ما أهمية تكرار إجراء التجربة العلمية

التجارب العلمية

تعدّ التجارب العلمية أحد الأسس الرئيسية الذي تقوم عليها الأبحاث العلمية والاكتشافات والاختراعات الجديدة وغيرها، فيتمّ إجراء التجارب العلمية من أجل تدعيم نظرياتٍ سابقةٍ أو اختبار مدى صحتها ومن أجل التوصل إلى اكتشافاتٍ أو اختراعاتٍ جديدةٍ عن طريق مراقبة التجربة العلمية، فالتجارب العلمية في العادة هي الطريقة الأمثل لإثبات المواضيع العلمية، ومراقبة هذه التجارب هي الطريقة الأمثل لتفسير الظواهر الطبيعية من حولنا.

ولكنّ التجارب العلمية يجب أن تضبط بالعديد من الضوابط المختلفة والمحددة حتى يتمّ اعتمادها والأخذ بها، وقد تختلف بعض هذه الضوابط أو القوانين من تجربةٍ لأخرى، إلّا أنّ القانون الذي ينص على إعادة التجربة عدة مراتٍ من أجل اعتمادها هو أحد القوانين الثابتة في العلوم جميعها، فلا يمكن على الإطلاق الموافقة على نتائج تجربةٍ ما تمّ إجراؤها مرةً واحدةً فقط، فيمضي العلماء في العادة وقتاً كبيراً في إعادة التجارب العلمية، وملاحظة ما يحدث خلالها في كلّ مرةٍ وتسجيل الملاحظات في كلّ مرةٍ من أجل التأكد من هذه التجربة، ويوجد العديد من الأسباب التي تدفع العلماء إلى إعادة التجربة للعديد من المرات.

أهميّة تكرار التجربة العلمية

  • إنّ السبب الرئيسي لإعادة التجارب العلمية والأكثر وضوحاً هو التيقّن من هذه النتائج، فلا يمكننا توقع أنّ هذه النتائج ستحصل في كلّ مرةٍ إن لم نعد التجربة، وخاصةً في التجارب المخبريّة، فيوجد في العادة العديد من العوامل التي تؤثر في التجربة العلمية كالطقس والضغط وحتى الاهتزازات البسيطة في بعض التجارب، ولهذا لا يمكننا أن نتوقّع أن النتيجة التي حصلنا عليها في أوّل تجربةٍ هي النتيجة المتوقّعة دائماً وليست نتيجةً استثنائية.
  • تُستخدم التجارب العلمية كما ذكرنا من أجل مراقبة التجربة وتسجيل الملاحظات، إلّا أنّه لا يمكن في تجربةٍ واحدةٍ مراقبة جميع النتائج والملاحظات التي قد تحدث، فلهذا يجب إعادة التجربة عدة مراتٍ من أجل تغطية جميع الملاحظات على التجربة، فعلى سبيل المثال يثبت العلماء في التجارب المخبرية جميع العوامل التي تؤثر في التجربة ويغيّرون عاملاً واحداً فقط في كلّ مرةٍ من أجل تحديد تأثير هذا العامل على التجربة.
  • قد يكون لتغييرٍ بسيطٍ في أحد معطيات التجربة أو العوامل التي تضبطها تأثيرٌ كبيرٌ على نتائج هذه التجربة، ولهذا يجب إعادة التجربة وتجريب جميع المعطيات الممكنة من أجل الوصول إلى جميع النتائج المتوقّعة، والتمكن من فهم العمليّة بشكلٍ كاملٍ ومن ثمّ تحويلها بصيغ معادلاتٍ أو معطياتٍ يمكن الرجوع إليها.
  • في حال إجراء التجارب العلميّة من أجل الصناعات في بعض الأحيان أو من أجل البحوث العلميّة يجب التدرب على القيام بالتجربة بالشكل الصحيح، ممّا سيمكّن العالم من إجراء التجربة بشكلٍ دقيقٍ وصحيحٍ في النهاية.
  • كما ذكرنا في السابق فإنّ تغييراً بسيطاً في المعطيات قد يغير النتائج، ولا يستطيع العلماء مهما حاولوا التحكم بجميع المعطيات بشكلٍ كامل، فلذلك تُعتبر النتيجة الأدق هي بأخذ متوسط هذه النتائج جميعها، وهو ما يمكننا ملاحظته على أكبر وجه في التجارب المتعلقة في الفيزياء.