تاريخ مدينة عكا

مدينة عكا

عكا مدينة ساحلية تقع على شاطئ البحر المتوسط، على الساحل الشرقي له، في شمال فلسطين، وهي من أقدم مدنها، وتبعد عن العاصمة القدس مسافة مئة وواحد وثمانين كيلو متراً، وتبلغ مساحتها حوالي ثلاثة عشر ونصف كم2، وقد شهدت هذه المدينة العديد من الصراعات في محاولة الاستيلاء عليها، كونها في موقع استراتيجي هام.

عكّا عبر التّاريخ

تأسست مدينة عكا على يد الكنعانيين وسموها في ذلك الوقت باسم (عكو) ومعناها الرمل الحارّ، وبعد ذلك صارت عكا جزءاً من دولة الفنيقيين، ثم توالى عليها الغزاة مثل الرومان، والصليبيين، والإغريق، والفرنجة.

عكا تحت سيطرة المسملين

كان أول دخول للعرب المسلمين إلى عكا في عام ستمئة وستة وثلاثين ميلادي، وبعد ذلك بأربع سنوات قام معاوية بن سفيان بإنشاء دار لصناعة السفن، ممّا مكّن المسلمين من إطلاق أسطول لفتح جزيرة قبرص.

  • غزو الفرنج: غزا الفرنج مدنة عكا عام ألفٍ ومئة وأربعة ميلاديّ، وقسموها إلى عدّة أحياء، واتخذت كل جالية منهم حياً خاصاً لها، وبقوا فيها حتى عام ألفٍ ومئتين وواحد وتسعين.
  • الدولة العثمانية: خضعت عكا للحكم الدولة العثمانية لمدة أربعة قرون، وكانت الدّولة العثمانيّة آنذاك تحكم كل بلاد الشام، وكان مركزها إسطنبول، ففي تلك الفترة كان هناك نزاعات بين ثلاثة قوى وهي الدولة العثمانية، والمماليك، والدولة الصفوية، وكانت عكا هي الفاصلة بين الدولة العثمانية و الدولة الصفوية، واستطاعت الدّولة العثمانيّة هزيمة الدّولة الصفويّة، ومن ثم المماليك، وسيطرت على مصر، وكان للدولة العثمانيّة أثراً كبيراً على مدينة عكا فقد أنشأت فيها المدارس، والمساجد، والزويا، والأبنية الحكومية، والأسواق، والسرايا، والحمامات، وبعد احتلال نابليون لمصر توجّه إلى عكّا، في محاولةٍ لاحتلالها، ولكنّ حاكمها أحمد الجزّار الذي كان من أشجع وأبرز حكامها، تصدى له وأحبط محاولاته، رغم محاصرة المدينة زمناً طويلاً.

عكا في مرحلة الانتداب البريطاني

قام البريطانيون في الرابع من فبراير في عام ألفٍ وتسعمئة وثمانية عشر، بفرض الانتداب على عكّا، فقام أهلها بالكثير من المظاهرات، والثورات، والانتفاضات؛ لردع الإنجليز الذين كانوا يحاولون إدخال اليهود إلى فلسطين، وجعلها دولة يهودية قومية، وقد أدت هذه الثورات لتشريد الكثير من أهل عكا.

عكا في النكبة

بعد دخول الصهاينة إلى فلسطين بموجب وعد بلفور؛ لإقامة دولة قومية لليهود في فلسطين، قاموا بالعديد من المجازر بحق أهلها، بهدف إجبارهم على الرحيل، كما أُسست فيها شركتان متخصصتان بإقامة وإدارة البيوت لليهود فيها، فسيطروا على خمسة وثمانين بالمئة من منازلها، ولا تزال لليوم خاضعة للاحتلال الصهيوني.