كم عدد الخلايا في جسم الإنسان

عدد الخلايا في جسم الإنسان

عندما يتصوّر الإنسان أن جسمه يتكوّن من خلايا لا تُرى بالعين المجردة؛ يتبادر إلى ذهنه عدد الخلايا التي يتكوّن منها جسده، وبالتأكيد سيكون الرقم هائلاً وغير متساوٍ عند جميع البشر لاختلاف أحجامهم، لكن العلماء حاولوا تحديد عدد تقريبيّ لخلايا الإنسان، وبذلوا جهداً هائلاً لحسابه، وقد توصّلوا إلى أنّ العدد التقريبي لخلايا الإنسان 37.2 تريليون خليّة، وهذا من دون حساب الميكروبات والكائنات الدقيقة التي تعيش بالجسم، ويوجد في جسم الإنسان 50 مليار خلية دهنيّة، و2 مليار خلية في عضلة القلب، و35 مليار خلية جلد، وهذه النتائج لدراسة بعد الدراسة التي توصّل إليها كارل زيمر من ناشيونال جيوغرافيك، حيث قال إنّ الممكن أن تصل عدد الخلايا الموجودة بالإنسان إلى 70 تريليون خلية من حيث وزن الإنسان.[١]

أنواع خلايا جسم الإنسان

لا يوجد حتى الآن رقم دقيق تماماً لعدد خلايا جسم الإنسان التي قد تصل إلى تريليونات الخلايا كما ذُكر، لكنّ هذه الخلايا متنوّعة جداً وتختلف بالبناء والوظيفة والشكل والحجم، وهذه الخلايا التي تحمل الوظيفة والنوع نفسيهما تتّحد لتشكّل معاً ما يُعرف بالنسيج، والعديد من الأنسجة من أنواع خلايا مختلفة تشكّل معاً العضو، والعديد من الأعضاء تشكّل الجهاز، وعدة أجهزة تشكّل جسم الكائن الحيّ، وفي الإنسان تكون هناك عدة أنواع للخلايا مقسّمة حسب الوظيفة التي تقوم بها، ومن هذه الخلايا:[٢]

  • الخلايا الجذعيّة: وهي خلايا غير متخصّصة بوظيفة معيّنة، حيث تقوم هذه الخلايا بالتمايز إلى خلايا أخرى ذات وظيفة متخصّصة، وقد تم استغلال هذه الخلايا الفريدة علميّاً من أجل إنتاج خلايا تساعد على إصلاح أنسجة الإنسان المتضرّرة، وزراعة الأعضاء، وعلاج الأمراض.
  • خلايا الدم: هي خلايا متخصّصة بعمليات نقل الأكسجين والمناعة، وهي ضروريّة جداً لحياة الإنسان، ولخلايا الدم أيضاً أنواع أخرى تتميّز كل منها بوظيفة معيّنة، مثل خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدمويّة التي تساعد بتجلّط الدم.
  • خلايا الجلد: وتكوّن هذه الخلايا المرتبطة معاً بشكل جيّد ما يُعرف بالنسيج الطلائيّ، الذي يُساعد على حماية الأعضاء الداخليّة للجسم من الأضرار والجفاف والجراثيم.
  • الخلايا العصبيّة: هذه الخلايا مع الدماغ والنخاع الشوكي تشكّل معاً الجهاز العصبي، والتي تستقبل الإشارات لإرسالها للدماغ عبر النبضات العصبيّة.
  • الخلايا الجنسيّة (الجاميتات): وهي الخلايا التناسلية في جسم الإنسان، وتختلف في الشكل بين الذكر والأنثى، حيث تُسمّى في الذكر الحيوانات المنويّة، والتي تُنتجها الغدد التناسلية الذكرية، وتكون خلايا متحرّكة ولكل خلية سوط واحد يحرّكها، أما في الأنثى فتُسمّى البويضات، وتكون خلايا غير متحرّكة وذات حجم أكبر، وأثناء عملية الإخصاب يتحد حيوان منوي واحد مع بويضة ويكوّنان البويضة المخصّبة للجنين.

