أبو مسلم الخرساني

أبو مسلم الخراسانيّ

وُلِد القائد العبّاسي عبدالرحمن بن مُسلم في عام 100 هجريّة (718م) في ماه مدينة البصرة، والتي تُسمّى أصبهان، وقد كرَّسَ حياته لنَشر الدعوة العبّاسية حتى أصبح واحداً من أعظم قادة الدولة، والدعوة العبّاسية، وممّن شكّلوا أهمّ أسباب نشوء الدولة العبّاسية؛ فقد قاتل في سبيل نشر دعوته إلى أن تُوفِّي في عام 137 هجريّة (755م)، وكان ذلك على يد الخليفة العبّاسي أبي جعفر المنصور.[١]

نشأة أبو مسلم الخراسانيّ

نشأ أبو مسلم الخراسانيّ، وترعرع مع أولاد زوج أمّه عيسى العجليّ الذي كان يمتلك عدداً من المزارع في الكوفة، وأصبهان؛ فعمل عنده أبو مسلم في جمع الأموال من المزارع في الكوفة، ثمّ عمل في صناعة السروج، وبدأ يتعرَّف تدريجيّاً على التنظيم السياسيّ العبّاسي السرّي، حيث أولاه الاهتمام، وأظهر حُبّه لآل البيت، كما أنّه كان ذكيّاً، وفَطِناً، فأُعجب به الإمام العبّاسي إبراهيم، وطلب منه أن يبقى عنده، ويرافقه، ثمّ عيَّنه ليكون رئيساً للتنظيم، وأصبح بذلك الرجل الأبرز في خُراسان، فكان لزاماً عليه نَشر الدعوة، والتعامُل بحذر مع التيّارات السياسيّة في خُراسان.[٢]

وقد تمكَّن أبو مسلم الخراسانيّ من التغلُّب على نصر بن سيار مُمثِّل الدولة الأمويّة في خُراسان، وسيطر على مَرو قاعدة خُراسان، كما قضى على عليّ بن جديع الكرمانيّ، وتمكَّن من السيطرة على مُدن خُراسان واحدةً تِلو الأخرى، فقَوِيت شوكته، وأخذ يمضي في أمور الولاية وِفق رغباته، بالإضافة إلى أنّه أصبح يتصرّف بتهوُّر، واندفاع، وتمرُّد، وهو ما لم يُعجب الخليفة أبا جعفر المنصور.[٢]

صفات أبو مسلم الخراسانيّ

يُذكَر أنّ أبا مسلم الخراسانيّ كان فصيحاً باللغة الفارسيّة، والعربيّة، كما كان يُحبُّ قراءة الشِّعر، والاطِّلاع على علومه، إلّا أنّه كان قاسي المشاعر، وقليل الرحمة، وقليل الضحك. أمّا في صفاته الجسديّة، فيُذكَر أنّ أبا مسلم الخراسانيّ كان جميلاً ذا بشرةٍ سمراء، وقصير القامة، وأحور العينَين، بالإضافة إلى أنّه كان ذا شَعر طويل، وجبهة عريضة، ولِحية وافرة.[٣]

المراجع

  1. دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 274، جزء الثالث و العشرون. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أ.م.د طارق فتحي سلطان الدليمي، أبو مسم الخراساني ، صفحة 107-113. بتصرّف.
  3. رغدة سعدي عابد، أبو مسلم الخراساني ودوره في قيام الدولة العباسية، صفحة 30. بتصرّف.