مفهوم علم التاريخ

علم التاريخ

علم التاريخ أحد أكثر العلوم الإنسانية أهمية، وارتباطاً بكافة العلوم الأخرى، فمن خلال التاريخ ودراسته حفظ المؤرّخون لنا تراث الأمم السابقة وطبيعة حياتها ممّا هيّأ للإنسانية فرصة التطوّر والتقدّم بتجنّب الوقوع في الأخطاء الماضية والبناء على قواعد المعارف التي وضعها الأقدمون.

دراسة علم التاريخ

يدرس علمَ التاريخ في العصر الحديث مئاتُ الآلاف من البشر حول العالم، منهم من يهتم بالوثائق القديمة وتحقيقها، ومنهم من يضع من خلال البحث في محتوى تلك الوثائق تصوراً لما كانت عليه الحياة في السابق، ومن خلال هذا التكامل بين العديد من المباحث الهامّة في علم التاريخ يجد الملايين من القراء والباحثين متعتهم في التعرّف على أحداث الماضي.

مفهوم علم التاريخ

مصطلح التاريخ

يتعامل دارسو التاريخ أولاً قبل التعمّق في المواد التاريخية والأسس البحثية في علم التاريخ مع دلالة مصطلح التاريخ لتكوين المفهوم الشامل عن ذلك العلم ومداه الدراسي، والتاريخ في اللغة هو الوقت والزمن، وكان الناس يعرّفون التاريخ قديماً بإسناده إلى حدث شائع أو أمر جلل، فكان عام الفيل مؤرخاً للسنوات التي سبقته والتاليه له، وذلك حتى الهجرة النبوية الشريفة التي بدأ بها التاريخ الإسلامي والتقويم الهجري إلى يومنا هذا.

مجال علم التاريخ

مجال دراسة التاريخ يمثل الشق الثاني من المفهوم العام لعلم التاريخ، حيث يهتم ذلك العلم بالبحث في الأحداث الماضية والوقوف على الدلائل والسوابق من أجل استطلاع الحقيقة التاريخيّة الكاملة، ووضع صورة عامّة وشاملة لما كانت عليه الحياة في الماضي، وذلك من خلال دراسة السياقات المختلفة التاريخيّة منها والطبيعيّة، ودمج الباحث في التاريخ أو المؤرّخ لكل المعطيات التي يمكنه الحصول عليها والتأكد من صحتها وتفسيرها بمنهجية علمية، ليصل في النهاية إلى إعادة بناء لجزء من الماضي الذي عاشه الإنسان مع الاستغراق في تفاصيله.

كاتب التاريخ والمؤرّخ

يحتاج المؤرّخ المتعمّق في الدراسات التاريخية إلى ثقافة واسعة وتفتح وبصيرة نافذة تمكنه من إعمال خياله في الأحداث السابقة، مع شرط توفّر ملكة النقد التي تمنع المؤرخ من الحيد عن الموضوعية التي تعدّ العامل الأهم من عوامل الدراسات التاريخية منذ نشأتها، ويجب التفرقة بين عمل المؤرخ وبين كتاب التاريخ على مرّ القرون، فكاتب التاريخ هو إنسان يسجّل الأحداث التي عاصرها في حياته أو سمعها من الآخرين أو اطلع على وثائقها، ويمكن لكاتب التاريخ أن ينحاز كيفما شاء أو يسهو أو يخطئ في النقل لعدّة أسباب من أهمّها سير الأحداث اليومي وعدم الوقوف على أهمية الحدث، بينما المؤرّخ هو الشخص الذي يكتب تاريخاً لم يعشه ومرّت عليه عشرات أو مئات السنين ولم يبق منه سوى وثائقه وآثاره المختلفة.