مكونات الكواكب

مكوّنات كواكب المجموعة الشمسية

تنقسم كواكب المجموعة الشمسية إلى قسمين رئيسيين، إذ يختلف كلّ منهما في طبيعة المواد المكوّنة له، وهذان القسمين هما: الكواكب الأرضية، أو ما يُعرف بالكواكب الداخلية، والتي تضمّ: كوكب الأرض، وعُطارد، والزُهرة، والمريخ، إذ تتكوّن جميع هذه الكواكب بشكل رئيسيّ من الصخور، والمعادن المختلفة، والكواكب الخارجية، أو الكواكب الغازيّة العملاقة، والتي تضمّ: كوكب المُشتري، وزُحل، ونبتون، وأورانو، إذ تتكوّن كواكب هذه المجموعة بمعظمها من العناصر الغازية، بالإضافة إلى الماء،[١] وفي ما يلي نظرة مُكثّفة لطبيعة مُكوّنات كلّ من هذه الكواكب:

ولمعرفة المزيد حول كواكب المجموعة الشمسية يمكنك قراءة مقال خصائص كواكب المجموعة الشمسية

مكوّنات الكواكب الداخلية في المجموعة الشمسية

تمتاز الكواكب الداخلية بكثافتها الكبيرة، والتي تصل إلى نحو أربعة أضعاف كثافة كوكب المُشتري الغازيّ، وتحاط هذه الكواكب بغلاف جويّ مُنفصل عن أسطحها الصلبة التي تتكوّن بشكل رئيسيّ من مركبات السيليكات الغنية بالعديد من العناصر المختلفة، كالحديد، والصوديوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والأكسجين، والسيليكون، وغيرها.[٢]

ولمعرفة المزيد حول أنواع الكواكب يمكنك قراءة مقال أنواع الكواكب

مكوّنات كوكب عطارد

يُعدّ كوكب عُطارد (بالإنجليزية: Mercury) ثاني أكثر الكواكب كثافة بعد كوكب الأرض، ويتكوّن من نواة ضخمة من المعدن تُشكّل النسبة الأكبر من حجمه، إذ يبلغ نصف قطرها ما يُقارب 2,074كم، وهو ما يُعادل 85% من نصف قطر الكوكب بأكمله، في ما يتوزّع باقي حجم الكوكب على القشرة الخارجية المحيطة به، والتي تبلغ كثافتها نحو 400كم،[٣] ولكوكب عُطارد سطح يُشبه بحدّ كبير سطح قمر كوكب الأرض، إذ يظهر على هذا السطح العديد من الحفر، والفوّهات التي تكوّنت نتيجة لتساقط الأجرام السماوية عليه في عمر مُبكّر من وقت تكوُّن النظام الشمسيّ، ونشأة الكوكب نفسه، ويتراوح طول هذه الحفر من 100م، إلى ما يزيد عن 1كم، كما يحتوي كوكب عطارد على العديد من المنحدرات التي يصل ارتفاع بعضها إلى 3كم.[٤]

يجدر بالذكر أنّ الغلاف الجويّ المُحيط بكوكب عطارد يتكوّن بشكل رئيسيّ من طبقة الإكسوسفير الرقيقة، والتي تتكوّن من العديد من ذرات العناصر المختلفة، كالأكسجين، والصوديوم، والبوتاسيوم، والهيليوم، والهيدروجين، والتي انفصلت عن سطح الكوكب نتيجة للرياح الشمسية، أو النيازك التي تصطدم به.[٣]

مكوّنات كوكب الزهرة

يمتاز سطح كوكب الزُهرة بنسبة جفاف عالية جداً، ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة في غلافه الجويّ، إلى جانب تعرّضه للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، ممّا أدّى إلى تبخّر المياه التي يُعتقد أنّها تواجدت على سطحه في يوم من الأيام، ويجدر بالذكر تنوّع التضاريس على سطح كوكب الزهرة بين التضاريس الجبلية التي تشكّل ثلث مساحة السطح موزّعة عبر ستّ مناطق، والسهول الشاسعة المُمتدّة على ثلثيّه، والتي تتميّز بانتشار آلاف البراكين فيها، وبالانتقال إلى الأعلى فإنّ الغلاف الجوي لكوكب الزُهرة مليء بالأوزون، إذ يتكوّن بشكل رئيسيّ من غاز ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى السحب المكوّنة من حمض الكبريتيك، كما يحتوي أيضاً على نسب ضئيلة من الماء، وبعض العناصر الغازية الأخرى، كالهيليوم، وغيره.[٤]

