أين يقع ثقب الأوزون

طبقة الأوزون

طبقة الأوزون (بالإنجليزية: The Ozone Layer) هي منطقة في الغلاف الجوي لكوكب الأرض والتي تحتوي على أكثر من (91٪) من الأوزون الموجود في الغلاف الجوي للأرض، والأوزون هو غاز مكوّن من ثلاث ذرات من الأكسجين، ورمزه الكيميائيّ (O3)، يتكوّن الأوزون عندما تحلّل أشعة الشَّمس جزيئات الأكسجين (O2) إلى ذرات أكسجين (O) منفصلة تتحرك بحريّة في الغلاف الجوي، ثم ترتبط إحدى هذه الذرات بجزيء أكسجين (O2) لتكوين الأوزون غير المستقر، الذي تحلّله الأشعة فوق البنفسجيّة من جديد إلى جزيء أكسجين وذرة أكسجين، وتتكرّر عمليّة الاتحاد، والانفصال طوال الوقت في طبقة الأوزون. لطبقة الأوزون أهميّة خاصّة في حياتنا فهي تمتص الأشعة فوق البنفسجيّة التي تسبب سرطان الجلد.[١]

ظهر في سبعينيات القرن الماضي مصطلح استنزاف، أو نضوب الأوزون (بالإنجليزية:Ozone depletion)، ويرتبط هذا المصطلح بظاهرتين مرتبطتين، أولاهما انخفاض نسبة غاز الأوزون في طبقة الأوزون، والثانية ثقب طبقة الأوزون (بالإنجليزية: Ozone Hole) الذي يصف الانخفاض الربيعيّ الكبير في طبقة الأوزون حول المناطق القطبيّة.[٢]

مكان ثقب الأوزون

في عام (1984) اكتشف فريق من بعثة الاستكشاف البريطانيّة للقطب الجنوبي (British Antarctic Survey) وجود انخفاض في تركيز الأوزون في الطبقة السفلى من الغلاف الجويّ فوق القارة القطبيّة الجنوبيّة، وتم استخدام مصطلح “ثقب الأوزون” للتعبير عن انخفاض تركيز الأوزون عن (220) وحدة دوبسون. في عام 1985 قدّم الفريق تقريراً عن انخفاض تركيز الأوزون في القطب الجنوبيّ في شهر كانون الثاني بنسبة (10%) مقارنةً بالنسب المعتادة خلال هذا الشَّهر، ومنذ ذلك الوقت ازداد الوضع سوءاً، إذ وصلت نسبة نضوب الأوزون إلى (50%) وفي بعض المستويات قد تصل إلى (90%) خلال الفترة التي تتزامن مع الدوامة القطبيّة التي تسبب حدوث تفاعلات كيميائيّة تؤدي إلى تحرير أشكال نشطة من مركبات الكلوروفلوروكربون CFCs (بالإنجليزية: chlorofluorocarbons) التي تدمر الأوزون، مع ارتفاع درجة الحرارة أثناء الربيع تتعافى طبقة الأوزون من جديد.[٣]

في منطقة القطب الشمالي خلافاً لمنطقة القطب الجنوبي تكون دورة تحلل الأوزون وتكونِّه أكثر انتظاماً، كما أنها أقل برودة، والسحب أقل انتشاراً، مما يعني أنَّ احتمال حدوث ثقب في الأوزون في منطقة القطب الشمالي قليل، بالرغم من ذلك فقد شهدت المنطقة في آذار من عام 2011 انخفاضاً في تركيز الأوزون، إلا أنَّه لم يستمر طويلاً، وقد شهدت مناطق في نصف الكرة الشَّماليّ استنزافاً للأوزون بنسبة تتراوح بين 10-15% في تسعينيات القرن الماضي، إلا أنها تتعافى ببطء، وبشكلٍ عام فإن نسبة استنزاف الأوزون في المناطق المداريّة والعالميّة لم يتجاوز 3%.[٤]

أسباب استنزاف طبقة الأوزون

توجد الكثير من النظريات التي تفسّر أسباب استنزاف طبقة الأوزون، وثقب الأوزون، منها:

