من هو فاتح مدينة القدس

فاتح مدينة القدس

ينسب الفتح الإسلامي لمدينة القدس إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ذلك الصحابي الجليل الذي كان إسلامه نصراً للدعوة الإسلامية حيث جهر المسلمون بدعوتهم بعد أن كانوا مستخفين في دار الأرقم، كما شهد النبي عليه الصلاة والسلام لعمر بكثيرٍ من الفضائل والخصائص، فهو الفاروق الذي لا يداهن في الحق، ولا يعطي الدنية في دينه، وهو الذي يفرق الشيطان منه ويخاف، فإذا سلك عمر فجاً سلك الشيطان فجاً غيره.

عمر بن الخطاب هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، والخليفة الثاني بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتميز عهده بالعدالة والرحمة التي لم ير مثلها سوى في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وعهد أبي بكر، وتوسعت دولة الإسلام في عهده حينما بلغت الفتوحات الإسلامية بلاداً كثيرة شرقاً وغرباً، ففتحت العراق وإيران والشام ومصر وفلسطين .

الفتح الإسلامي للقدس

بدأ تفكير المسلمين في فتح مدينة القدس عندما شرعوا في فتح بلاد الشام عموماً، وتمكنوا من الانتصار على جيوش الروم في معارك كثيرة، كان على رأسها معركة اليرموك الخالدة، فتوجه أحد قادة جيوش المسلمين وهو أبو عبيدة عامر بن الجراح إلى بلاد المقدس لحصار البيزنطيين فيها، بناء على طلب من خليفة المسلمين عمر رضي الله عنه، ودام هذا الحصار ما يقارب ستة أشهر، ولم يحصل فيه قتال، وإنما أنهكت الحامية الرومانية فيها بشكل كبيرٍ دفعها في نهاية المطاف إلى طلب الاستسلام؛ حيث وجه بطريرك القدس صفرونيوس كتاباً إلى قائد جيوش المسلمين يبين له فيها رغبته في تسليم مفاتيح مدينة القدس إلى خليفة المسلمين فقط.

الفاروق عمر يتسلم مفاتيح القدس

عندما علم الفاروق رضي الله عنه برغبة بطريرك القدس في تسليم مفاتيحها إلى خليفة المسلمين، ارتحل من المدينة المنورة، وركب على جمل له، ثم انطلق إلى الشام، واستقبله قادة جيوش المسلمين هناك، ثم توجه إلى مدينة القدس، ودخلها ليستقبله أهلها وأعناقهم تشرأبّ لرؤيته، و تسلم مفاتيحها رضي الله عنه من صفرونيوس، ثم عقد بعد ذلك العهدة العمرية التي تضمنت بنوداً كثيرة أمّن فيها عمر رضي الله عنه أهل إيلياء على أموالهم وممتلكاتهم وكنائسهم، كما ترك لهم أراضيهم ليزرعوها، ويؤدوا الخراج عنها، وأرسل رضي الله عنه عدداً من الصحابة لنشر العلم الشرعي في فلسطين، وكان منهم: معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت الذي كان يعطي دروس العلم الشرعي في المسجد الأقصى.

بناء المسجد

توجه عمر رضي الله عنه بعد تسلمه مفاتيح القدس إلى مكان المسجد الأقصى، فوجده خراباً بفعل انتهاكات البيزنطيين له، فكنس مع صحابته هذا المكان وطهره، ثم توجه إلى الصخرة المشرفة، واستشار أصحابه في مكان بناء المسجد والصلاة فيه، فأشار عليه كعب الأحبار أن يكون خلف الصخرة، فرفض عمر رضي الله عنه وقال لكعب: لقد ضاهيت اليهودية، ثم صلى في المكان الذي يعتقد أنّ النبي عليه الصلاة والسلام صلى فيه ليلة الإسراء والمعراج.