من هم آل ثمود
قوم ثمود في القرآن الكريم
ذكر الله تعالى في القرآن الكثير من أخبار الأمم السابقة ومن بين هذه الأمم، قوم ثمود؛ وهم قوم النّبي صالح عليه السّلام، حيث بعث الله نبيه إليهم ليهديهم إلى طريق الحق والإيمان بالله تعالى، فأيدّ الله تعالى رسالته بالناّقة التي خُلقت من الصّخر، ولكنهم تجبروا وزادوا طُغياناً، فأهلكهم الله تعالى بالصيحة بعد ثلاثة أيام من تبشيرهم بالعذاب لكي يتوبوا، ولكن دون جدوى، فوقع عذاب الله تعالى عليهم، وأنجى الله تعالى نبيه ومن آمن معه، وما زالت آثارهم موجودة إلى يومنا هذا، فكانوا كما ذكرهم الله تعالى أصحاب قوّة، وينحتون الجبال بيوتاً، ويبنون قصورهم في السهول بين الزروع والثمار، ومع كلِّ ذلك لم يشكروا الله تعالى ويؤمنوا به.
تاريخ آل ثمود
ثمود هي أحد القبائل العربية التي سكنت شبه الجزيرة العربية منذ عام 4500 ق.م إلى القرن الثاني قبل الميلاد، ويرجع اسم هذه القبيلة إلى اسم جدهم ثمود، واستوطنت هذه القبيلة كما أشارت الكتابات والرسوم الثموديّة جنوب شرق الجزيرة العربيّة بين اليمن، وعُمان، والربع الخالي، والحجاز، والطائف ، وتيماء، والجوف، وحائل، والبتراء، وجازان، وسكنوا تحديداً منطقة الحِجر التي ذُكرت في القرآن الكريم، وهي التي تقع بين الحجاز وتبوك.
ذكر ابن خلدون في كتابه أنّ ثمودَ قدموا من بابل العراق عندما شنّ الآشوريون في القرن الثامن قبل الميلاد المعارك على آل ثمود في بابل، فهربوا إلى جزيرة العرب، وأقاموا في المناطق التي ذُكرت سابقاً، خصوصاً في الحجاز، وهذا ما دلت عليه الآثار المنقوشة التي كُتب عليها اسم ثمود في نقش لسرجون الأكادي عام 715 ق.م، وفي المعبد الإغريقيّ في شمال غرب الحجاز عام 169م.
القرية التي وقع فيها العذاب كما ورد في القرآن الكريم هي الحِجر أو ما يُسمّى بمدائن صالح، وتقع هذه القرية على بعد 22كم شمال شرق مدينة العلا الحالية، والتي تقع على بعد 395كم شمال غرب المدينة المنورة، حيث تتميز هذه المنطقة بوفرة المياه، والأراضي الخصبة، والكتل الصخريّة الهائلة التي نحتوا منها البيوت والقصور وأماكن للعبادة، وكذلك وقوعها على طريق تجاريّ، فكل هذه المقوّمات جذبت آل ثمود للحجر، واستقرّوا فيها.
يُذكر أنّ نقوشاً صخرية لآثار نبطيّة ومعينيّة ولحيانيّة وثموديّة وُجدت في هذه المنطقة الأثريّة، أي إنّ هؤلاء الأقوام سكنوا هذه القرية، وأقاموا فيها، وذكر بعض المؤرخين أنّ هلاك آل ثمود كان بين عامي 1300 ق.م و 900 ق.م، في الفترة التي ظهرت فيها مملكة لحيان.