تاريخ دولة الامارات العربية المتحدة
دولة الإمارات العربية المتحدة
تُشكّل دولة الإمارات العربيّة المُتّحدة اتّحاد سبع إمارات شهدت تطوّرات كبيرة ساهمت في تصنيفها ضمن أهمّ وأكبر الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط، ويتميّزُ المجتمع الإماراتي بأنّه يجمع عدّة معتقدات وثقافات معاً، وتُعدّ العربيّة اللغة الرئيسيّة في دولة الإمارات، أمّا دينها الرسمي هو الإسلام، وعاصمتها أبو ظبي، وقد أُسِّسَ اتّحاد الإمارات في عام 1971م بعد استقلالها عن بريطانيا؛[١] حيثُ تقع الإمارات في القسم الشرقيّ من منطقة شبه الجزيرة العربيّة، وتشترك سواحلها المائيّة مع خليج عُمان والخليج العربيّ،[٢] ويُقسَم علم دولة الإمارات العربيّة المُتّحدة إلى أربعة أقسام ذات شكل مستطيل، ويشمل الألوان الآتية: الأسود، والأخضر، والأحمر، والأبيض، ورفعه للمرّةِ الأولى الشيخ زايد آل نهيان في عام 1972م.[٣]
تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة
عاصرت دولة الإمارات العربيّة المُتّحدة مجموعة من الحقب الزمنيّة منذ استقرار الشعوب الأولى فيها؛ حتى الوصول إلى تأسيسها كدولةٍ رسميّة في سنة 1971م، وفي ما يأتي معلومات عن الحقب التاريخيّة التي ساهمت في تشكيل دولة الإمارات العربيّة المُتّحدة:[٤]
حقبة العصر الحجري
تبدأ الحقبة التاريخيّة من عام 6000 إلى عام 3500 قبل الميلاد، منذ العصر الحجري الذي انتشرت فيه جماعات من السُكّان تنتمي إلى البدو، واعتمدت في حياتها على تناول النباتات وصيد الحيوانات، كما انتشرت في هذه الفترة الأواني المصنوعة من الفخار، ويُستدلّ على ذلك من الحفريات التي تمّ العثور عليها في كلٍّ من رأس الخيمة، والشارقة، وأبوظبي، وأم القيوين، وينتشِر اعتقاد بأنّ هذه الحفريات الأثريّة تنتمي إلى فترة العبيد إحدى الفترات التابعة للعصر الحجري حوالي سنة 6000 قبل الميلاد.[٤]
خلال سنة 5000 قبل الميلاد ظهر العصر الحجري الحديث، وتميّز بتأثير المناخ الرطب الذي ساهم في انتشار النّاس وعيشها في مناطق متنوعة من أراضي الإمارات؛ سواء كانت هذه المناطق ذات طبيعة داخليّة، أو ساحليّة، وظلّ النّاس يعتمدون في حياتهم على رعي المواشي، وصيد الأسماك والحيوانات، والزراعة.[٤]
حقبة العصر البرونزي
تبدأ الحقبة التاريخيّة من عام 3200 إلى عام 1300 قبل الميلاد منذ العصر البرونزيّ، وتُقسَم هذه الفترة التاريخيّة إلى ثلاثة أقسام، وهي:[٤]
- فترة جبل حفيت: هي فترة تنتمي إلى عام 3200 قبل الميلاد، وأُطلِقَ عليها اسم جبل حفيت؛ بسبب انتشار العديد من المقابر في أرض جبل حفيت الذي يقع بالقرب من مدينة العَين ضمن إمارة أبوظبي.
- فترة وادي سوق: هي فترة تنتمي إلى عام 2000 قبل الميلاد، وأُطلِقَ عليها اسم وادي سوق؛ بسبب وجودها في موقع أثريّ ينتمي لوادي سوق الذي يقع بين ساحل عُمان ومنطقة العين.
- فترة أم النار.