مكوّنات كوكب الأرض

يتكوّن كوكب الأرض بشكل رئيسيّ من الحديد، والأكسجين، والسيليكون، والمغنيسيوم، وغيرها من العناصر التي تشكّل نسبة تتجاوز 90% من كتلة الكوكب، ويجدر بالذكر اختلاف التركيب الكيميائيّ، والمعدنيّ، والفيزيائي بين طبقات الأرض المختلفة تبعاً لتغيّر بُعدها عن المركز، ويعود السبب في ذلك إلى اختلاف درجات الحرارة، والضغط، وطبيعة المواد المُكوّنة لكلّ طبقة منها، فمثلاً يتركّز في نواة كوكب الأرض الغنيّة بالمعادن ما نسبته 85-90% من كمية الحديد الموجودة في كامل الكوكب، في حين تحتوي قشرة الكوكب على كمية قليلة من الحديد تُعادل ما مقداره أقلّ من 0.1% من كمية الحديد الكلية المكوّنة للأرض، إلّا أنّها في المقابل تحتوي على كمية وفيرة من اليورانيوم، هذا ويفصل بين النواة، والقشرة طبقة غنيّة بالسيليكات تُعرف باسم السِتار.[٥]

تُعدّ القشرة الصخرية هي الطبقة الصلبة الموجودة على كوكب الأرض، وتتكوّن بشكل رئيسيّ من صخور قليلة الكثافة، وذات عرضة كبيرة للانصهار، هذا وتنقسم القشرة الصخرية إلى قشرة قارية، وأخرى محيطية، وفي حين أنّ القشرة القارية تتكوّن بأغلبها من صخور الجرانيت، وتمتّد على مسافة 50كم أسفل القارّات، فإنّ القشرة المحيطية تتكوّن بشكل بمعظمها من صخور البازلت، وصخور غابرو (بالإنجليزية: Gabbro)، وتمتدّ على مسافة تتراوح بين 5-10كم أسفل المحيطات،[٦] أمّا في ما يخصّ الغلاف الجويّ لكوكب الأرض، فهو عبارة عن طبقة رقيقة تتكوّن من مجموعة من الغازات المختلفة، كالنيتروجين الذي يُشكّل ما نسبته 87% من مجموع غازات الغلاف الجويّ، والأكسجين الذي يُشكّل 21% منها، بالإضافة إلى الغازات، والمواد الأخرى.[٧]

مكوّنات كوكب المريخ

يحتلّ كوكب المريخ المرتبة الرابعة من حيث البعد عن الشّمس، ويبلغ قطره نصف قطر الأرض تقريباً، ويُعرف المريخ بالكوكب الأحمر، وذلك لاحتوائه على غبار أحمر اللّون يُغطّي سطحه، بالإضافة إلى تأكسد صخوره الغنية بالحديد في الفترة التي تواجد فيها الماء على سطحه، ونتيجة لتكاثف غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجويّ للكوكب، فقد ظهر على سطحه مناطق عُرفت باسم الجليد الجافّ (بالإنجليزية: Dry Ice)، هذا ويحتوي كوكب المريخ على مساحة مُمتدّة من المناطق الجافة، ويتكوّن سطحه بشكل رئيسيّ من صخور السيليكات البازلتية التي تُشبه إلى حدّ كبير مكوّنات القشرة المحيطية الخاصّة بكوكب الأرض، أمّا الغلاف الجويّ لكوكب المريخ فيتميّز بكونه رقيقاً جداً، إذ تقلّ سماكته عن سماكة الغلاف الجويّ للأرض بمقدار مئة ضعف، ويتكوّن بمعظمه من غاز ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى نسب قليلة من غازات الأكسجين، والنيتروجين، وغيرها.[٤]

مكوّنات الكواكب الخارجية في المجموعة الشمسية

تُعرف الكواكب الخارجية أيضاً باسم كواكب جوفيان (بالإنجليزية: Jovian planets)، وهي كواكب مُغايرة للكواكب الأرضية الداخلية من حيث مكوّناتها، فهي تحتوي على أنوية صغيرة، وكثيفة، وتُحاط تلك الأنوية بعدة طبقات مكوّنة بشكل رئيسيّ من غازيّ الهيدروجين، والهيليوم، ممّا يجعلها تفتقر إلى الأسطح ذات الطبيعة الصلبة.[٨]

