متى تم فتح فلسطين
مكانة فلسطين
كانت فلسطين وعلى مر الزمان محطّ أنظار كثيرٍ من الأمم والحضارات التي رأت فيها أرضاً مقدسة حفلت بكثيرٍ من الأحداث التاريخية والدينية عبر العصور، وقد شكلت فلسطين أيضاً جزءً مهماً من اهتمام المسلمين ضمن مشروع نشر الإسلام، وفتح البلدان، ففي هذه الأرض المباركة المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث المساجد التي يشد الرحال إليها.
بداية فتح مدن فلسطين
بدأ المسلمون في فتح مدن فلسطين حينما توجه أحد قادة الجيوش الإسلامية وهو الصحابي الجليل عمرو بن العاص إلى منطقة بيسان شمال فلسطين، حيث حررها، ثمّ توجه جيشه جنوباً إلى سبطية شمال نابلس، ثمّ فتح مدينة نابلس، وبعد أن حرر معظم مدن الشمال انتقل إلى جنوب غرب فلسطين فحرر مدن اللد، وعمواس، وأجنادين، وبيت جبرين، حتى وصل إلى غزة، ثمّ قفل مرة أخرى عائداً إلى الشمال الفلسطيني ففتح مدينة عسقلان في غرب البلاد على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ثمّ توجه إلى يافا وقيسرية ولكنهما استعصيا عليه بسبب دفاع حاميتهما ولم تُفتحا إلّا في أواخر سنة 640 للميلاد.
حصار بيت المقدس من قبل المسلمين
جاء فتح بيت المقدس في النصف الأول من السنة السادسة عشر للهجرة الموافق لسنة 637 ميلادية بعد حصار جيوش المسلمين لحامية القدس مدّة أربعة أشهر، بعد أن هزم المسلمون جيوش الروم في معارك كثيرة في الشام على رأسها معركة اليرموك، ولم يسجل التاريخ حصول مواجهةٍ دامية بين المسلمين والروم عند حصار بيت المقدس، وإنّما أنهك هذا الحصار جيوش الروم التي أرسل زعيمها بطريرك القدس صفرونيوس رسالةً إلى قائد جيوش المسلمين في الشام يبين له فيها رغبته في الاستسلام وقبول دفع الجزية للمسلمين، وقد اشترط صفرونيوس أن يتسلم مفاتيح القدس خليفة المسلمين بنفسه.
قدوم الفاروق لاستلام مفاتيح القدس
أرسل أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه قائد جيوش المسلمين في الشام رسالة إلى الخليفة الفاروق رضي الله عنه يخبره فيها برغبة حامية الروم في الاستسلام وتسليم مفاتيح المدينة، فسارع عمر رضي الله عنه إلى قبول ذلك وخرج من المدينة متوجهاً إلى الشام، ثمّ وصل الجابية واستقبله أبو عبيدة وخالد بن الوليد، ثمّ دخل إلى القدس فاتحاً والتقى ببطريرك القدس صفرونيوس الذي سلمه مفاتيحها.
كتابة العهدة العمرية
عقد عمر رضي الله عنه لسكان مدينة القدس اتفاقاً سمي بالعهدة العمرية أمن فيها سكانها من غير المسلمين على أموالهم وأنفسهم ومعتقداتهم وشهد على هذا الاتفاق كبار صحابة رسول الله الذين قادوا معارك الشام.
بناء المسجد الأقصى
توجه عمر رضي الله عنه إلى المسجد الأقصى حيث صلى النبي عليه الصلاة والسلام بالأنبياء ليلة الإسراء والمعراج، وبنى فيه المسجد، كما زار برفقة صفرونيوس كنيسة القيامة، وحينما حان موعد الصلاة طلب صفرونيوس من عمر رضي الله عنه أن يصلي فيها، فرفض عمر ذلك حتّى لا يتخذها المسلمون من بعده مصلى، وتأخر عن مكانه رمية حجر ثمّ صلى في المكان الذي بنى فيه المسلمون بعد ذلك المسجد الذي سمي بمسجد عمر.