  • مركبات الكلوروفلوروكربون الصناعيّة: وهي مركبات تحتوي على الكلور، والفلور، والكربون، وفي بعض الأحيان الهيدروجين، وهي تدخل في تصنيع عوامل النفخ لتكوين الرغوة، والثلاجات، والمذيبات، والرذاذات. وتحلّل الأشعة فوق البنفسجية في طبقة الستراتوسفير هذه المركبات وتكوِّن الكلور، الذي يحلّل الأوزون (O3) إلى جزيئات أكسجين (O2).[٥]
  • مركبات بروميد الميثيل، وتترافلورو الأثيلين المعروف تجاريّاً بالهالون: عند تحلل هذه المركبات في طبقة الستراتوسفير ينبعث منها البروم الذي يُدمر طبقة الأوزون.[٥]
  • دوامة القطب الجنوبي: وهي رياح قوية تستقرّ فوق القطب الجنوبي خلال فترة الشتاء، وتنقل مركبات النيتروجين التي تتولد في الجزء العلوي لطبقة الستراتوسفير إلى الجزء السفلي، وفي الربيع تتسبب أشعة الشمس بتحليل هذه المركبات إلى أول أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد النيتروجين التي تدفع الأوزون بعيداً عن منطقة القطب الجنوبي.[٥]
  • التغيّر المناخي الناتج عن النشاط البشريّ الذي قد يؤدي إلى زيادة كمية أكاسيد النيتروجين التي تنتقل إلى الجزء السفلي من طبقة الستراتوسفير.[٦]
  • الثورات البركانية: تسبب البراكين اندفاع مواد تزيد من استنزاف الأوزون في طبقة الستراتوسفير، كما حدث عند انفجار بركان جبل بيناتوبو في الفلبين عام (1991).[٤]

أضرار استنزاف طبقة الأوزون

إنّ استنزاف طبقة الأوزون يعني وصول الأشعة فوق البنفسجيّة إلى الأرض بشكل كبير، ممّا يُؤدّي إلى أضرار صحيّة أهمّها:

  • انتشار سرطان الجلد، وسرطان العين، وضربات الشمس.[٧]
  • انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعيّة.[٧]
  • انتشار مرض إعتام عدسة العين، وحالات العمى.[٢]
  • تلف الحمض النووي الرايبوزي منقوص الأكسجين DNA [٢]
  • ارتفاع درجات الحرارة العالميّة، وذلك لأنَّ ثقب الأوزون يغيِّر نمط حركة الرياح، مما يدفع الغيوم باتجاه القطب الجنوبي، تؤثر هذه الهجرة في قدرة الغيوم على أن تعكس أشعة الشمس مما يزيد من كميّة الأشعة التي تصل إلى كوكب الأرض.[٨]

الجهود الدوليّة لحل مشاكل استنزاف الأوزون

بعد تزايد المخاوف من أضرار استنزاف الأوزون، وثقب الأوزون، تنبه المجتمع الدوليّ لضرورة اتخاذ إجراءات سريعة للحد من المشكلة، وهذا ما دعا إلى إبرام اتفاقية مونتريال (Montreal Protocol) عام 1987 التي تنص على منع استخدام المواد الكيميائية التي يُعتقد أنَّ لها دوراً في استنزاف الأوزون، واستبدال مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs) بمركبات (HCFCs) المكونة من الهيدروجين، والكلور، والفلور، والكربون، والتي تعد أقل تدميراً لطبقة لأوزون على أن يتم استبدالها مستقبلاً بمركبات الكربون الهيدروفلورية (HFCs) التي لا تؤثر في طبقة الأوزون. ويشير علماء ناسا إلى أنَّ مستوى المواد الكيميائية التي تضر طبقة الأوزون قد بدأت بالفعل بالانخفاض، وأنَّ من المتوقع أن تعود مستويات الأوزون إلى مستويات عام (1980) بحلول عام (2032)، ويعود الفضل لهذه الاتفاقية بتجنب حدوث الأسوأ، إذ يعتقد العلماء أنّ ثلثَي طبقة الأوزون كانت معرضة للنضوب بحلول عام (2065)، مما يزيد من الأشعة فوق البنفسجيّة التي تصل إلى الأرض.[٧]

المراجع

  1. Fraser Cain (Updated 24-12-2015), “WHAT IS THE OZONE LAYER?”، UNIVERSE TODAY, Retrieved 11-4-2017. Edited.
  2. ^ أ ب ت Rinkesh, “What is the Ozone Hole”، Conserve Energy Future , Retrieved 12-4-2017. Edited.
  3. “The Ozone Hole”, The Ozone Hole, Retrieved 12-4-2017. Edited.
  4. ^ أ ب “The Ozone Layer”, British Antarctic Survey ,18-5-2015، Retrieved 12-4-2017. Edited.
  5. ^ أ ب ت “أوزون”، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 12-4-2017. بتصرّف.
  6. “Man and Nature Combine to Create Ozone Holes”, LIVE SCIENCE,28-9-2011، Retrieved 12-4-2017.
  7. ^ أ ب ت Wynne Parry (7-12-2011), “Climate Success Story: Saving the Ozone Layer”، LIVE SCIENCE, Retrieved 12-4-2017. Edited.
  8. Denise Chow (8-8-2013), “Is the Antarctic Ozone Hole Causing Warming?”، LIVE SCIENCE, Retrieved 12-4-2017. Edited.