عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى
الحرب العالمية الأولى
الحرب العالميّة الأولى هي أحد أقسى وأبشع الحروب الّتي شهدها العالم بأسره والتي كان لها أثرٌ كبيرٌ في تغيير مجرى التاريخ، ولكن هذا التغيير في الحرب العالمية الأولى لم يكن زهيد الثمن، بل إنّه كان عن طريق سفك دم الملايين سواءً من الجنود أو من الضحايا المدنيين الأبرياء، فقد شهد العالم في تلك الحرب تطوّراً كبيراً في الأسلحة وفي وسائل الحرب التي تختلف عن تلك التي كان يستعملها في الحروب القديمة، وهو ما أدى إلى إثارة جنون الإنسان واستخدام هذه الأسلحة في سفك دم الملايين.
ضحايا الحرب العالمية الأولى
لقد بلغ عدد ضحايا الحرب العالميّة الأولى ما يزيد عن 37 مليوناً ما بين مدنيين وعسكريين قتلى وجرحى ومفقودين، فكان عدد القتلى في الحرب 17 مليون قتيل من بينهم ما يقارب السبعة ملايين مدني، أمّا عدد الجرحى فقد بلغ ما يزيد على العشرين مليوناً، وقد جعلت هذه الأعداد الحرب العالمية الأولى من أكثر الحروب الدموية على مستوى التاريخ البشري، وتبقى هذه الأرقام مجرد توقعاتٍ وإحصائياتٍ، بحيث تختلف التقديرات عبر الزمن ومن خلال الجهة التي تصدر هذه التقديرات.
ما بعد الحرب العالمية الأولى
لم تتوقّف نتائج الحرب العالميّة الأولى على ملايين الضحايا الذين ماتوا خلال الحرب ما بين 1914م إلى 1918م، بل إنّ الحرب العالمية الأولى والخسارة التي لحقت بقوات المركز أدّت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، والتي كانت أكثر دمويّةً من الحرب الأولى، إذ تمّ استخدام القنابل الذرية للمرة الأولى على المدنيين من خلال القنبلتين التي تم إسقاطهما على هيروشيما وناجاساكي، فألحقت هاتان القنبلتان عشرات الآلاف من القتلى من المدنيين في ثوانٍ معدودة، بالإضافة إلى الجرحى والأطفال المشوهين والأمراض المختلفة خاصةً في تلك المنطقتين نتيجة التلوث الذي ما زال إلى عصرنا الحالي.
بلغ عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية ما يزيد على الستين مليوناً حول العالم، وهو ما نسبته ثلاثة بالمائة من سكان العالم في ذلك الوقت، وقد كان عدد العسكريين المقتولين في تلك الحرب يقدر بسبعة عشر مليوناً بينما كان الباقي كلّه من المدنيين.
نتائج الحرب العالمة الأولى على العرب
لا تتوقف نتائج الحرب العالمية الأولى على ضحايا الحرب فقط وخاصةً بالنسبة للعرب، إذ إنّ وعود بريطانيا وفرنسا الكاذبة وعلى رأسها اتفاقية سايكس بيكو أدخلت العرب في صراعاتٍ طويلةٍ مع الاستعمار، والذي لم تتخلص من هذه الاتفاقية إلّا بنزف دماء الملايين من الشهداء على أراضيها، ولم يكن هذا هو الوعد الوحيد الّذي نتج من الحرب العالميّة الأولى، فما زالت نتائج وعد بلفور الظالم موجودةً إلى يومنا الحالي باحتلال الصهاينة لأرض فلسطين.