من هو مؤسس مدينة القاهرة

القاهرة

تتّخذُ جُمهوريّةُ مِصر العربيّةَ من القاهرة عاصمةً لها، وتُعتَبر بأنّها المدينةُ الأكبرُ بين مُدُنِها، كما أنّها تأتي بالمرتبة الأولى على المستوى العربيّ من حيث السّكّان والمَساحة؛ إذ يصل عدد سكانها وفقاً لتقديرات عام 2015م 9.5 مليون نسمة يتوزّعون فوق مَساحتِها المُمتدّة إلى 528 مليون متر مربّع.

تحظى مدينةُ القاهرةِ بأهمّيةٍ بالغةٍ؛ نظراً لما تتمتّعُ به من تنوّعٍ ثقافيٍّ وحضاريٍّ، وتاريخٍ عريق؛ إذ مرّت بعدد من العُصور التّاريخيّة منذُ الأزل، فهي موطنُ لعددٍ من المماليك؛ كالفرعونية، واليونانية، والرومانية، والقبطية، والإسلامية أيضاً، وبالإضافة إلى ذلك تُعتَبر القاهرة واحدةً من أقدم العواصم في العالم القديم.

تُشير الرواياتُ التاريخيّةُ إلى أنّ مدينةَ القاهرةِ قد تأسّست عام 969 للميلاد على يد القائد الفاطميِّ المُسلمِ جوهرُ الصّقلي، وجاء ذلك بعد أن دخل الفاطميّون مصرَ وأصدر الخليفةُ المُعزُّ لدين الله الفاطميّ أمره بتأسيس هذه المدينة، ونفّذَ الأمر جوهرُ الصّقليّ، ومن الجدير ذكره أنّ القاهرة قد حملت لقب مدينة الألف مئذنة.

مؤسس مدينة القاهرة

هو القائد المسلم أبو الحسن جوهر بن عبد الله، المُلقّب بجوهر الصّقلي، كما يُطلق عليه أيضاً اسم جوهر الرّوميّ، ومن المُتعارف عليه فإنّ الفضل يعود له في تأسيس مدينة القاهرة، وبناء الجامع الأزهر الشّريف، وهو واحدٌ من أكثر قادةِ الدّولةِ الفاطميّةِ شُهرةً وأهميّةً، كما أنّ له فضلٌ كبيرٌ في إقامة سُلطان الدّولة الفاطميّة في منطقة الشّرق، ومن أبرز إنجازاته في الفتوحات هي: فتح مصر، وبلاد المغرب، والحجاز والشّام، وفلسطين.

حياة جوهر الصقلي

نشأ جوهر الصقليُّ وترعرع في مسقط رأسه في جزيرة صقلية الكائنةِ في منطقةِ البحر المتوسّط في سنة 928م، ويُنسَب إليها في قول الصّقلي، ويُشار إلى أنّ صقلِّيةَ في ذلك الوقت كانت إحدى إمارات الدّولة الفاطميّة.

أُحضِرَ جوهر الصّقليُّ إلى منطقة المَهديّة منذ حداثة عمره، ونشأ تنشئةً عسكريّةً بحتةً خلال فترة حكم المنصور بالله الفاطمي؛ إذ انضّم لسلك الجيش، وحظي بترقيات عسكريّةٍ طيلة فترة حياته العسكريّة، حتى أصبح أحد قادة القوات خلال فترة حكم المُعزِّ لدين الله الفاطميّ، وكان جديراً بالثقة والكفاءة في قيادة الجيوش؛ وذلك بقدرته على فتح مصر وضمِّها تحت رايةِ الدّولة الفاطميّة بعد أن كانت تخضع للإخشيديين وسلطان العباسييّن.

فتح مصر وتأسيس القاهرة

تكللّت مُحاولة الخليفة الفاطميِّ المُعزّ لدين الله في فتح مصر بالنّجاح الباهر، بعد أن سلّم مقاليدَ قيادة الجيش المؤلف من مئةِ ألف جُنديٍّ للقائد جوهر الصّقلي، وجاء هذا النّجاح بعد فشلٍ ذريعٍ لثلاث مرّاتٍ سابقة له للدولة الفاطمية بفتح مصر، وانطلقت الجيوش الإسلاميّةُ في الرّابع عشر من شهر ربيع الثاني عام 358 للهجرة، الموافق شهر فبراير من عام 969م من مدينة القيروان، وفي ذلك العام أيضاً تمكّن من فتحها.

يحتفل المصريّون في الوقت الحالي في السادس من شهر يوليو من كلِّ عام بالعيد القوميِّ لتأسيس القاهِرة، ويُعتَبر هذا التّاريخُ اليوم الموافق لوضع حجر الأساس للمدينة على يد جوهر الصقلي عام 969م.

وفاة جوهر الصقلي

انتقل القائد المسلم جوهر الصقلي إلى جوار ربّه في شهر ذي القعدة من عام 381 هجرية بعد صراع مع المرض، وتم تكفين جُثمانه الطّاهر في سبعين ثوباً، ودُفن في منطقة الفراقة الكبرى.