مكوّنات كوكب المشتري

يُعتقد أن نواة كوكب المُشتري تتكوّن بشكل رئيسيّ من خليط من معادن الحديد، والنيكل، بالإضافة إلى الصخور، والتي توجد في ظلّ درجات حرارة تزيد عن عشرين ألف درجة مئوية، هذا ويتكوّن كوكب المُشتريّ بمعظمه من غازيّ الهيدروجين، والهيليوم، لذا فإنّه لا يمتلك سطحاً صلباً، ويجدر بالذكر أنّ غاز الهيدروجين يشكّل غلافاً جوياً شفافاً في الجزء الأعلى من الكوكب، إذ يتواجد تحت هذا الغلاف طبقات من السُحب، وعند النزول للأسفل منها فإنّ جوّ الكوكب يصبح أكثر دفئاً، وكثافةً، ممّا يؤدّي إلى تحوّل الهيدروجين تدريجياً في هذه الطبقة ليتّخذ الحالة السائلة بدلا من الغازية، والتي تمتدّ إلى عمق الكوكب حيث الضغط الهائل جداً.[٩]

مكوّنات كوكب زحل

يُعدّ غازيّ الهيدروجين، والهيليوم المُكوّنين الرئيسيين للغلاف الجويّ لكوكب زُحل، ويمتاز هذا الكوكب بمتوسط كثافة قليلة تعادل ما يُقارب ثلثي كثافة الماء، ويتكوّن من عدة طبقات أعلاها طبقة من غيوم الأمونيا، وتليها طبقة من غيوم كبريتيد هيدروجين الأمونيوم، ثمّ تأتي السحب المكوّنة من الماء لتُشكّل أدنى هذه الطبقات، ويحتوي الغلاف الجويّ للكوكب، وتحديداً أسفل الغيوم على عنصر الهيدروجين الذي تزداد كثافته ليصبح في الحالة السائلة، أمّا نواة كوكب زُحل فتتكوّن من الصخور، والحديد، والنيكل.[٩]

مكوّنات كوكب أورانوس

يتميّز كوكب أورانوس كباقي الكواكب الخارجية الأخرى بتركيبه الغازيّ الذي يتكوّن بمعظمه من غازيّ الهيدروجين، والهيليوم، بالإضافة إلى كميات قليلة من غاز الميثان الموجودة في غلافه الجويّ، كما يحتوي هذا الكوكب على طبقة من سوائل الماء، والأمونيا ذات درجة الحرارة العالية، والتي تُحيط بنواة الكوكب التي يعتقد العلماء أنّها تتكوّن من خليط معدنيّ من الحديد، والنيكل، بالإضافة إلى الصخور.[٩]

مكوّنات كوكب نبتون

يتمتّع كوكب نبتون بتركيب مُشابه لتكوين كوكب أورانوس، إذ تُعدّ غازات الهيليوم، والهيدروجين، والميثان الغازات الأساسية المُكوّنة لغلافه الجويّ، ويحتوي الكوكب في طبقاته العليا على الغيوم التي يكون الغلاف الجويّ أسفلها سميكاً، وذي حرارة مُرتفعة، كما يتضمن الكوكب طبقة سفلى من الهيدروجين السائل الذي قد يتصلّب ليصبح معدنياً في منطقة الجزء العلويّ من النواة، والتي تُعدّ بدورها أكبر نواة بين جميع الكواكب الغازيّة الأخرى، ويعود السبب في ذلك إلى الكثافة العالية التي يتميّز بها كوكب نبتون مقارنة بتلك الكواكب، إهذا وتتكوّن نواة كوكب نبتون من خليط معدنيّ من الحديد، والنيكل، بالإضافة إلى الصخور.[٩]

وللتعرف أكثر على كواكب المجموعة الشمسية يمكنك قراءة المقال ما هي المجموعة الشمسية

المراجع

  1. “What are planets made of?”, www.qrg.northwestern.edu, Retrieved 28-2-2020. Edited.
  2. “The Terrestrial Planets”, www.earthguide.ucsd.edu, Retrieved 28-2-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “Mercury”، www.solarsystem.nasa.gov,21-1-2020,Retrieved 28-2-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت “The Terrestrial planets”, www.esrl.noaa.gov,Page 4,6, Retrieved 28-2-2020. Edited.
  5. Clark R. Chapman, Jonathan I. Lunine ،Raymond Jeanloz (3-2-2020)، “The Interior”، www.britannica.com, Retrieved 28-2-2020. Edited.
  6. Clark R. Chapman, Jonathan I. Lunine ,Raymond Jeanloz (3-2-2020)، “The Outer Shell”، www.britannica.com, Retrieved 28-2-2020. Edited.
  7. Clark R. Chapman, Jonathan I. Lunine ,Raymond Jeanloz (3-2-2020)، “The atmosphere”، www.britannica.com, Retrieved 28-2-2020. Edited.
  8. “Giant Planets”, www.lasp.colorado.edu,8-2007، Retrieved 28-2-2020. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث “Gas Giant Interiors”، www.solarsystem.nasa.gov,18-3-2019, Retrieved 28-2-2020. Edited.