. ^ أ ب صبري خليل، “مقدمة في الفلسفة وقضاياها”، uoanbar، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ماجد محمد حسن (03-04-2004)، “السؤال الفلسفي”، ahewar، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2018. بتصرّف.
  3. ” خصائص السؤال الفلسفي”، ba7r، 24-03-2011، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2018. بتصرّف.