مراحل تطور علم الاجتماع

علم الاجتماع

يعرف علم الاجتماع بأنه العلم الذي يُعنى بدراسة خصائص الجماعات البشرية، والعلاقات بين أفراد تلك الجماعات والتفاعلات المختلفة بينهم، سواء كان بشكل مجموعات أو مجتمعات ويعتبر ابن خلدون أول من لفت الانتباه إلى هذا العلم وأرسى قواعدة الأساسية وأعطاه اسم علم العمران، فقد صرّح بشكل مباشر عن اكتشافه علماً مستقلاً لم يتكلم به أي أحد آخر قبله، حيث كان له أيضاً ملاحظات ذكية في طبائع العمران البشري، والتي ذكرها في مقدمته المشهورة، وعلى الرغم من ذلك فإنّ هناك من ينسب نشأة علم الاجتماع إلى أوجست كونت.

تطور علم الاجتماع

تطور علم الاجتماع في أوائل القرن التاسع عشر، واكتسب أبعاده الحقيقة بأواسط القرن نفسه، وذلك عندما حدد العالم الفرنسي أوجست كونت الإطار العام لعلم الاجتماع، وأطلق عليه اسم علم دراسة المجتمع، كما كان للمهندس الإنجليزي هربرت سبنسر أهمية كبيرة في ابتكار علم مستقل يبحث في ظواهر الحياة الاجتماعية بشكل عام، وبالتالي فعلم الاجتماع يعد من العلوم الحديثة نسبياً بالمقارنة بالعلوم الاجتماعية الأخرى مثل: الاقتصاد، وعلم الإنسان، والتاريخ، وعلم النفس، وبالتالي فهو ظهر كردّ أكاديمي على تحدي الحداثة، فعلم الاجتماع لا يمكن أن ينفصل عن تاريخ الفلسفة الاجتماعية، وبالتالي ارتبطت نشأة علم الاجتماع بنشوء الفلسفة مثل بقية العلوم الأخرى، حيث إنّ علم الاجتماع لا يمكن أن يفهم الواقع دون إطار فلسفي يعود إليه في تجريد الظاهرة الاجتماعية، والربط بين معطياتها ومعطيات المجتمع والتاريخ.

تطور علم الاجتماع بعد أن حصل على استقلاله الذاتي، وذلك بفعل تعقّد الحياة الاجتماعية الذي أدّى إلى تشعبه إلى عدة ميادين مختلفة، بحيث يدرس كل منها جانباً من جوانب الحياة الاجتماعيّة.

مراحل تطور علم الاجتماع

ساهم الكثير من علماء علم الاجتماع بشكل بارز في تطور العلم بشكل كبير، وكان للعلماء المسلمين دوراً عظيماً أيضاً في دراسة المجتمع وبخاصّة في عصر النهضة العربية الإسلامية التي كانت في العصور الوسطى، وبالتالي فقد حقّق علم الاجتماع تقدّماً هامّاً حتى أصبح علماً مستقلاً في أواخر القرن التاسع عشر وأثناء النصف الأول من القرن العشرين، ومن بين أولئك العلماء المساهمين في تطوّره:

ابن خلدون

يرى ابن خلدون أنّ المجتمعات الإنسانية قد مرت في ثلاث مراحل وهي النشأة، والنضج والاكتمال، والهرم والشيخوخة حيث يفنى المجتمع، وقام بتقسيم المجتمع إلى قسمين، بدوية وتمتاز بالبساطة والخشونة والشجاعة والكرم، وحضرية وتمتاز بالرقة والترف، كما أكّد ابن خلدون أن البيئة الجغرافية تؤثر على الحياة الاجتماعية، وركز على السلطة وأدرك أهميتها في الحفاظ على المجتمع والدولة، وبذلك فقد حدد ابن خلدون موضوعات علم الاجتماع ورسم منهجه، إلا أنّ آراءه لم تنتنشر في عصره.

أوجست كونت

هو عالم فرنسي وأول من أطلق اسم علم الاجتماع على هذا النوع من الدراسات حيث يرى أن الحياة الاجتماعية تحكمها قوانين كسائر الأشياء الطبيعية، وقسّم كونت علم الاجتماع إلى قسمين رئيسيين هما الاستاتيكا الاجتماعية: والذي يهتم بدراسة البناء الاجتماعي من منظور التكوين والدور في المجتمع، كما حدّد ثلاثة عوامل تربط المجتمع كوحدة استاتيكية وهي الدين، واللغة، وتقسيم العمل، بالإضافة إلى أنّه قدّم المراحل الثلاث وهي اللاهوتية وهي أفكار البشر التي تركز على القواعد الدينية فقط، والميتافيزيقية والتي ينتشر فيها الوحدة الاجتماعية والأفكار الفلسفية، والعلمية أو الوضعية والتي تنتشر فيها استخدام القوانين، والفكر العلمي دون تدخل العوامل الشخصية.

أميل دور كايم

هو عالم فرنسي أصدر أول مجلة اجتماعية في باريس، وألّف الكثير من الكتب في علم الاجتماع وأهمّها تقسيم العمل، وقواعد المنهج في علم الاجتماع، والانتحار، وقام بتقسيم دور المجتمعات الإنسانية من ناحية التضامن إلى قسمين، تضامن آلي ويشمل المجتمعات البسيطة، وتضامن عضوي ويشمل المجتمعات المعقّدة.

ماكس فيبر

هو ألماني الجنسية كتب عن الدين، والسياسة، والسلطة، والبيروقراطية، كما اهتم بالرأسمالية ونشأتها، وقسّم السلطة إلى أنواع رئيسيّة وهي السلطة التقليديّة، والسلطة العقلانية القانونية، والسلطة الملهمة الكرزمية، وهو أكثر العلماء اهتماماً بمسألة الموضوعية في البحوث الاجتماعية، وتعتبر بحوثه في مجال الإدارة، والاقتصاد، والسياسة أهمّ المراجع للعاملين في تلك الميادين.

تالكوت بارسونز

هو عالم اجتماع أمريكي الجنسية اهتم بدراسة علم البيولوجيا، وهو العلم الذي يقوم على دراسة الحياة مثل النموّ النباتي والوظيفي، واعتبر المجتمع على أنّه نظام اجتماعي وله أربعة وظائف وهي: التكيف، والتكامل، والصيانة، وتحقيق الأهداف.