قوة الشخصية في علم النفس
الشخصية
بدأ الاهتمام بدراسة الشخصية منذ القرن الأول الميلادي تقريباً عندما قسم أبقراط النفس البشرية إلى أربعة أقسام ومن خلال التوازن بينهم تتحدد شخصية الإنسان، وفي العصر الحديث ومع نشأة علم النفس وظهوره كدراسة مستقلة تماماً عن الفلسفة حاولت كلّ مدرسة نفسية وضع تعريف دقيق للشخصية، وأجمعت كلّ النظريات على أنّ الشخصية هي مزيج من العواطف وأنماط السلوك والاستجابة للفرد، وتتحدد تلك الأنماط بناء على العديد من العوامل الوراثية والاجتماعية التي تؤثر في الصحة النفسية للفرد، كما يرجع اهتمام العديد من الأشخاص والباحثين بدراسة الشخصية إلى محاولات تطوير الشخصية وتنميتها بتحديد أهم عناصر قوة الشخصية.
صفات الشخصية القوية في علم النفس
الهدوء
إنّ أول ما يظهر على صاحب الشخصية القوية بحسب علماء النفس هو الهدوء والقدرة على السيطرة على الغضب والانفعالات، وهو الأمر الضروري للتفكير الموضوعي والمنطقي قبل اتخاذ أي قرار أو التسرع في أي موقف بسيط بصورة قد تؤدي إلى حدوث عواقب غير مرغوبة.
الالتزام بالمبادئ
إنّ وجود نسق من القيم والمبادئ الحميدة يعدّ محركاً أساسياً لأصحاب الشخصية القوية، حيث إنّ الإيمان بأفكار عليا كالتواضع والأمانة والصدق في الأقوال والأفعال مهما تغيرت الظروف يجعل الفرد محل ثقة من الآخرين، كما يكتسب ودهم واحترامهم بصورة عظيمة، ويعدّ الإيمان بمبادئ عليا من أهم أسباب الصحة النفسية، مما ينعكس على التصرفات بصورة عامة ويوضح مدى قوة الشخصية.
الثقة بالذات
يتعامل أصحاب الشخصية القوية مع أنفسهم من خلال رؤية مهمة تتجلى في الثقة بالنفس والقدرات، وعدم الاهتمام بآراء الآخرين غير المجدية سواء كانت إيجابية أم سلبية، ذلك أنّ الدوافع التي تحركهم هي ذاتية محضة وليست لإرضاء الغير أو اكتساب ودهم، والشق الآخر هو العمل المتواصل على تنمية القدرات بالتعلم سواء من التجارب المختلفة بما تحمله من نجاحات أو عثرات، أم بزيادة المعارف واكتساب مهارات جديدة دائماً بالاهتمام بالثقافة والعلوم المختلفة.
تحمل المسؤولية
عندما يتخذ الفرد صاحب الشخصية القوية أحد القرارات فإنّه يكون مسؤولاً عن تنفيذه بشكل كامل، حيث ينبع ذلك من إيمانه بقدراته ووجوب الحفاظ على الوعود والقرارات، لذا فإنّ الإرادة والتصميم من أهم مظاهر قوة الشخصية، وهو الأمر المثير للإعجاب من الآخرين، كما أنّ المسئولية تتجلى في القدرة على التحلي بالشجاعة الكافية للاعتراف بالخطأ ومحاولة إصلاحه، وهو الأمر الذي يفتقده أصحاب الشخصيات الضعيفة الذين يحاولون دائماً التهرب من الأخطاء بمداراتها أو إنكارها.