كم استمرت الدولة العباسية

الدولة العبّاسية

كانت نشأة الدولة العباسية أحد أبرز الأحداث التاريخية في الإسلام، فقد ارتبط ظهور الدولة العباسية بأحد أشهر الثورات الشاملة في التاريخ الإسلامي وهي ثورة العباسيين على حكم دولة بني أميّة والقضاء عليه تماماً، واختلف المؤرخون على أسباب هذه الثورة، فاعتبره بعضهم أنها ثورة الفرس على الحكم العربي، وآخرون رأوا أنّها مجرد ثورة هدفها إزاحة بني أمية وإحلال العبّاسيين أمامهم، لكنّ الواقع والرأي الراجح يقول إنّها ثورة نتجت عن سياسة الأمويين غير المتوازنة تجاه الشعوب العربية ، وتعثّر أوضاعها السياسية في آخر عهدها.[١]

حكمت دولة الخلافة العباسية حوالي ال524 عاماً (132-656)هـ[١]، وتعاقب على حكم الدولة العباسية 37 خليفة[٢] وبدأت بخلافة أبي العباس السفّاح وانتهت بوفاة المستعصم بالله آخر خلفاء الدولة العباسية، حيث سقطت الدولة على أيدي المغول، وتباينت أحوال الدولة العباسية بين قوة وضعف على مدى فترة حكمها.[١]

تقسيم تاريخ الدولة العباسية

اتفق المؤرخون على تقسيم فترة حكم الدولة العباسية إلى 4 عصور تبعاً لقوة الدولة وازدهارها سياسياً واقتصادياً وفكرياً، وهذه العصور هي كما يأتي:[١]

العصر العبّاسي الأول (132-232)هـ

هو العصر الذهبي للدولة العبّاسية، بدأ هذا العصر بخلافة أبو العباس السفّاح، وفيه تميّزت الدولة والخلافة بالقوة والاستقلال التام، ونفوذ الخلفاء على أركان الدولة من حكم و سياسة وقرارات، وتمتّع الفرس في هذا العصر بمكانة ونفوذ واسع في أركان الدولة، سيطروا فيه على الجهازين الإداري والعسكري في بغداد حتى وصلوا إلى قيادة الجيوش والمناصب العليا في البلاد.

العصر العبّاسي الثاني (232-334)هـ

هو عصر النفوذ التركي، ابتدأ هذا العصر بخلافة المتوكّل، وتميّز بضعف الخلافة ونفوذها وسقوط هيبتها حتّى تجرأت بعض الأقاليم على التخطيط ومحاولة الانفصال عن الدولة، وأحكم الأتراك قبضتهم على أركان الدولة وازداد نفوذهم فيها فضعفت سلطة الخليفة حتى تكاد تكون تلاشت، وشهد هذا العصر أقرب ما يكون بالانقلاب من الحكم العربي إلى الحكم التركي، وممّا زاد ضعف الدولة والخلافة أن تفاقم خطر الدول المنفصلة عنها وقويت شوكتهم وزاد عددهم، حتى تقلّصت رقعة دولة الخلافة ولم يبقى تحت نفوذها إلا العراق وبعض مناطق فارس والأهواز.

العصر العبّاسي الثالث (334-447)هـ

هو عصر النفوذ البويهي الفارسي، ابتدأ أثناء خلافة المستكفي، حيث تميّز بنفوذ البويهيين وإحكامهم السيطرة على الدولة فكانوا أصحاب السلطان الفعلي في العراق ولم يكن للخليفة إلا الاسم فقط، فكان أشبه ما يكون بالموظف لديهم يُؤمر فيُؤتمر ويفعل ما يطلب منه فقط، كما كان مختلفاً معهم بالمذهب الشرعي، فلم تكن لديه عليهم أي سلطة دينية، وارتضوه خليفة لخدمة أغراضهم لا غير.

العصر العبّاسي الرابع (447-656)هـ

هو عصر النفوذ السلجوقي التركي، ابتدأ هذا العصر أثناء خلافة القائم، وشهد انتقالاً فعلياً للحكم لأيد السلاجقة الأتراك، وكانت أوضاع الخلافة واستقرارها أفضل منها حالاً من زمن البويهيين، واحترموا فيه منزلة الخليفة العباسي من تعظيم وتبجيل، فقد كان على مذهبهم من مذهب أهل السنة وله عليهم سلطة دينية، تفاوت الخلفاء في هذا العصر بالقوة والحكمة والقدرة على التصرّف، واستقلّت الخلافة بحكم بغداد والعراق وبقوا ستة وستين عاماً لا ينازعهم على حكمهم سلطان، إلى أن قام المغول بتحركهم واجتياحهم البلدان والممالك حتى وصولهم بغداد واحتلالها وإسقاط الدولة العباسية.

احتلال بغداد وسقوط الخلافة العباسية

كان لسوء الأوضاع السياسية، وتعدد مراكز القوى، وخيانة وزير المستعصم بالله ابن العلقمي الدور الأكبر في سقوط بغداد واحتلالها وزوال الخلافة العباسية، حيث استغل هولاكو الظروف الحرجة التي تمر بها الخلافة وطلب من الخليفة أن يمده جيش ليعاونه في أحد حروبه، إلّا أن هولاكو كان يريد أن يفرغ بغداد من المدافعين عنها فرفض المستعصم، فعاتبه هولاكو وأرسل إليه يهدده وطلب منه هدم الحصون وردم الخنادق وتسليم البلاد لابنه، فردّ الخليفة بالرفض ظنّا منه أن ذلك سوف يثني هولاكو عن الاقتراب من بغداد، وكان للخليفة أمل في تلقّي المساعدة من أمراء المسليمن لكنّه أخطأ في تقديره، فلمّا رأى هولاكو ضعف حال الخلافة في بغداد سار إليها وضرب عليها حصاراً عام 656هـ انتهى باستسلام الخليفة وتسليمه بغداد دون شروط، فما كان من هولاكو أن قتله ومن معه ودخل بغداد واستباحها 40 يوماً، فسقطت بغداد وسقطت الخلافة.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث محمد سهيل طقوش، تاريخ الدولة العباسية، صفحة 7,32,33,34,35. بتصرّف.
  2. الإمام علي بن أنجب، مختصر أخبار الخلفاء ، صفحة 3. بتصرّف.
  3. سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث، أطلس لتاريخ الدولة العباسية، صفحة 432-434. بتصرّف.