بحث حول حركة العضلات

العضلات

تتكوّن عضلات جسم الإنسان من نسيجٍ ليفيٍ قابلٍ للانبساط والانقباض وتوفير الحركة للجسم، وهي تتكوّن حزمٍ عضلية، كلّ حزمةٍ منها مكونةٌ من أليافٍ عضليةٍ، أمّا سيتوبلازم الليف العضلية فيُعرف بالساركوبلازم، والغشاء الليفي العضلي يُعرف بالساركوليما، وكلّ ليفةٍ عضليةٍ مكونةٌ من قطعٍ عضليةٍ مجاورةٍ لبعضها البعض وهي مكونةٌ من خيوطٍ بروتينيةٍ هي: الميوسين، والأكتين.

تشبه خيوط الأكتيت والميوسين في العضلات أسنان المشط المتداخلة، مشط من الأكتين يتداخل مع مشط من الميوسين، وبانقباض العضلة تتداخل خيوط الميوسين والأكتين وتقلّ المسافة بينها، بينما يحدث العكس عند الانبساط، حيث تزيد المسافة وتبعد الخيوط عن بعضها، وممّا يقوي هذه الخيوط التمارين الرياضية والحركات.

حركة العضلات

آلية الحركة

يعتبر سرّ حركة معظم عضلات الجسم هو عملها مثنى أو في مجموعاتٍ، فمثلاً عند ثني الساعد يتمّ انبساط العضلة ثلاثية الرؤوس وانقباض العضلة ثنائية الرؤوس، وعند بسط الساعد أيضاً تعمل في مجموعات، فتنقبض العضلة ثلاثية الرؤوس وتنبسط العضلة ثناية الرؤوس، ونفس المبدأ يحدث في عضلات الساقين، والأصابع، والعين، وبالتالي فإنّ حركتها مهما كانت فإنّ العمل الذي تقوم به أيّ عضلة تقوم بعكسه عضلةٌ أخرى، وهناك حركاتٌ بسيطةٌ جداً تستدعي عمل الكثير من العضلات ومثال ذلك عملية شدّ الحبل التي يقوم بها الشخص بواسطة يديه يرافقها عمل عضلات الساق، والظهر، وأصابع القدم، والتي تقوم مجتمعةً بشدّ أزر عضلات الذراعين.

ما نلاحظه من ازدياد حجم العضلات عند المجهود والقيام بالحركات آتٍ من انقباض الألياف العضلية عند الأطراف، وزيادة سمكها في وسط العضلة ولذلك تظهر العضلة أكبر حجماً، ولهذا نلاحظ زيادة حجم عضلات الذراع عند ثنيه، وكلما زاد المجهود وزادت الحركة تعباً زاد انقباها، وزاد عدد الألياف العضلية المنقبضة وزادت صلابتها، وهذا ما يفسر زيادة قوتها وصلابتها كلّما زادت التمارين التي يقوم بها الفرد وزادت قوتها.

طاقة حركة العضلات

تعتبر الدهون وسكر الغلوكوز الطاقة والوقود الذي تعمل عليه العضلات، حيث تحرق الدهون والسكر لتحولهما إلى ثاني أكسيد الكربون وماء، وذلك من خلال اتحاد وقود العضلة مع الأكسجين الموجود في الدم، ويتمّ استخدام الطاقة الكيميائية لعمل رابطةٍ كيميائيةٍ بين جزيءٍ من الفوسفات ومادة ثاني فوسفات الأدينوزين لإنتاج ما يُعرف بثالث فوسفات الأدينوزين.

عند آداء الحركات العضلية يتمّ تحويل ثالث فوسفات الأدينوزين إلى ثاني فوسفات الأدينوزين، وينتج عن هذا التحويل طاقةً تساعد العضلات في عملية انقباضها، وعند قيام الجسم بحركاتٍ كبيرةٍ وجهدٍ كبيرٍ تحتاج إلى كمياتٍ كبيرةٍ من الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP)، وبالتالي كميةً أكبر من الدهون والسكر والأكسجين، وبالتالي زيادةً في التنفس ولهذا نجد أنّ التمارين الرياضية تحرق الدهون وتزيد من قدرة الشخص على التنفس، فهي تتطلب تحكماً في عمليتي الشهيق والزفير من أجل المحافظة على كميات الأكسجين في الجسم.

أنواع العضلات من حيث الحركة

  • العضلات الإرادية: جاءت تسميتها بالإرادية من كون الإنسان يتحكم بحركتها بإرادته، وتسمى أيضاً بالمخططة لأنّ شكلها كالخطوط الليفية تحت المجهر، وبعض العلماء يسمونها بالعضلات الهيكلية بسبب التحامها بالهيكل العظمي للجسم، وبالتالي فإنها لا تتحرك إلّا إذا أراد الإنسان ذلك، ومن الامثلة عليها: عضلات الجفون والساعدين والساقين والأصابع.
  • العضلات اللاإرادية: من اسمها نستطيع معرفة آلية عملها، حيث لا يستطيع الإنسان التحكم بحركتها مطلقاً، فهي خارجةٌ عن إرادة الإنسان، وتسمى بالعضلات الملساء، فهي على عكس العضلات الإرادية، لا تأخذ شكل الخيوط الليفية تحت المجهر، ومن الأمثلة عليها: المعدة، والأوعية الدموية، والرحم، والجهاز البولي عند الإنسان.
  • عضلة القلب: تمزج عضلة القلب بين النوعين السابقين فهي عضلةٌ لا إراديةٌ ولكنها مخططةٌ، فمن حيث النوع هي لا إرادية لا يستطيع الشخص التحكم بها مطلقاً، ولكن تحت المجهر يظهر شكلها كأليافٍ مخططةٍ وليست ملساء.