مفهوم علم الاجتماع الريفي

علم الاجتماع الريفي

هو من أحدِ أقسام علم الاجتماع العام، والذي يهتمُّ بدراسةِ العوامل التي تؤدي إلى تطوّرِ المجتمعات الريفية، من خلال التعرف على الحاجات الرئيسية التي تساهمُ في تطوّرها، وأيضاً يُعرفُ علم الاجتماع الريفيّ، بأنّه العلمُ الذي يضع مجموعةً من الأبحاث حول الحياة الريفيّة، ويسعى لمتابعةِ التحوّلات التي ظهرت في مجتمع الريف منذ تأسيسه وصولاً إلى العصر الحديث، ويُساعدُ ذلك الباحثين في إدراكِ طبيعة البناء الاجتماعيّ لسكان الريف، والطُرق التي تساعدهم على تحسين حياتهم نحو الأفضل.

نشأة علم الاجتماع الريفي

لقد جذب هذا النوعُ من العلوم علماء الاجتماع، والمهتمين بدراسةِ الحياة الريفية، وتعودُ الدراسات الأولى حول هذا العلم إلى القرن التاسع عشر للميلاد، والذي قدّم فيه مجموعةٌ من علماء الاجتماع مثل: ألوفشن، ومورير، ووالتون، وغيرهم ملاحظاتهم الأولى حول أصولِ المجتمعات الريفية، والتأثيرات الحضاريّة الصناعيّة، والاقتصاديّة التي أثّرت على الحياة الاجتماعية لسُكانِ الريف.

نشرعالم الاجتماع جون جيلتي في عام 1916م كتابه الذي بعنوان علم الاجتماع الريفيّ، ويعتبرُ هذا الكتابُ أول كتابٍ مُخصص لدراسةِ حياة سكان الأرياف، والتغيّرات التي طرأت على المجتمعات في الريف، والمشكلات التي تواجه السكان الريفيين، وتم اعتماد هذا الكتاب كمرجعٍ لتدريس علم الاجتماع الريفي في العديدِ من المعاهد، والجامعات.

أصبح علم الاجتماع الريفي في عام 1935م من العلوم الإنسانية المُهمّة، فصدرت مجلةٌ خاصةٌ بدراسات علم الاجتماع الريفي، ثمّ تمّ إنشاء جمعيةٍ للمحافظة على الوثائق، والدراسات الخاصة بهذا العلم، واهتمت العديدُ من المنظمات العالميّة بمتابعةِ علم الاجتماع الريفيّ بصفته من أحد أنواع العلوم المُهمّة، والمُؤثّرة ومن أهم هذه المنظمات، منظمة اليونسكو العالميّة للتراث.

موضوعات علم الاجتماع الريفي

  • دراسةُ أنماط الحياة في القُرى في ظلِ العلاقات الاجتماعيّة التي تربطُ بين السكان.
  • متابعةُ التركيبة السكانية لأهل الريف، أي التعرفُ على عددِ المواليد، والوفيات، وغيرها من الإحصاءات الأخرى.
  • متابعةُ الهجرة من مجتمع الريف، إلى مجتمع المدينة، والوقوف عند الأسباب التي أدّت إلى الهجرة.
  • التركيزُ على معرفةِ الفروقات بين سكان المدينة والريف.
  • دراسةُ مستوى معيشة أهل الريف، من خلال التعرف على طبيعة مصادر دخل الأفراد، والعائلات.
  • الاهتمامُ بمُلاحظةِ النظم الاجتماعيّة في الريف، والمقصود بها العادات الريفيّة العامّة، مثل: الزواج، وإقامة الاحتفالات.

قضايا علم الاجتماع الريفي

يهتمُ علم الاجتماع الريفيّ بالتعرفِ على مجموعةٍ من القضايا التي تواجه سكان الريف، وتؤدي إلى التأثيرِ على سير حياتهم بشكلٍ سلبي، ومن أهم هذه القضايا:

  • عدم وجود عددٍ كافٍ من وسائل النقل، والتي تُؤدّي إلى عرقلة الحياة اليومية لسُكانِ الريف، وخصوصاً الذين يعملون في القرى الأخرى، أو في المدن.
  • غياب الأعداد المناسبة للمدارس، والذي يُؤدّي إلى اكتظاظ مدارس الريف؛ بسبب زيادة أعداد الطلاب، والتي لا تتناسبُ مع القدرة الاستيعابيّة للمدارس.
  • عدم القدرة على توفير وسائل الاتصال، وشبكة الإنترنت في أغلب قرى الريف، وينتجُ عن ذلك حرمان الكثير من السكان من التواصل مع أقاربهم الذين يعيشون في أماكن بعيدةٍ عنهم.