أنواع الخلايا في الكائنات الحية

صنّف العلماء الكائنات الحيّة اعتماداً على الخليّة في أسس التصنيف الحديثة للتسهيل على دارسي علم الأحياء، وتُصنّف الخلايا حسب نوع النواة، وكذلك تركيب الخلية.[٣]

أنواع الخلايا حسب نوع النواة

تتكوّن جميع الكائنات الحيّة من خلايا، من أكبر وأعقد الكائنات الحية مثل الإنسان حتى أبسطها كالبكتيريا، وتنقسم الخلايا حسب نوع نواتها إلى:[٣]

  • بدائيّة النواة: وهي خلايا بسيطة التركيب لا توجد فيها نواة حقيقيّة تشغل حيّزاً في الخلية، بل تكون المادة الوراثية (DNA) عبارة عن جزيء واحد مفرد.
  • حقيقيّة النواة: هي خلايا محاطة فيها النواة بغشاء يفصل مكوّناتها عن السيتوبلازم، وتكون أكثر تنظيماً من البدائيّة رغم تشابه بعض التراكيب بينهما.

أنواع الخلايا حقيقية النواة

تنقسم كذلك الخلايا حقيقيّة النواة إلى نوعين رئيسيين رغم تشابه أغلب مكوّناتهما، وهما:[٤]

  • الخلية النباتيّة: وهي الخلايا التي تحتوي على البلاستيدات الخضراء اللازمة للقيام بعمليّة البناء الضوئيّ، وتكون محاطة من الخارج بجدار خلويّ صلب، ولها شكل منتظم يشبه المستطيل أو المكعب، وتخزّن طاقتها على شكل نشا.
  • الخلية الحيوانيّة: وهي خلايا أصغر حجماً من الخلايا النباتيّة، ولا تحتوي على بلاستيدات خضراء أو جدار خلويّ، ويكون شكلها غير منتظم على عكس الخلايا النباتيّة، وهذه الخلايا تخزّن الطاقة فيها على شكل كربهيدرات وغلايكوجين.

اكتشاف الخلية

بدأ علماء الفلسفة والأحياء منذ القدم محاولاتهم لمعرفة ممّ تتكوّن أجسادنا، حتى تمّ وضع نظريّة الخلية والتي كانت أساساً لدراسة علم الأحياء الحديثة، وبُنيت عليها نظريّات أحياء مهمّة جداً كنظريّة التطوّر لداروين، وقوانين مندل للوراثة، والكيمياء الحيويّة المقارنة، ووُضِعت نظريّة الخليّة بشكلٍ رسمي سنة 1839 من قِبل العالمين ثيودور شوان وماتياس شلايدن، لكن العالم الإنجليزيّ روبرت هوك هو أول عالمٍ استحدث مصطلح الخلية، وكان ذلك سنة 1665 بعد اختراع المجهر من قِبل العالم أنطون فان ليفنهوك الذي يُعتقد أنه أول من رأى خليّة حية تحت المجهر.[٥]

نظرية الخلية

تقول نظريّة الخليّة إنّ وحدة البناء الأساسيّة لجميع الكائنات الحية هي الخليّة، وإنّ الخلية هي وحدة البناء والوظيفة في هذه الكائنات الحية. وهذه الخلايا جاءت من خلايا أخرى، حيث تستطيع الخلايا الانقسام وتكوين خلايا جديدة، وكل خلية تحتوي معلومات وراثيّة تنقلها للخلية التي انقسمت عنها، وحسب نظرية الخلية كل الخلايا في الكائنات الحية لها الأساس الكيميائيّ نفسه، كما أنّ كل عمليات الأيض والتفاعلات الكيميائية تحدث داخل هذه الخلايا.[٥]

المراجع

  1. Rose Eveleth (24-10-2013), “There are 37.2 Trillion Cells in Your Body”، SmithsonianMag, Retrieved 31-1-2017.
  2. Regina Bailey (5-8-2016), “Types of Cells in the Body”، About Education, Retrieved 31-1-2017.
  3. ^ أ ب تيرينس كاولينج (2015)، الخلية: مقدمة قصيرة جداً (الطبعة الأولى)، القاهرة: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، صفحة 7 و23 و131.
  4. Regina Bailey, “Animal Cells vs Plant Cells”، About Education, Retrieved 31-1-2017.
  5. ^ أ ب Dan Rhoads (5-11-2007), “History of Cell Biology”، Bitesizebio, Retrieved 30-1-2017.