أين يقع الكوع والبوع
العظام
الهَيكل العَظمي هو الجُزء المسؤول عن حركة ودعامة جسم الإنسان؛ فهو يُساعده على تَحريك الأشياء وفي المشي والنّهوض وجميع أنواع الحركات الأخرى، بالإضافة لارتباط العظم بالعضلات. يُوفّر الهَيكل العظمي الحماية لأعضاء الجسم المُهمّة مثل القلب والرئتين والنخاع الشوكي، كما تنتج العِظام خلايا الدم الحمراء.
يتكوّن الهيكل العظمي من مئتين وستّ عظمات فمنها الطويلة والقصيرة والمُسطّحة، وتمّ تَصنيفها وتَسميتها بعددٍ من التسميات، فمنها الكوع والبوع والكرسوع والرسغ وعظام الفخذ والحوض وغيرها، وهناك اختلافات بالتّركيب والبناء والوظيفة لكلٍّ منها. تتكوّن العظام في مرحلة النمو منذ الولادة وحتى عُمر 20 سنة، كما أنّها قادرةٌ على الالتحام مجدداً في حالات الكُسور.[١]
عظمة الكوع
تقع عظمة الكوع في اليد، وهي إحدى العَظمتين المُتجاورتين في نهاية الساعد باتجاه الكف، وتكون بارزةَ الشكل وتقع مباشرةً بعد عظمة الإبهام. تتجاور عَظمة الكوع مع عظمة الكرسوع، وتفصل بينهما بضعة سنتيمترات؛ حيث تقعان معاً في نهاية عظمتي الزند، والكوع يلي الإبهام مباشرةَ، ويُسمى أيضاً بالزند، أمّا العظمة التي تُجاور الكوع فتُسمّى الكرسوع.
وردت كلمة الكوع في مُعجم الوسيط؛ فالكوع هو طَرف الزند الذي يلي الإبهام وجمعها أكواع وكيعان، والكثير من الأشخاص يَخلطون ما بين الكوع والمِرفق، ولهذا يَظنّ البعض خطأً أنّ الكوع والمرفق هو مِفصل واحد، وقيل أيضاً إنّ الكوع هو عظمان بارزان في الذّراع إلى كف اليد.[٢]
عظمة البوع
يقع البوع في القَدم وهو العظمة التي تلي إبهام الرِّجل، وهذا التّعريف لكلمة البوع التي وردت لمُعجم الوسيط، ولكلمة البوع معنىً آخر كما ورد في كتاب تَصحيح التصحيح للصفدي: يُقال باعَ يبوعُ وقد بعت الحبل بوعاً إذا قسته بباعك؛ فالباع هي المسافة بين الكفّين إذا مدّهما يميناً وشمالاً، وقد قال الشاعر أبو ذؤيب الهذلي: (فلو كان حبلاً من ثمانين قامة وخمسين بوعاً نالها بالأنامل، ولو عدنا قليلاً إلى الوصف الأول لنجد كلا البوع والكوع يلي أصابع الإبهام فقط).[٢]
كان العرب قديماً يختبرون ثقافة من جاء لطلب العلم بسؤاله عن الكوع والبوع، فإذا أجاب الطالبُ عن ذلك اعتبروه ذكياً ويستحقّ طلب العلم منهم، أمّا الأشخاص الذين لم يَعرفوا الفرق بين الكوع والبوع اعتبروهم بليدين، وعليهم طلب العلم ممّن هم أقل مِنهم علماً.[٣]
الفرق بين الكوع والكرسوع
عند ذكر الكوع لا بدّ من ذكر الكرسوع وجمعها كراسيع، وهي العظمة التي تلي خنصر الكف، أي طرف الزند الذي يلي أصبع الخنصر، وهو العَظم الناتئ في الرسغ، ويقال كرسوع القدم مِفصلها من السّاق، وقد ذُكر في كِتاب شَرح القانون للقرشي في تشريح الساق عن كلمة الكوع والكرسوع وتشبيه ذلك بالكعبين؛ فكلاهما هو نهاية لمفصل، وهما عظمان بارزان بنتوء في كلا الموضعين.
