تاريخ الجزائر في القديم والحديث
الجزائر
تُعتبر دولة الجزائر من أهمّ الدول العربية والإسلامية، ومن أكثرها ارتباطاً بالتاريخ خاصّةً التاريخ الحديث؛ فإذا ما ذُكر النضال ضد الحركات الاستعمارية احتلت الجزائر رأس القائمة بعدد شهدائها، وتاريخ نضالها الطويل والذي امتدّ لعشرات السنين والأعوام.
إنّ للجزائر مكانة مميّزة في الأزمنة والعصور القديمة، وربّما يرجع ذلك في الأساس إلى موقعها الجغرافي المميز؛ حيث تقع في شمال القارة الأفريقية على الساحل المطل على مياه البحر الأبيض المتوسط، قريباً من مضيق جبل طارق، وقد منحها هذا الموقع أهميّةً لا نظير لها كونها قريبة من كافة مناطق العالم المهمّة؛ كمصر، والدول الأوروبية، وبلاد الشام، وكونها أيضاً تُعتبر بوابةً شمالية للقارة الأفريقية.
تاريخ الجزائر في القديم والحديث
التاريخ القديم قبل الإسلام
كشفت التنقيبات الأثريّة على الأرض الجزائرية عن وجود عظام بشرية تزيد أعمارها على قرابة المليوني عام تقريباً، كما كشفت هذه التنقيبات عن العديد من الصناعات التي ترجع إلى عصور سحيقة.
بعد ظهور الفينيقيين، استطاعوا أن يحكموا قبضتهم على سواحل البحر الأبيض المتوسط، ممّا دفعهم إلى تأسيس العديد من المدن الساحلية المهمّة على الساحل الأفريقي الشمالي، ولعلَّ أبرز هذه المدن تلك الواقعة في الجزائر كمدينة عنابة. في وقت لاحق تأسّست قرطاجة على الساحل التونسي والتي كان لها دور بارز في تغيير مجرى الأحداث التاريخية في المنطقة، ممّا دفع روما إلى الاعتراف بسيطرة القرطاجيين على منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط.
قبل نحو قرنين ونصف من الميلاد نشبت الحروب الشهيرة والتي عرفت باسم الحروب البونية، ممّا جعل جماعة الأمازيغ تفلت من القبضة القرطاجية ليؤسّسوا لهم كياناً مستقلاً شمل مساحات واسعة من الشمال الأفريقي، وقد مرّت الجزائر بعد ذلك بالعديد من الأحداث، واحتلتها العديد من الأمم من أشهرها الاحتلالين الوندالي، والبيزنطي.
الجزائر في العصر الإسلامي
فتحت الجزائر من قبل المسلمين في منتصف القرن السابع الميلادي، وقد تعاقبت على أرض الجزائر العديد من الدول الإسلامية من بينها الدولة الرستمية، والإدريسية، والأغلبية، والفاطمية، ودولة المرابطين، ودولة الموحّدين، وغيرها من الدول الإسلامية، لينتهي بها المطاف تحت حكم الدولة العثمانية؛ حيث مرّت خلال الفترة العثمانية بالعديد من الاضطرابات والأحداث الهامة والتي ساهمت في تشكيل وصياغة تاريخها العريق.
الجزائر والاحتلال الفرنسي في العصر الحديث
في أواخر الثلث الأول من القرن التاسع عشر تمّ توقيع اتفاقية استسلام من قبل داي الجزائر بعد أن استطاعت فرنسا إنزال قوّاتها العسكرية على شاطئ سيدي فرج، وقد كان لاحتلال الجزائر من قبل الفرنسيين أثر كبير على سكانها؛ حيث شكّلوا حركاتٍ مقاومة عنيفة أرهقت المحتلين المعتدين؛ حيث برز منهم العديد من القادة اللامعين وعلى رأسهم القائد عبد القادر الجزائري -رحمه الله- والذي قاد حركة مقاومة ضد الفرنسيين.
استمرّت الجزائر في نضالها ضد المستعمر إلى أن نالت استقلالها في النصف الثاني من القرن العشرين، ومن هنا فإنّ الجزائر كانت قد خضعت لاحتلالْ طويل دام ما يزيد على مئةٍ وثلاثين عاماً تقريباً، انتهى بتشكيل الدولة الجزائرية الحديثة المستقلة.