تاريخ تشاد
تشاد في فجر التاريخ
تُشيرُ الأدلّةُ الأثريّةُ التي عُثِر عليها في بعض مناطقِ تشاد، وحولَ بُحيرة تشاد إلى أنّ المنطقةَ كانت مأهولةً بالسكّان منذُ خمسة آلاف قَبل الميلاد؛ فقد تمّ العثورُ على بعض الرُّسوم، والنُّقوش الصخريّة التي تُعبِّر عن أساليبِ الرَّعْي، والصَّيْد التي كانت تستخدمُها الشعوبُ القديمةُ، كما تمَّ العثورُ على أدواتٍ بدائيّة تعودُ إلى شعوبٍ سَكَنتِ المنطقةَ في العام خمسمئة قَبل الميلاد، حيث اعتمدت هذه الشعوبُ في حياتِها على الرَّعْي، وتربية الماشية.[١]
تشاد بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر
شهِدَت تشادُ قديماً نشأةَ دولةِ كانم، ودولةِ برنو على أراضيها، حيث بلغَت هذه الدُّوَل أوجَ ازدهارِها في القرنِ السادس عشر الميلاديّ؛ إذ تحكّمت كلٌّ منهما بمَحطّات القوافل، وطريق التجارة الواصلِ من تشاد عبرَ الصحراء إلى طرابلس، كما نشأت في تشاد ممالكُ إسلاميّة أخرى في المنطقةِ في نهاية القرنِ السابع عشر الميلاديّ، ومنها: مملكة باقرمي، ومملكة وداي التي تمكَّنت من تحقيقِ استقلالِها عن دارفور، وتوسَّعت في نفوذِها بعد غزو الجزءِ الشرقيّ من دولة كانم، وقد ازدهرَت الدُّوَل الإسلاميّةُ التي نشأت في تشاد، وتطوَّرَت حتى بدايةِ القرن التاسع عشر؛ حيثُ سادت الغزوات، والحروب فيما بينها، ممّا مَهَّدَ الطريقَ لسقوطِها، وانهيارِها في نهاية القرن التاسع عشر على يدِ القائد العسكريّ السودانيّ ربيعة الزبير.[٢]
استقلال تشاد
خضعَت تشادُ في العام ألف وتسعمئة للحُكم الفرنسيّ تحتَ مُسمّى الحماية، وفي العام ألف وتسعمئة وعشرة أصبحت تشادُ تابعةً لاتِّحاد أفريقيا الاستوائيّة الفرنسيّة،[٢] واستمرَّت السيطرةُ الفرنسيّة على تشاد حتى عام ألف وتسعمئة وستّين؛ حيثُ نالت البلادُ استقلالَها، وتخلَّصت من الاحتلالِ الفرنسيّ، إلّا أنّ الأوضاعَ السياسيّة لم تستقرّ في البلاد؛ فقد اندلعت الحربُ الأهليّة، وتعرَّضت تشاد للعديد من الغزواتِ الليبيّة، وبَقِيت حالةُ التوتُّر هذه حتى عام ألف وتسعمئة وتسعين؛ إذ تكفَّلَت الحكومةُ التشاديّة بوضع دستورٍ ديمقراطيّ يضمنُ حقوقَ الأفراد، كما تمّ إجراءُ انتخاباتٍ رئاسيّة في عامَي 1996م، و2001م.[٣]