تاريخ شبه جزيرة القرم
شبه جزيرة القرم في العصور القديمة والوسطى
يرجّح أنَّ أول استيطان دائم للقرم كان منذ حوالي ألف عام قبل الميلاد، وفي القرن السابع قبل الميلاد استطاع اليونانيون السيطرة على سواحل القرم حيث بدؤوا في إنشاء المستعمرات على طول الساحل حتى القرن الرابع قبل الميلاد، وقد نجت تلك المستعمرات من هجمات القبائل البدوية التي استطاعت احتلال المناطق السهلية، ومع حلول عام 15 قبل الميلاد، كان الرومان قد سيطروا على تلك المستعمرات اليونانية وأصبحت جزءًا من الامبراطورية الكبرى.[١]
في القرن العاشر الميلادي أعلن أمير كييف فلاديمير الأول سيطرته على المدن الساحلية لشبه جزيرة القرم، لكنّه لم يستطع السيطرة عليها لفترة طويلة، حيث خضعت لحكم مغول القبجاق ومن بعدهم تتار القبلية الذهبية، وهم الذين بدؤوا في التحول إلى الإسلام منذ القرن الرابع عشر الميلاي، ثمَّ أعلنوا ولاءهم للدولة العثمانية في أواخر القرن الخامس عشر.[١]
الإسلام في شبه جزيرة القرم
حاولت روسيا التوسع والسيطرة على كافة سواحل البحر الأسود في فترات مختلفة من تاريخها، ولكنها كانت تصطدم بقوة الدولة العثمانية والحكام التتار المسلمين في القرم، وكانت قد استطاعت السيطرة على إمارات قازان واستراخان وسيبيريا الغربية، وكلها إمارات تترية مسلمة، وفي أواخر القرن الثامن عشر، في الفترة التي دبَّ فيها الضعف في أوصال الدولة العثمانية استطاع الروس احتلال شبه جزيرة القرم في عام 1783م، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وسيطرة الاتحاد السوفيتي على شبه الجزيرة عانى مسلمو القرم من التتار من النظام الشيوعي أشد المعاناة، وقاموا بالعديد من الحركات المضادة للحكم البلشفي، إلا أنَّهم واجهوا القتل والنفي والتجويع، إلى الدرجة التي انخفضت فيها أعداد تتار القرم من تسعة ملايين في أواخر القرن التاسع عشر إلى أقل من مليون نسمة بعد مرور حوالي ستين عامًا، وذلك بسبب السياسات الشيوعية في تلك المنطقة، إلى جانب تجنيدهم لمحاربة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وبعد الحرب تمّ تهجير عدد كبير من تتار القرم إلى سيبيريا وآسيا الوسطى بينما انتقل إلى البلاد أعداد كبيرة من الروس والأوكرانيين، حتى تمّ إدارج تتار القرم ضمن الشعوب المهددة بالانقراض ضمن قائمة الأمم المتحدة.[٢]
شبه جزيرة القرم في العصر الحديث
بسقوط الاتحاد السوفيتي وإعلان أوكرانيا استقلالها ومن ضمن أقاليمها شبه جزيرة القرم، سمح للتتار القرم بالعودة إلى وطنهم الأصلي، إلا أنهم واجهوا ظروفًا معيشية صعبة للغاية، حيث عانوا من البطالة وظروف السكن المتردية، لذلك نشبت العديد من التوترات بين الحكومة الفيدرالية وتتار القرم، حيث لم يكن يسمح لهم بتملك الأراضي، وفي عام 1996م نص الدستور الأوكراني على أنَّ القرم جمهورية ذاتية الحكم لا تتجزأ من دولة أوكرانيا، ويجب أن تتماشى القوانين التي تسن فيها مع القوانين الأوكرانية.[٣]
المراجع
- ^ أ ب “Crimea”, Britannica,21-3-2018، Retrieved 31-3-2018. Edited.
- ↑ “شبه جزيرة القرم .. تاريخ من الجهاد والمحن”، islamstory، 3-6-2014، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2018. بتصرّف.
- ↑ “معلومات اساسية عن شبه جزيرة القرم”، bbc، 22-4-2017، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2018. بتصرّف.