دولة المغول في الهند

المغول

عرف التّاريخ الإسلامي المغول كقومٍ سكنوا أواسط آسيا، وكانت لهم دولتهم التي كان لها نفوذها الكبير، وقوّتها العسكريّة التي استطاعت تهديد الدّولة الإسلاميّة في بلاد الشّام والعراق في مرحلةٍ من مراحل التّاريخ. جاءت من نسل المغول سلالة استطاعت الوصول إلى الهند والسّيطرة على معظم أراضيها وتكوين مملكة مغوليّة استمرّت ما يقارب ثلاثمئة سنة، فما هي أبرز ملامح هذه الدّولة؟

مرحلة التّأسيس

يعود الفضل في تأسيس دولة المغول في الهند إلى ظهير الدّين محمد بابر القائد المُسلم الذي كان ينحدر من سلالة تيمور لنك وجنكيز خان التي تنتمي إلى العنصر المغولي التّركي، وقد كان هذا القائد حاكمًا على سمرقند قبل أن يتوجّه بجيشه ليسيطر على كابل، ثمّ بناءً على طلب أحد حكّام الهند توجّه ظهير الدّين إليها بجيشه ليتمكّن من الاستيلاء عليها وإخضاعها إلى مملكته الوليدة وقد كان ذلك في عام 1526 للميلاد، وقد استمرّ ظهير الدّين في الحكم ما يُقارب خمس سنوات كانت حافلةً بالعَطاء والإنجازات.

أبرز الحكام

تعاقب على حكم دولة المغول في الهند عددٌ من الحكّام أشهرهم جلال الدين أكبر الذي بلغت دولة المغول في الهند أوج اتساعها حينما استطاعت الاستيلاء على معظم أراضي الهند ووصلت إلى البنغال، وقد نُظّمت أمور الدّولة في عهده وتأسّست الشّركة الهنديّة الإنجليزيّة التّجارية الّتي عَنيت بتنظيم قوافل التّجارة بين الشرق والغرب، وساد التّسامح بين الأديان في بلد متعدّد الأعراق والملل، وقد سعى جلال الدين أكبر إلى استِمالة الهندوك لضمان ولائهم فعيّن كثيرًا منهم في بلاط الملك، كما روي عنه أنّه سعى لتأسيس دينٍ جديد أسماه التّوحيد الإلهي تضمّن عقائد المسلمين واليهود والمسيحيين والمجوس والوثنيين ممّا ألب علماء المسلمين عليه وعلى رأسهم الشّيخ أحمد السرهندي، وقد انتهى حكمه في أوائل القرن السذابع عشر الميلادي.

مرحلة الأفول

عرفت دولة المغول في الهند أورانك كآخر قائد مغولي قويّ استَطاعَ الحفاظ على مَملكته وتوسيعها، وبَعد وفاته بدأت مرحلة الأفول لهذه الإمبراطوريّة حينما ظهرت الأطماع البرتغاليّة والبريطانيّة فيها، كمَا استطاع القائد الفارسي نادر شاه احتلال دلهيّ عام 1739، واستطاع البريطانيّون وبحلول أوائل القرن التّاسع عشر التّحكم في مصير الهند عندما أصبح تعيين حكامها بيدهم، وفي عام 1857 ميلادي قام البريطانيّون بخلع آخر حاكم مغولي مسلم في الهند ويُدعى محمد بهادر شاه، وبعد ذلك أصبحت الهند جزءاً من الإمبراطوريّة البريطانيّة وأصبحت ملكة بريطانيا فكتوريا تُعرف بإمبراطورة الهند.