مراحل الموت في القبر
موت الإنسان
يتكوّن جسم الإنسان من مجموعة خلايا حيّة في داخل كلّ واحدةٍ منها ساعةٌ حيويةٌ دقّتها تفوق استيعاب البشر مبرمجةً بشكلٍ دقيقٍ لتتحكم في العمليات الحيوية لجسم الإنسان طول فترة حياته، كتب الله لها عدداً محدداً من الدقات لا تتجاوزه ولا تنقص منه شيئاً وتكون آخر دقةٍ لها قبل الموت. قال تعالى: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)، فالموت حقّ والساعة حقّ.
الموت هو توقّف العمليّات والأنشطة الحيوية بأكملها نهائياً للكائن الحيّ؛ بحيث لا يمكن للجسم العودة إلى القيام بالوظائف الحيوية كالتنفّس والنموّ والأكل والشرب وغيره نهائياً.
مراحل تحلل الجسم
- تعتمد سرعة أو بطء تحلّل جثة المتوفى بعد دفنها في القبر على عدة عوامل أهمها درجة الحرارة، ونسبة الرطوبة في القبر أو المكان الذي يدفن فيه؛ فكما هو معروفٌ فإنّ تحلل الأجسام في الهواء الطلق يكون أسرع منه فيما لو دفن الشخص في التراب بسبب تأثر الجثة بعوامل الطقس بصورةٍ أكبر، كما أنّ وضع الجثة بتابوت يؤخّر في تحللها.
- بَعد الوفاة مباشرةً وقبل دفن الجثة تنخفض درجة الجسم بسبب توقّف العمليات الحيوية في الجسم فيظهر شحوبٌ بلون البشرة؛ إذ يصبح لون الوجه مائلاً إلى اللون الأصفر مع تصلّب في الأعضاء الخارجية، وإذا ما بقيت في العراء فإن الذباب يبدأ بالتجمّع عليها كونها تخرج منها رائحة تجذب الذّباب والحشرات إليها وتبدأ بوضع بيوضها في تجاويف وفتحات الجسم بكمياتٍ كبيرةٍ جداً، لذلك نرى بأنه من المألوف أن يسارع أهل المتوفي إلى دفن الجثة.
- يتحول لون الجثة إلى اللون الأزرق مع التيبس الكامل للجسم بحيث يصعب ثني اليد إلا بكسرها فقد أصبحت كقطعة خشبٍ بسبب توقف تدفق الدم إلى أجزاء الجسم فيتجمّع الدم في الأجزاء السفلى منه.
مراحل ما بعد الدفن
- أول ما يبدأ التغييرعلى ملامح الجثة في مَنطقة البطن بسبب احتوائِها من الداخل على الكثير من البكتيريا؛ فيبدأ التعفّن بها وتتكوّن نتيجة ذلك الغازات فينتفخ البطن بسبب عدم وجود مخرج لهذه الغازات.
- يبدأ الجلد بالانكماش فتبرز شرايين الجثة وأوردتها.
- تخرج من الجثة رائحةٌ كريهةٌ جداً لا يتحمّل الإنسان الحي استنشاقها.
- تختفي مَلامح الوجه نهائياً فلا تتبقّى إلا عظام الوجنتين فتبرزان إلى الأمام.
- تُهاجم اليرقات والدود والذباب الجثة بشكل كبير وتبدأ بالتهامها.
- بعد تآكل العضلات تصبح أجزاء الهيكل العظمي دون روابط فكأنها ملقاةٌ على الأرض كالحطب.
- تدخل الرّطوبة إلى تجاويف العظام فتذوب وتتحوّل إلى ترابٍ ولا يبقى منها إلا ما يُسمّى ” عجب الذنب” فهو الجزء الباقي ليوم القيامة،
فسبحان الله العظيم خلق الإنسان من تراب ويعيده إلى التراب ويبعثه حياً مرةً أخرى.