حرب البسوس

الحروب

تعرف الحرب بأنها معركة تنشب بين خصمين، نتيجة عدّة أسباب، منها: اقتصادية، أو سياسية، أو قبائلية، أو بسبب الحمية، وغيرها، الأمر الذي يزيد من العداوة والخصومة بين كلا الطرفين، ممّا يؤدي إلى الكثير من الخسائر البشرية، والمادية، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه الحروب كانت منذ القدم، وهي مستمرة حتى عصرنا الحاضر، وفي هذا المقال سنعرفكم على حرب البسوس.

حرب البسوس

سبب تسمية حرب البسوس

سمّيت حرب البسوس بهذا الاسم نسبةً إلى المرأة المعروفة بآل بسوس، حيث تروي الأخبار أن المعركة ابتدأت بسبب اختلاط ناقة لهذه المرأة مع قطيع آخر لقبيلة تغلب، وتعود ملكيته إلى ملك القبيلة، وهو كليب بن ربيعة، وحينما رأى كليب الناقة مع نوقه قتلها، وحينما وصل الخبر إلى البسوس، بدأت تندب، وتنادي إلى أن وصل الخبر إلى ابن شقيقها جساس، فلحق بابن عمه كليب بتحريضٍ من البسوس، وقتله غدراً، فسمّي الواد الذي قتله فيه باسم وادي البسوس، ووصل الخبر إلى الزير سالم أخو كليب، فدارت الحرب بين القبيلتين، واستمرت بين كرٍّ وفرٍّ، وهكذا طالت لمدة 40 عاماً.

موقع حرب البسوس

بدأت حرب البسوس في العصر العدناني عام الفيل بين قبائل بكر بن عبد مناف وقبائل ربيعة، ولا بدّ من الإشارة إلى أن الحرب وقعت شرارتها الأولى في باحة وادي الخيطان الذي سمي فيما بعد باسم وادي البسوس، علماً أنّ قبائل ديار تغلب وبكر كانت تحط في هذا الوادي، كما أن روايات أخرى تروي أن الحرب وقعت في مكانٍ آخر، وهو منطقة نجد، أو أنها وقعت في مدينة قريبة من مدينو زبيد في اليمن، وقد روت الأخبار عن وجود قبر لكليب عند نهاية التلفريك، ووجود حدبة أيضاً تعرف بحدبة الكليب، إضافةً إلى وادٍ خصب يعرف باسم وادي البسوس، علماً أنّ المؤرخين أكّدوا أن الحرب كانت على أرض الجزيرة العربية في أرض الحجاز تحديداً.

أيام حرب البسوس

  • يوم النهى: وهو اليوم الذي حدث فيه القتال عند الماء الذي نزل عليه بنو شيبان بقيادة سيّدهم الحارث بن مرة الشيباني بعد ذهابهم من جوار بني جشم في تغلب، علماً أنّ عدي بن ربيعة التغلبي المعروف بالزير سالم انتصر في ذلك اليوم على بني شيبان، وأكثر من قتلاهم، في حين لم يقتل من قبيلته أحداً.
  • يوم زبيد: وهو اليوم الذي التقت فيه القبيلتان في زبيد، ولم ينتصر في ذلك اليوم أحد.
  • يوم الذنائب: وهو اليوم الذي انضم فيه بنو ذهل بن ثعلبة، وبنو تيم اللات بن ثعلبة، وبنو قيس بن ثعلبة إلى بني شيبان، وناصروهم، وآزروهم، إلا أنّ قبيلة تغلب فازت عليهم جميعاً، وقتلت منهم عدداً كبيراً، ولا بدّ من الإشارة إلى أن يبان عمرو بن ساعدة التغلبي قتل في هذا اليوم.
  • يوم واردات: وهو اليوم الذي التقت فيه القبيلتان بمنطقة واردات، وقد فازت فيه أيضاً قبيلة تغلب، وقتل من بني شيبان وحلفائها عدداً كبيراً.
  • يوم عويرضات: وهو اليوم الذي قتل فيه السفاح التغليبي، وانتصرت فيه قبيلة تغلب.
  • يوم أنيق: وهو يوم انتصرت فيه قبيلة تغلب أيضاً.
  • يوم ضرية: وهو يوم انتصرت فيه قبيلة تغلب أيضاً.
  • يوم القصيبات: ويطلق عليه أيضاً يوم بطن السرو، وفيه فازت تغلب، ولا بدّ من الإشارة إلى أن الهمام بن مرة بن ذهل الشيباني البكري قد قتل على يد عدي بن ربيعة بالرغم من صداقتهما.
  • يوم تحلاق اللمم: ويطلق عليه أيضاً يوم قضة، ويوم الفصيل، ويوم الثنية، وهو اليوم الذي أكثر فيه المهلهل بن ربيعة من القتل، حتى قاتل من القبائل التي لم تحالف بني شيبان.

نهاية حرب البسوس

استمرّت الحرب بين كرٍّ وفر، وانتهت بفوز قبيلة تغلب بعد هزيمتها، علماً أنّ الزير سالم فرّ هارباً الأمر الذي أدّى لخسارة قبيلته، إلا أنه عاد كراً ليقتل جساس وتفوز بذلك قبيلته، وتنتهي الحرب بخسائر بشرية ومادية جسيمة.