تاريخ بغداد
تأسيس مدينة بغداد
تشير الدلائل الأثرية إلى استيطان بغداد من قبل مجموعات عدة من البشر قبل دخول العرب إليها في عام 637م، كما أن هناك العديد من الإمبراطوريات التي امتلكت عواصم بالقرب منها، ويمكن القول إن التاريخ الأصلي لاستيطان المدينة يعود إلى عام 762م عندما تم اختيار الموقع الواقع بين الكاظمية، والكرخ من قبل المنصور الخليفة العباسي الثاني، ليكون مقراً لعاصمته.[١]
تم بناء مدينة بغداد والتي أُطلق عليها اسم مدينة السلام بجدران دائرية ليُطلق عليها أيضاً اسم المدينة المدورة، وكان نصف قطرها يبلغ نحو 2700م، ولها أربعة جدران متحدة المركز، وقد أدت المساحة المحدودة للمدينة إلى التوسّع خارجها؛ حيث بنى التجار البيوت والبازارات حول البوابة الجنوبية منها، ليتم تأسيس منطقة الكرخ.[١]
التطور الاقتصادي في بغداد
وصلت بغداد إلى قمة التطور الاقتصادي والفكري خلال القرنين الثامن والتاسع الميلادي أثناء خلافة المهدي، وهارون الرشيد، وقد انعكس المجد والازهار الذي تمتعت به في العديد من الروايات والقصص مثل: ألف ليلة وليلة، وقد تم اعتبارها في ما بعد على أنها المدينة الأغنى في العالم، وقد شجّع الخليفة المأمون عملية الترجمة من الأعمال اليونانية القديمة إلى اللغة العربية، وأنشأ المستشفيات، والمراصد، كما استقطب الشعراء، والفنانين إليها.[١]
الانحدار في بغداد
بدأت الصراعات الداخلية في الخلافة العباسية منذ منتصف القرن التاسع الميلادي، وقد أدت الخلافات التي وقعت بين ولدي هارون الرشيد إلى تدمير الكثير من أجزاء المدينة، في الفترة الممتدة بين 836م-892م، وهُجرت المدينة إلى مدينة سامراء الواقعة إلى الشمال منها، ثم تعرضت إلى الغزو والحكم من قبل البويهيين، والسلاجقة الأتراك.[١]
تم غزو مدينة بغداد من قبل المغول في عام 1258م، في نهاية عصر العباسيين، ودُمّرت الكثير من المكتبات، وقنوات الري، والمخطوطات العلمية، وانقلب لون نهري دجلة الفرات إلى اللون الأحمر بسبب الدماء المسفوكة فيهما، ثم أصبحت بغداد جزءاً من الإمبراطورية الفارسية في عام 1508م، ثم استولى عليها العثمانيون سريعاً، وبقيت المدينة تحت حكمهم حتى الحرب العالمية الأولى.[٢]
بغداد في العصر الحديث
تم احتلال مدينة بغداد في عام 1917م من قبل البريطانيين، وفي عام 1921م أصبحت عاصمة للعراق الحديث، وبدأت المدينة منذ ذلك الوقت بالنمو والتطور من ناحيتي الحجم وعدد السكان، وفي تاريخ التاسع من شهر إبريل من عام 2003م استسلمت بغداد للقوات الأمريكية التي احتلت العراق، مما أدى إلى وقوع عمليات النهب، وتدمير الكثير من المباني، وافتقار المدينة إلى الأمن.[٣]