عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية
الحرب العالميّة الثانية
الحرب العالميّة الثانية هي حربٌ دوليّة مدمرة بدأت في الأوّل من أيلول من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعة وثلاثين، وانتهت في الثاني من أيلول من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسة وأربعين.
تشكلّت هذه الحرب من حلفين رئيسيين ضمّا أغلب دول العلم، هما دول المحور وقوّات الحلفاء، وعملت الدول الرئيسيّة على وضع كافة قدراتها في جميع المجالات سواء العسكريّة أو الصناعيّة أو الاقتصاديّة أو العلميّة في سبيل خدمة المجهود الحربي. تعتبر هذه الحرب من الحروب الشموليّة والأكثر كلفةً في التاريخ البشري، ذلك بسبب اتساع رقعة الحرب وتعدد ساحات المواجهات والجبهات.
عدد ضحايا الحرب العالميّة الثانية
شارك في الحرب العالميّة الثانية ما يزيد عن مئة مليون جندي من شتى الدول التي شملها النزاع، وكان من نتائجها مقتل ما بين الخمسين إلى الخمسة وثمانين مليون شخص من عسكريين ومدنيين، أي ما نسبته 2.5% من سكان العالم في تلك الفترة، عدا عن الدمار الهائل الذي لحق بالدول المشاركة على جميع الأصعدة.
بداية الحرب العالمية الثانية
كانت البداية عند إعلان اليابان في السابع من يوليو من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعة وثلاثين، الحرب على الصين، أما البداية الفعليّة لهذه الحرب كانت في الأول من أيلول من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعة وثلاثين، وذلك عند اجتياح ألمانيا لبولندا، ومن هنا توالت إعلانات الحرب التي شُنّت ضد ألمانيا من قبل المملكة المتحدة وفرنسا.
منذ أواخر عام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعة وثلاثين وحتى بدايات عام ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وأربعين، شنت ألمانيا سلسلة حملات ومعاهدات للعمل على تشكيل حلف دول المحور، وذلك للتمكن من السيطرة على مساحاتٍ واسعة من قارة أوروبا، وكانت ألمانيا قد وقعت مع الاتحاد السوفييتي اتفاقيّة مولوتوف – ريبرنتروب قبيل الحرب، وقد نصّت هذه المعاهدة في بنودها على تقاسم الدولتين للأراضي التابعة لدول البلطيق وبولندا في حال نشبت الحرب.
سقطت باريس في أيدي الألمان في الرابع عشر من يونيو عام ألفٍ وتسعمئةٍ وأربعين، الأمر الذي أدى إلى استسلام فرنسا، وكانت الفترة التي غزت فيها ألمانيا الاتحاد السوفييتي في الثاني والعشرين من يونيو عام ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وأربعين، من أكثر فترات الحرب دمويّةً، قام بعدها الطيران الياباني بشنّ هجومٍ مفاجئ على ميناء بيرل هاربر حيث القاعدة البحريّة الأميركيّة، وذلك في السابع من ديسمبر من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وأربعين، الأمر الذي اضطر أميركا على إعلانها للحرب على اليابان والدخول في الحرب العالميّة.
تمّ الحدّ من تقدم دول المحور في عام ألفٍ وتسعمئةٍ واثنين وأربعين، وذلك بعد الهزائم المتكررة التي لحقت بالقوّات اليابانيّة في عددٍ من المعارك البحريّة، بالإضافة لهزيمة القوّات التابعة لدول المحور في شمال إفريقيا وأوروبا، عدا عن الهزيمة الساحقة التي لحقت بالقوّات الألمانيّة في ستالنجراد، والهزائم التي تبعتها في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثلاثة وأربعين في أوروبا الشرقيّة.
لم تستطع إيطاليا الصمود في وجه هجوم قوّات الحلفاء عليها فأعلنت استسلامها، بالإضافة لتمكّن القوّات الأميركيّة من تحقيق العديد من الانتصارات في المحيط الهادئ، وأدى هذا الأمر إلى تراجع قوّات دول المحور على جميع جبهات القتال. وصلت قوّات الحلفاء إلى فرنسا عام ألفٍ وتسعمئةٍ وأربعة وأربعين، يليه تمكّن الاتحاد السوفييتي من استعادة جميع أراضيه التي استولى الألمان عليها.
نهاية الحرب العالميّة الثانية
في الثامن من مايو عام ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسة وأربعين، سيطر الاتحاد السوفييتي على مدينة برلين واستسلام ألمانيا غير المشروط، وأدى هذا الأمر إلى إنهاء الحرب في أوروبا، وعُقد بالقرب من برلين بعدها مؤتمر بوتسدام، وصدر من خلاله إعلان بوتسدام الصادر في السادس والعشرين من يونيو عام ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسة وأربعين.
في الفترة الواقعة ما بين السادس إلى التاسع من أغسطس من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسة وأربعين قامت الولايات المتحدة بإلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي ناغازاكي وهيروشيما، تبع إلقاءهما إعلان استسلام اليابان في الخامس عشر من أغسطس عام ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسة وأربعين.
عملت هذه الحرب على تغيير الخارطة السياسيّة والعسكريّة، بالإضافة للبنية الاجتماعيّة على نطاق العالم، وأدت إلى إنشاء الأمم المتحدة للعمل على منع الصراعات مستقبلاً بالإضافة لتعزيز أطر التعاون الدولي، واعُتبر أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الدائمين هم الدول المنتصرة في الحرب، وهي أميركا، والاتحاد السوفييتي، والمملكة المتحدة، والصين بالإضافة إلى فرنسا.
انحسر نفوذ الدول الأوروبيّة إبان الحرب العالميّة الثانية، وبرزت على الساحة الدول العظمى التي تمثّلت في الولايات المتحدة الأميريكيّة والاتحاد السوفييتي، ومهّد هذا الأمر إلى نشوب نوعٍ آخر من الحروب، وهي الحرب الباردة التي استمرت لمدة ستة وأربعين عاماً.