اجتهد الكثيرون في وصف عظام الكوع والبوع والكرسوع، فأبرز الأبيات التي نظمت في وصفها هي:[٣]
وعظمٌ يلي الإبهام كُوعٌ، وما يلي
- لخنصرهِ الكُرْسُـوعُ، والرُّسْغُ في الوسطْ
وعظـمٌ يلي إبهام رِجْـلٍ ملقَّبٌ
- ببُوْعٍ، فخُذْ بالعِلْمِ، واحْــذرْ من الغلطْ.
عظام الذراع والكف
عظام الذّراع واليد لها وظائف بغايَة الأهميّة لدعم الطرف العلوي للجسم وربط العضلات التي تُحرّك الطرف العلوي من الجسم؛ هذه العِظام معاً تُشكّل مفاصل اليد، التي لها مجموعةٌ واسعةٌ جداً من الحَركات والمُرونة اللازمة لاستخدام اليد بشكلٍ دقيق وقويّ. يمكن لهذه العظام تحمّل ضغطٍ كبير وعملٍ شاق وحركاتٍ مرنة بشكل مُتكرّر ومفاجئ. ترتبط اليد بباقي الجسم من خلال عظام الترقوة التي تربط الكتف مع القفص الصّدري، وتكون عظام الترقوة ملتويةً على شكل حرف S، ويبلغ طولها حوالي 13سم.[٤]
المفاصل
تُعتبر المفاصل من أهمّ مكونات الهيكل العظمي للإنسان؛ فهي التي تُسهل حركة الإنسان، ومن دونها أو بوجود خللٍ فيها تحدث مشاكل في حركة الإنسان. المِفصل هي منطقة تلاقي عظمتين أو أكثر معاً، وتربط العظام معاً بالإضافة إلى أنّها تسمح للإنسان بتحريك تلك العظام بسهولة.
هناك ثلاثة أنواع رئيسيّة للمَفاصل في جِسم الإنسان، المفاصل الليفية عديمة الحركة كما في الجمجمة، والمفاصل الغضروفية والتي تسمح بحركة خفيفة جداً كما في مفاصل الفقرات، أما الفقرات الأكثر شيوعاً فهي المفاصل المصلية أو الزلالية وهي موجودة في الركبة والكوع وبين السلاميات ومشط القدم. وللمفاصل الزلالية أشكال مختلفة حسب نوع المكان الموجودة فيه، فمنها الكروي والمنزلق والسرجي والمداري.[٥]
آلام المفاصل
إن آلام المفاصل من الأمراض الأكثر شيوعاً عند كبار السن، وتنتج هذه الآلام عن التهابات وتورّمات مُحدثةً صعوبةً في حركة الأطراف، ممّا يؤدّي لاختلال النمط المعيشي للإنسان. من أهمّ أسباب التهاب المفاصل هي السمنة، وكسور العظام، وأمراض المَناعة الذاتية، والوقوف لفتراتٍ طَويلة، والتقدّم في السن، وينتج عن هذه الالتهابات عدم القُدرة على القيام بالنشاطات المُعتادة، وحدوث انتفاخات وتورّمات للمَناطق المحيطة بالمفصل المصاب، والشعور بتيبّس المفاصل، وينصح الأطبّاء بممارسة الرياضة وعدم السماح للجسم بزيادة وزنه عن الحُدود الطبيعيّة للوقاية من أمراض المفاصل.[٦]
المراجع
- ↑ Tim Taylor، “Skeletal System”، Inner Body، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2016.
- ^ أ ب “ما هو الكوع وما هو البوع؟”، شاشة نيوز، 10-2-2016، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2016.
- ^ أ ب “الكــوع والبـــوع والكرســـوع .. مفارقات بين الأصل اللغوي والدلالات الشائعة”، صحيفة الثورة، 27-8-2011، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2016.
- ↑ Tim Taylor, ” Bones of the Arm and Hand Bones of the Arm and Hand”، InnerBody, Retrieved 3-12-2016.
- ↑ “المفاصل”، طبيب دوت كوم، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2016.
- ↑ “التهاب المفاصل”، الطبي، 13-3-2011، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2016.