مراحل امتداد النفوذ العثماني

الدولة العثمانية

هي إحدى الإمبراطوريات الإسلامية التي أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت قائمة إلى حوالي 600 سنة، ازدهرت الدولة العثمانية بشكلٍ كبيرٍ خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، إذ توسعت أراضيها لتشمل أراضٍ واسعة من قارات العالم القديم الثلاثة، وهي: أوروبا وآسيا وأفريقيا، حيث بلغ عدد الولايات العثمانية 29 ولاية، كما كان لها سيادة اسمية لعدد من الدول والإمارات الأوروبية المجاورة، والتي مع مرور الزمن أصبح بعض منها جزءاً من الدولة العثمانية، ولكن البعض الآخر حصل على الاستقلال الذاتي.

استمرت الفتوحات العثمانية طيلة القرن الخامس عشر، وبذلك بلغت أوجها الذهبي وأصبحت قوة كبرى، وبعد انتهاء عهد السلطان سليمان القانوني، أصيبت الدولة العثمانية بالضعف رويداً رويداً، وبدأت تفقد ممتلكاتها بالتدريج، على الرغم من أنّها عرفت عدة فترات من الإصلاح والانتعاش، ولكنها لم تكن كافية لاستعادة سابق عهدها.

مراحل امتداد النفوذ العثماني

مرحلة النمو والازدهار

  • هاجم العثمانيون مدينة القسطنيطينية واستولوا عليها بعد هزم البيزنطيين واتخذوها عاصمة لها عام 1463م، وأطلقوا عليها اسم اسطنبول وكان ذلك بسبب دورها الاستراتيجي والاقتصادي، وكان الاستيلاء عليها بداية الفتوحات العثمانية، وكان ذلك في عهد السلطان محمد الفاتح، والذي قام أيضاً بضم البوسنة في العام الذي بعده.
  • شهد عصر السلطان سليم الأول الكثير من التوسعات والمعارك، حيث هاجم السلطان سليم الأول إيران بسبب احتلالها للعراق ونشر مذهبهم الشيعي، وكان ذلك في معركة جالديران وانتصر على الشاه إسماعيل عام 1514م، ثمّ جاءت معركة مرج دابق في حلب عام 1516م، وضم الجزائر في عام 1918م.
  • استغل السلطان ضعف الممالك فاحتل الشام، ومصر والتي كانت تحت حكم المماليك، واحتل الحجاز أيضاً، وبذلك أصبح العثمانيون هم مَن يحمي الحرمين الشريفين.
  • بلغت الدولة أوجها في عهد السلطان سليمان القانوني، حيث علم السلطان بتزايد خطر إمبراطور إسبانيا وهو كارلوس الخامس، وشن هجمة على المجر، وبعد معركة موهاج عام 1526م احتل العاصمة بودابست، وبذلك فتح الطريق إلى النمسا وألمانيا، كما قام السلطان بحصار فيينا وضم بغداد أيضاً، وبذلك أصبحت المجر ولاية عثمانية.
  • في عهد سليمان الثاني قامت معركة ليبانتو عام 1571م، وبعدها ضمّ تونس عام 1574م،
  • ضمت الدولة العثمانية الجزائر، كما أخضعت تونس بعد أن هزموا الحفصيين وقضوا على الوجود الإسباني بالمنطقة.
  • أخضع العثمانيون وسط وغرب منطقة البحر الأبيض المتوسط تحت سيطرتهم، وذلك بسبب قوة أسطولهم البحري، والذي مكنهم من حماية شواطئهم، بالإضافة إلى أنهم أخضعوا المغرب الأوسط حيث استنجد بهم خير الدين، والذي طلب مساعدتهم لطرد الإسبان ولمواجهة القرصنة الأوروبية.

مرحلة الركود

ابتُليت الدولة العثمانية في أواخر عهدها بالتفريق والاختلاف بين سلاطينها وزعمائها، فقد حاول الكثير من الحكام المحليين الاستقلال الذاتي عن الحكومة المركزية، وذلك عن طريق إطالة فترة حكمهم، ومحاولتهم تأسيس أسر محلية، وكان ذلك من أهم أسباب ضعف الدولة العثمانية ثمّ زوالها وسقوطها، وقد مرت هذه الفترة بالمراحل الآتية:

  • بعد عزل السلطان محمد الرابع عام 1687 عمت الفوضى وتوالت الهزائم على الدولة، حتّى أنقذ مصطفى كوبرولي باشا الدولة من بعض المشاكل، حيث استمال جميع مسيحيي الدولة، وأحسن كثيراً للنصارى، وعلى الرغم من ذلك لم تحقق الدولة أي فتوحات جديدة وراء الحدود التي خطّها سليمان القانوني، إذ كانت الحروب والفتوحات في هذه المرحلة فقط لاسترداد ما تمّ سلبه منها.
  • ازداد وضع الدولة العثمانية سوءاً بعد ذلك، ففي عهد السلطان أحمد الثالث في أوائل القرن الثامن عشر اضطرت الدولة للاستغناء عن بلغراد ومعظم بلاد الصرب.
  • قامت الإمبراطورية الروسية باتخاذ أسلوب جديد لزعزعة كيان الدولة العثمانية وهو أسلوب الفتنة الداخلية.
  • بدأت الدولة العثمانية على الرغم من بعض السلاطين الذين حاولوا عمل إصلاحات كثيرة في الدولة، إلّا أن الدولة ضلت تفقد الكثير من ممتلكاتها نتيجة الفساد والترف وخاصة بين حكام وسلاطين الدولة، بالإضافة إلى الحروب الصليبية وانتشار الفرقة الدينية الضالة، وانتشار الأحزاب والحركات الانفصالية والعرقية، والجيش الانكشاري الذي تمرد على سلاطين الدولة العثماني وتدخله في شؤونه الخاصة.