حقبة العصر الحديدي
تبدأ الحقبة التاريخيّة من عام 1300 إلى عام 300 قبل الميلاد منذ العصر الحديدي؛ حيث تشير الاكتشافات إلى انتشار أسلوب ري جديد اعتمد على الأفلاج؛ ممّا ساهم في استخراج الماء الجوفي، وسمح للمياه بالانتقال من المناطق الجبليّة إلى أراضي الواحات، وساعد ذلك على توفير الحاجة المائيّة للزراعة، وخلال فترة 1300 قبل الميلاد عُرِفَت المعادن وانتشر استخدامها، ومنها: الذهب، والبرونز، والسيراميك، كما صُنِعت المجوهرات باستخدام الذهب، والأسلحة؛ كالسيوف، والسهام، والخناجر، وظهرت أيضاً طُرق معينة في بناء المقابر التي اكتشف العديد منها تحت الأرض، وتعود جميعها إلى مجموعةٍ من القُرى ذات الحجم الصغير.[٤]
الحقبة الإسلامية
يُعدّ وصول الإسلام إلى أراضي الإمارات بداية للحقبة التاريخيّة من عام 630 إلى عام 1258 للميلاد، فأرسل رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – مجموعة من الصحابة – رضي الله عنهم – لدعوة حُكّام القبائل التي حكمت الأراضي الإماراتيّة إلى الإسلام؛ ممّا أدّى إلى بداية فترة زمنيّة جديدة في الدولة، وأصبحت أراضي الإمارات تتبع للخلافة الإسلاميّة في عام 750م؛ حيث انتشرت الحضارة الإسلاميّة في الإمارات وشبه الجزيرة العربيّة أثناء تعاقب حُكم الخلافات الإسلاميّة، وخصوصاً الأموية والعباسيّة.[٤]
حقبة الاحتلال البرتغالي
تمثّل الحقبة التاريخيّة من عام 1498 إلى عام 1650م فترة الاحتلال البرتغاليّ لمنطقة شبه الجزيرة العربيّة؛ حيث يُعدّ البرتغاليون أول الأوروبيين الذين تمكّنوا من الوصول إلى الأراضي العربيّة في سنة 1498م؛ عن طريق دَور البحار فاسكو دي جاما الذي اكتشف المنطقة خلال رحلته حول رأس الرجاء الصالح، وفي سنة 1515م احتل البرتغاليون المنطقة العربيّة، وحرصوا في سنة 1560م على احتكار التّجارة، وخلال فترة 1633م بعد سيطرة الاحتلال البرتغاليّ على أراضي الخليج العربيّ لمدّة قرن ونصف تراجعت القوات البرتغاليّة؛ بسبب المقاومة الشديدة من السُكّان.[٤]
حقبة الاحتلال الهولندي
ظهرت الحقبة التاريخيّة من عام 1622 إلى عام 1750 للميلاد بعد خسارة البرتغال في عام 1622م مضيق هرمز، وظهور عهد سيطرة الإنجليز والهولنديين في منطقة الشرق الأوسط، وفي سنة 1623م حرصت هولندا على إبرام اتفاقيّة تجاريّة مع شاه عباس في مجال تّجارة الحرير؛ ممّا وفر لهم الكثير من الأرباح، وصارت القوات الهولنديّة البحريّة تسيطر على المحيط الهندي أثناء القرن السابع عشر للميلاد، ومع مرور الوقت وفي سنة 1750م ضعفت قوّة هولندا؛ بسبب مشاركتها بحرب ثلاثيّة مع فرنسا وإنجلترا.[٤]
حقبة السيطرة البريطانية
تبدأ الحقبة التاريخيّة من عام 1720 إلى عام 1968 للميلاد مع انتشار تأثير بريطانيا في التّجارة الخليجيّة، فحرصت القوات البريطانيّة على تعزيز وجودها البحري؛ بهدف توفير الحماية للطُرق التجاريّة التي تربطها مع الهند، وفي مطلع القرن التاسع عشر للميلاد سيطرت قبيلة القواسم على المناطق الشرقيّة والشماليّة التابعة للخليج العربيّ ومنطقة مسندم، واهتمّوا بإنشاء أسطول بحري قوي وصل عدد سُفنه إلى 60 سفينة، وتسبب ذلك بقلق لبريطانيا على طريقها البحري المؤدي للهند؛ ممّا دفعها للهجوم على القواسم وهزيمتهم في سنة 1820م.[٤]
حرصت بريطانيا بعد نجاحها في هزيمة القواسم على أن تُبرِمَ اتفاقيات مشتركة مع شيوخ الإمارات خلال الفترة الزمنيّة من عام 1820م إلى عام 1853م، كما حرصت على توقيع اتفاقيات جديدة في سنة 1892م مع مجموعة من شيوخ الخليج؛ من أجل ضمان عدم مشاركة الشيوخ بأي اتفاقيات أو التعاون مع دول أُخرى.[٤]
حقبة توحيد الإمارات
حرص الشيخ زايد آل نهيّان حاكم إمارة أبو ظبي على تعزيز التواصل والتعاون مع شيوخ الإمارات؛ عن طريق تأسيس اتّحاد بين الإمارات لتوفير الحماية لمصادر النفط والسواحل البحريّة، فصدرت دعوة عن الشيخين راشد وزايد للإمارات المتصالحة، وقطر، والبحرين للمشاركة في اجتماعات إنشاء الاتّحاد، وكان الاجتماع الأول في عام 1968م، وفي 18 تموز (يوليو) من عام 1971م أُعلن عن تأسيس اتّحاد بين ست إمارات، وهي الفجيرة، وعجمان، ودبي، وأم القيوين، والشارقة، وأبو ظبي، ولاحقاً في عام 1972م انضمّت لهم الإمارة السابعة وهي إمارة رأس الخيمة.[٤]
المراجع
- ↑ “United Arab Emirates country profile”, www.bbc.com,29-8-2017، Retrieved 11-10-2017. Edited.
- ↑ “دولة الإمارات العربية المتحدة”، www.moenr.gov.ae، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2017. بتصرّف.
- ↑ “تاريخ الإمارات”، www.dubai.ae، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2017. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز “تاريخ الدولة”، government.ae، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2017. بتصرّف.